لا أتعب من وحدتي ( شعر ) / كرم الشبطي

334
كرم الشبطي ( فلسطين ) – الثلاثاء 16/8/2022 م.
لا أتعب من وحدتي
ولا أحزن بل أفرح
أجلس وحدي أتأمل
مشهد الإنسان وطن
لغة الأرحام للبشر
طين من عجين وقهر
وبسمة تغازل الروح
مثل نسمة وفرح ومولد
وجنازة شهيد تؤلم حق
وما الفكرة غير رسالة
نحييها من نبض حياتنا
المؤجلة حتى يوم تحريرنا
نعم هي كذلك مثل الشجرة
ونحن من نجني ثمارها
ونقدمها للجيل القادم
الحاضر معنا بقوة وننتظره
أكثر عنفوانا وكرامة
نُبل الإرادة خير وزرع وثقافة
حرية الكون غير صادقة
صدقها من صدق فلسطين اليوم
من يسأل عنها اليوم ومن السبب
هنا أمر العجب والغرابة من وحينا
يُعيدنا لذهن المشكلة ومن يصوب هناك
قالها الناصر وقالها عرفات ورثاها درويش
ومعه المظفر والحكيم وعشاق الكتاب والورقة والقلم
يا لها من ورقة تعصر نفسها وذاتها من خير من ولد حرا
لا يأبه للمغامرة والمراهقة في مصير القضية والشعب راية
تحكم وراية تسلط الانقسام والقسوة وراية تتفرج وأخرى تقبض
الثمن الكبير موجع وكأنهم لم يكونوا من بيت فلسطين الثورة
من بين الجدران نحاكي أنفسنا ونداعب طفولتنا وحجارتنا وما قدمنا
لا نملك غير ذلك وشعورنا في العجز والوحدة هو أشد المكائد لمن أوقعنا
في خيبات العمر تناجي وتكتب وتستخلص العبر من مشاهد الذاكرة التي لا تُنسى
أين كنا وأين وصلنا ومن يستحق فينا أن يكون هنا وتبا لهم في لعبتهم القذرة
أسقطوا الخيارات ولم يتركوا لنا غير فكرة الهجرة وهذا حال غزة والعرب أيضا
العقول الفذة لن يرحمها أحد وتهاجر للغرب ويحتضنها بقوة ويسألها لماذا تركت وطنك
وصلت كي تصبح لاجئ من جديد وتبكي الدموع في حسرة المكتوب لمن يشعر ويصدق وقلبه متعلق
مع الحبيبة ومع السماء ومع الأرض ومع الأرواح والذكريات والمفتاح تحول ذكرى في بلاد الأغراب
غربة واغتراب داخلنا وخارجنا والأيام من دفتر المحاضرات تعيد الكلمات ولا أحد يقرأ العمق أبدا
ما بين السطر والسطر روايات التاريخ وأساطير الحلم واليقين وما نحن غير أطفال صغار نلعب ونحلم
وفقر العقول المتحكم يبسط السيطرة وينشر الجهل ويتخلف عن موعد الحقيقة المشرقة ولك رب يا فلسطين
مهما خذلك البعض منا لن نخذلك واصبري من صبرك وصباحك سيعيد الشمس للمكان وستشرق فرحا يوما بعد يوم