كوميونة باريس ( 18آذار/،مارس 1871 م ) / الطاهر المعز

2٬895

الطاهر المعز ( تونس ) – الثلاثاء 19/3/2024 م …

18آذار/،مارس 1871 – 2024، ذكرى كوميونة باريس، أول تجربة لسلطة الطبقة العاملة.

لم تستمر ثورة حزيران/يونيو 1848 سوى ثلاثة أيام، ولم تستمر كمونة باريس أكثر من 72 يومًا سنة 1871، لكن أهمّيتهما كانت أساسية في تاريخ النضال من أجل تحرير العمال والطبقات الشعبية خلال القرن التاسع عشر.

أسست الكومونة سُلطة شعبية بعد هزيمة الجيش الفرنسي أمام بروسيا، سنة 1870، لكن الجيشين تعاونا لسحق الثورة وقتل أكثر من 30 ألف شخص، ومات المقاومون وهم يدافعون عن الكومونة التي استمرت 72 يومًا فقط، لكنها شكلت أول تجربة لسلطة الطبقة العاملة التي كانت تُصْدِر التشريعات وهي تقاتل، فحجّرت عمل النساء ليلاً وعمل الأطفال وأطلقت العديد من الحُرّيات السياسية والمَدَنِيّة، الفردية والجماعية…

كانت الكومونة ثورة عفوية، وشارك في إطلاقها المواطنون والمواطنات، ودافعوا عنها بكل قواهم، ولم يكن لديها جيش مركزي مُنَظَّم وموحد ومنضبط، بل كان صورة لعَفْوِيّة الثورة، ما يَسَّرَ سحقها بعد مذبحة دموية وإعدامات مَيءدانية أمر بها الجنرال “تيير” الذي عَسْكَرَ كافة جوانب الحياة في مدينة باريس، فأغلق المصانع والمسارح وأْضَع كافة المطبوعات للرقابة وأصبحت المدينة مُحاصرة والسّكّان تحت الحراسة، ما رَفَعَ من عدد الإعتقالات العشوائية، وإقرار تصريحات مكتوبة لانتقال المواطن من حي إلى آخر…

حلّل كارل ماركس وفريدريك إنغلس وفلاديمير لينين وغيرهم وقائع وأداء الكومونة وعوامل فشلها، وأشاروا إلى أن الطبقة العاملة ليس لديها حزب أو قيادة تخطط للإجراءات اليومية والخطوات متوسّطة أو بعيدة المدى، ولم يكن العمال يُشكّلون أغلبية ومع ذلك لم يتحالفوا مع الفئات المستغَلة والمُضْطَهَدَة الأخرى، مثل الفلاحين أو القوى المنتجة الأخرى، كما لم تقم الكومونة بتأميم بنك فرنسا (المصرف المركزي) وتركت مجال الإعلام (الصحف) في أيدي البرجوازيين من مالكي الصحف، وحصلت محاولات لإنشاء كوميونات في عدد قليل من المدن الأخرى في فرنسا، لكن كومونة باريس ظلت معزولة على المستوى الفرنسي والدولي.

للمراجعة: بْرُوسبر أوليفييه لِيسَّاغَارَايْ – “ثمانية أيام من مايو خلف المتاريس” – شهادة أحد المشاركين في “الأسبوع الدامي” في باريس.

Prosper Olivier Lissagaray– « Les Huit Jours de MAI Derrière les barricades » – Un témoignage d’un participant à « la Semaine sanglante » à Paris

بروسبر أوليفييه ليساغاراي (1838 – 1901)، صيدلي سابق ثم صحفي اشتراكي، مؤسس دائرة الدراسات الاجتماعية.

التعليقات مغلقة.