عطالله حنّا مطران الحرّية والكرامة والإباء / موسى عباس

724

موسى عباس ( لبنان ) – الإثنين 23/12/2019 م …

لماذا يسعى الصهاينة وعملاؤهم للتخلّص من المطران عطالله حنّا؟
 أينما  كان يتواجد في أيّ مكان كان يقول بكلّ افخرٍ وإعتزاز :
“أنا عربي فلسطيني أفتخر بأنّي مسيحي من الشرق “.
ولد المطران عطالله حنا في “الرّامة” في فلسطين في العام 1965 وترعرع متنشّقاً هواء فلسطين وتوتّد في تربتها  التي تأبى الذُل وترفض الإنكسار وكلّما ارتوت بدم شهيد ازدادت عزّةً ومنعَةً وعنفواناً  وإحتقاراً  للطّغاة المحتلين ولزبانيتهم من الأعراب الخانعين.
-المطران عطالله حنّا  من القلّة النادرة بين أقرانه من رجال الدين المسيحيين بعد “المطران الراحل كبوشي”، الذين لم يخضعوا للإغراءات المّادية والمعنويّة ولا للإبتزاز  الذي مارسته عليهم سلطات الكيان الغاصب كما سلطة “أوسلو”، لذا حقدوا عليه وسعوا وتآمروا للتخلّص منه.
عطالله حنّا الذي يقول :
” إنّ الأرض الفلسطينية أضحت سجناً كبيراً تُمتهنُ فيه الكرامة الإنسانية في كلّ حين”، ويكرّر إن مدينة القدس عربية وستبقى عربيّة  الهويّة إسلامية مسيحية إنسانية روحيّة حضارية وثقافية هذه هويّة القدس التي لن تتغيّر مهما طال زمن الإحتلال ومهما تآمر  وتواطئ المنبطحون الذين ينادون بواقعٍ جديد يغيّر من هويّة القدس وحتى لو عمل العالم أجمع على تغيير هويتها فلن تتغيّر وستبقى كما فلسطين بأكملها عربيّة .
-عطالله حنّا الذي يقول:” إننا نعتز  بعروبتنا وبثقافتنا  وبلغتنا وبقوميتنا العربية وبهويتنا  الروحيّة المسيحية الأرثوذكسية المشرقيّة ،ومشكلتنا مع الصهيونيّة أنّها حركة سياسية عنصريّة وأما القومية العربيّة فهي فكرة إنسانية حضاريّة”.
– أرادوا التخلّص منه منذ زمن بعيد منذ وقف مدافعاً عن حق الفلسطينيين في تحرير  الأرض وبالعيش الكريم ، منذ رفض بيع أراضي الوقف الكنسي للصهاينة وهاجم بصريح العبارة الذين تواطؤًا وباعوا الكثير من تلك الأملاك المسيحية والإسلامية للصهاينة.
ردّاًعلى مواقفه ضد الإحتلال وضد عملاء الإحتلال سياسيين ودينيين  تم اعتقاله عدّة مرات كان أولّها في كانون الأوّل عام 2001 وتكرّر ذلك لاحقاً ولم يُرهبه لا الإعتقال ولا الإحتلال ولا تهديدات بعض الكنسييين ولا السياسيين ، واستمرّ في مواقفه شامخًا مدافعًا عن الحقّ يقول ويفعل ما يمليه عليه ضميره  .
في العام 2006 وقف علناً الى جانب لبنان والى جانب المقاومة اللبنانية ولم يأبه لتهديدات الإحتلال ولا لمواقف قادة عرب هاجموا المقاومة ووقفوا ضدّها.
-رفض القتال في سوريا وأدان الإرهابيين وما فعلوه ووقف الى جانب وحدة الأراضي السورية.
-دافع عن غزّة وعن مقاومتها  وحييّ  مقاوميها وشهداءها ورفض مواقف السلطة السلبية تجاه الإعتداءات المتكررة عليها.
-كان من أبرز مواقفه الشُجاعة والبطولية   والذي أعتقد أنّه كان أحد الأسباب التي من أجلهاعملوا على التخلّص منه ردّه الأخير وإدانته لتصريحات البطريرك “إلياس عودة” بطريرك الكنيسة الأرثوكسية في بيروت والتي هاجم فيها “حزب الله” كما هاجم سيّد المقاومة سماحة السيّد حسن نصرالله” بأسلوب استفزازي عنصري واحتقاري لهم وللطائفة التي ينتمون إليها ، وكان ردّه وتعليقه أبلغ ردّ وأفضل تعليق  كونه بطريركاً مسيحيًا أرثوذكسياً حيث قال في تصريحه:
– إنّ تصريحات مطران بيروت غير مبرّرة وغير مقبولة، وأنّ سماحة السيّد نصرالله وحزب الله كان لهما دور في الدّفاع عن الوجود المسيحي في سوريا وفي اكثر من موقع في هذا المشرق،ونحن نرفض التطاول على مقام سماحة السيّد وعلى حزب الله، ولا يجوز استعمال منبر الكنيسة للتطاول على حزب لبناني وعلى شخصيّة لبنانية مرموقة لها مكانتها ولها احترامها ، وهذا موقف مرفوض ولا يُمثّلنا كمسيحيين ولا كأرثوذكس لا في لبنان ولا في فلسطين ولا في المشرق العربي.
-المطران عطالله لا يثير فقط غضب الصهاينة وقياداتهم وإنّما يثير أيضاً غضب جميع المُطبّعين المستسلمين والخونة والمتآمرين على القضيّة الفلسطينية من سياسيين ورجال دين  والذين يعملون دائبين للتخلّص منها تارةً بالقوّة وطوراً  بالتآمرً والتواطؤ والتخطيط متكاتفين متضامنين ضد كلّ من يعمل لأجل عزّة وكرامة ومنعة العرب ولأجل تحرير فلسطين ، لذلك سعوا دائماً لإسكات صوته الذي يؤرّقهم .
شفا الله المطران عطالله حنّا وأبقاه ذُخرا ورمزاً  لجميع الأحرار في فلسطين وفي العالم.