هكذا تبدو قراءة الاحداث الدولية في ظل ازمة اوكرانيا / كاظم نوري

291

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 6/1/2023 م …

لاشك ان نشاطات  كوريا الديمقراطية العسكرية في شبه  الجزيرة الكورية خاصة تجاربها الصاروخية بعيدة المدى لم تات  اعتباطا ان لم  تكن قد نسقت بيونغ يانغ ذلك مع الصين وربما حتى مع  روسيا  لتشتيت  افكار الغرب  ومخططاته  لاسيما الولايات المتحدة ومن يدري قد تندلع الحرب مرة اخرى في شبه الجزيرة الكورية لاسيما وان الحديث يدور عن  وجود اسلحة نووية بقبضة الزعيم” كيم جونغ اون ” وهدد باستخدامها  وهذا اكثر ما يستفز واشنطن التي فشلت رغم عدد  من القمم الامريكية الكورية  لنزع اسلحة كوريا الديمقراطية  النووية.

  كما تشعر  حليفات واشنطن الغربية وكذلك اليابان وكورية الجنوبية المجاورة بالخطر لاسيما وان  بعض التجارب الصاروخية  تتم في بحر اليابان .

 ووصل الحال ان تدعوا سيؤول واشنطن الى اجراء مناورات في  في شبه الجزبرة الكورية بالاسلحة النووية وفي ذلك استفزاز مقصود للزعيم الكوري  الديمقراطي.

الولايات المتحدة كما هو مدون  رسميا خسرت اكثر من 33 الف قتيل جراء   المعارك خلال الحرب الكورية في  شهر نوفمبر عام 1950 واستمرت حتى عام 1953  اما الاحصائية  التي نشرت بعد انتهاء الحرب فقد اودت بحياة  اكثر من 5 ملايين شخص والتي لم تنته فعليا بعد لعدم توقيع اتفاق سلام بين الجانبين  مما تسبب بتفريق ملايين الاسر في جزئي شبه الجزيرة الشمالي والجنوبي اللذين يفصل بينهما منطقة منزوعة السلاح.  ولن تتحقق احلام الغرب الاستعماري بانهيار ”  النظام القائم في  الصين وكوريا الديمقراطية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 بل ظهرت اكثر قوة وتماسكا مقارنة بالانهيار السوفيتي ولم تلحق المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين بجدار  برلين .

  ووسط  النشاط الكوري العسكري والتجارب الصاروخية وتهديدات كوريا الجنوبية بمهاجمة كوريا  الديمقراطية اذا شعرت بالخطر تواصل الولايات المتحدة ودول حلف  شمال الاطلسي العدواني  ” ناتو” استغلال حرب  اوكرانيا بدعمها عسكريا وماليا الى جانب فرض حصار وعقوبات جائرة على موسكو  من اجل ان تتواصل  الحرب بهدف اضعاف روسيا عسكريا واقتصاديا ولا يهمها  بالطبع  معاناة شعب اوكرانيا بقدر اهتمامها بتحقيق اجنداتها التي خططت لها منذ اتفاق مينيسك عام 2014 حول دونباس الذي  تملصت منه فرنسا والمانيا وفق تصريحات المسؤولين في كلا البلدين لتكتشف روسيا متاخرة ان الغرب كذب عليها في اتفاق مينيسك  .

وبالرغم من ان الصين لازالت  تؤكد موقفها الحيادي ازاء الحرب في اوكرانيا  وتدعوا الى المفاوضات بين ” موسكو وكييف” لكنها شعرت ان ” واشنطن” ودول الغرب الاستعماري تخطط من اجل اقحامها عسكريا في تايوان بعد ان  خصصت في الميزانية الامريكية مليارات الدولارات لدعمها عسكريا  بهدف  اضعاف بكين  اقتصاديا وعسكريا واشغالها هي الاخرى في حرب مع تايوان   الا ان بكين استفادت من المشهد الاوكراني ولعبت لعبتها في شبه الجزيرة الكورية لاشغال الولايات المتحدة ودول الغرب الاستعماري فيها من خلال تاثيرها على القيادة الكورية الديمقراطية  فحركت الزعيم كيم جونغ اون الذي يعد  “الصداع المزمن”  لواشنطن وحلفائها ونشط بصورة مكثفة في مجال اجراء التجارب الصاروخية وتعهد بتطوير قدرات بيونغ يانغ النووية رغم الحصار الغربي.

ان تحركات كوريا الديمقراطية العسكرية ونشاطاتها الاخيرة لم تات عفوية قطعا فقد كانت بمثابة ” كرة مرتدة” على الهدف  الامريكي طالما ان واشنطن تعمل بذات الطريقة الاستفزازية.

و من الملاحظ  ان كورية الديمقراطية  باتت تتمتع بالحماية في مجلس الامن الدولي رغم  صراخ واحتجاجات  وعجز  الغرب من اتخاذ اي قرار دولي ضدها  بفضل ” الفيتو” الصيني وقد انضمت موسكو الى بكين ايضا بعد ان كانت في السابق تتعامل مع القرارات الدولية ضد كوريا الديمقراطية  باسلوب حيادي بل كانت تتحدث دوما عن نزع اسلحة بيونغ يانغ النووية.

 اما الان فقد اختلفت الصورة و غابت هذه التصريحات عن المشهد الدولي بعد ان جاملت روسيا  الولايات المتحدة لسنوات  في اطار مجلس الامن والامم المتحدة لكن الحرب في اوكرانيا كشفت العداء المستور لروسيا مما جعلها تضع يدها بيد الصين في اروقة المنظمة الدولية وقطع الطريق على الولايات المتحدة التي تستغلها لتنفيذ مخططاتها  في العالم .