30 آذار … يوم الأرض العظيم للشعب الفلسطينيّ العظيم
مدارات عربية – الأحد 30/3/2025 م …
كتب عاطف زيد الكيلاني …
في الذكرى التاسعة والأربعين ليوم الأرض، يقف الشعب الفلسطينيّ وكافة شعوبنا العربية اليوم أمام محطة تاريخية فارقة، حيث يتجدد العهد مع الأرض، وتتعاظم التضحيات في سبيلها، فيما يتعرض أهلنا في غزة لأبشع حرب إبادة في تاريخنا الحديث، في محاولة صهيونية يائسة لاقتلاعهم من أرضهم، وفرض واقع استعماري إحلالي جديد.
يأتي يوم الأرض هذا العام وغزة تنزف، والقدس تصرخ، وفلسطين كلها تواجه العدوان الصهيوني الذي لم يكتفِ باحتلال الأرض، بل يسعى إلى محو الإنسان الفلسطيني وهويته، عبر سياسات التهجير القسري، والمجازر الجماعية، والحصار الخانق، والتدمير الممنهج لكل مقومات الحياة.
وإذ يحيي الشعب الفلسطيني ومعه أحرار شعوبنا العربية وأحرار العالم هذه الذكرى الخالدة، فإنه يؤكد أن يوم الأرض لم يكن مجرد حدث عابر في تاريخ النضال الفلسطيني، بل هو رمز خالد لصمود الشعب الفلسطيني في وجه مشاريع المصادرة والتهويد، وهو تأكيد على أن الأرض التي رُويت بدماء الشهداء ستبقى فلسطينية، وأن الاحتلال مهما طغى وبطش، لن ينجح في كسر إرادة شعب تشبث بأرضه ودافع عنها جيلاً بعد جيل. واليوم، ونحن نشهد العدوان الوحشي المستمر على غزة، ندرك أن معركة الأرض لم تتوقف منذ النكبة، بل تتجدد في كل لحظة، في كل مدينة وقرية ومخيم، حيث يقف الفلسطينيون على خط المواجهة الأول في معركة الدفاع عن الحق والوجود.
إن ما تتعرض له غزة من مجازر إبادة ممنهجة، وقتل للأطفال والنساء، وتدمير للمنازل والمستشفيات والمساجد والجامعات والخيام، هو استمرار للسياسة الاستعمارية التي بدأها الاحتلال منذ احتلال فلسطين، والتي تهدف إلى اقتلاع الإنسان الفلسطيني من أرضه عبر الإبادة أو التهجير. لكن التاريخ أثبت، كما تؤكد هذه الذكرى، أن الأرض لا تُمحى بالمجازر، وأن الشعوب الحرة لا تُهزَم بالإرهاب، وأن الاحتلال مصيره إلى زوال مهما امتد عمره، ومهما استند إلى آلة القتل والدعم الدولي المنحاز.
وهنا وفي خذه الذكرى الخالدة، لا بد من التركيز على بعض الثوابت:
= لا للوطن البديل ولا للتوطين ولا للتهجير ولا لتهويد القدس،
= التأكيد على حق العودة واسترداد الحق في الأرض المسلوبة.
ويتحتم علينا التضامن المطلق مع أهلنا في غزة، الذين يواجهون آلة القتل الصهيونية بصدورهم العارية وإرادتهم التي لا تُقهر، مقدمين للعالم نموذجًا في الصمود والتحدي.
وإذ ندعو المجتمع الدولي إلى وقف سياسة الصمت المخزي، واتخاذ مواقف جادة وحقيقية ضد جرائم الاحتلال، بعيدًا عن بيانات الشجب والإدانة الفارغة التي لم توقف يومًا نزيف الدم الفلسطيني.
ولا بد أن نرفض كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر التطبيع أو الحلول المجتزأة، والتأكيد على أن فلسطين كل فلسطين، من نهرها إلى بحرها، هي حق ثابت غير قابل للتنازل أو التفريط.
وإننا إذ نجدد العهد مع يوم الأرض ومع رمزية هذه المناسبة، باعتبارها تأكيدًا على وحدة الشعب الفلسطيني، وحقه الثابت في أرضه، ورفض كل المشاريع الصهيونية الاستعمارية الهادفة إلى اقتلاع وجوده.
مشددين على دعم المقاومة بكل أشكالها، باعتبارها الخيار المشروع للدفاع عن الأرض والوجود، في ظل استمرار الاحتلال وجرائمه المتواصلة.
إن يوم الأرض ليس مجرد ذكرى نستعيدها، بل هو عهد يتجدد، وقسم يُكتب بدماء الشهداء، بأن هذه الأرض ستبقى عربية فلسطينية، وبأن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن. وإننا، إذ نحيي هذه الذكرى في ظل هذه الحرب العدوانية، فإننا نؤكد أن الدماء التي سالت، والبيوت التي هُدمت، والأحلام التي وئدت، لن تكون إلا وقودًا للحرية، ودليلًا جديدًا على أن فلسطين لن تموت، وأن شعبها لن يُهزم، وأن الأرض ستبقى عنوانًا للصمود والانتصار.
المجد والخلود للشهداء، والنصر لفلسطين، والخزي والعار للاحتلال وأعوانه.
والمجد كل المجد للمقاومة.