رسالة مفتوحة إلى قادة حماس / أسعد العزّوني

713

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الثلاثاء 15/6/2021 م …

لا أحد ينكر أن عملية سيف القدس – التي شاركت بها فصائل المقاومة مجتمعة لمدة 11 يوما أرعبت العالم ،وإن تأخرت ثلاثة أيام دون تبرير ثوري منطقي-قد أفرحتنا جميعا وأدخلت البهجة في نفوسنا وأحيت الأمل لدى الجميع ،وأعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الإهتمام العالمي،رغم إنحطاط المطبعين والضبب الذين إنحازوا إلى مستدمرة الخزر وهددوا بشطب غزة لوقوفها أمام المستدمرة الخزرية.

لكننا نستهجن قيام حركة حماس بتصدر الموقف وشطب وتغييب دور القوى الأخرى ،التي أسهمت في تمريغ أنوف قادة مستدمرة الخزر السياسيين والعسكريين، في وحل كافة مستنقعات العالم الناجمة عن تجمع مياه الصرف الصحي،علما أن حركة الجهاد الإسلامي هي التي بادرت بقصف الأهداف الإسرائيلية في القدس المحتلة ،ومن ثم وجدت حماس نفسها مضطرة للمشاركة بثقلها الكبير ،بعد أن كانت تؤكد إعلاميا إن على العدو أن يتوقع رد المقاومة في حال إستمر في عبثه بالقدس والأقصى.

أثبتت عملية سيف القدس المجيدة إمكانية هزيمة الصهاينة في حال توفر القرار السياسي ووجود حليف قوي للمقاومة ،ولكن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار بدون شروط ،وضيّعت إنجازات المقاومة التي أظهرت مستدمرة الخزر مكشوفة ،وجيشها يجعر كما العجول الهاربة ،وقادتها يتبادلون  الإتهامات بالتقصير وبالتوريط ،بينما كان أهالي غزة ورغم جراحهم يزغردون لصواريخ المقاومة،وقلتم لا حقا :”وإن عدتم عدنا”،لكنهم عادوا للعبث في القدس والأقصى وزادوها بإقتحام مخيم جنين ،وقتلوا إثنين،ولم نسمع ردا منكم ،شأنكم شأن سلطة أوسلو.

ما يزال المستدمرون وتحت رعاية جيش الإحتلال وبقرار رسمي ،يعبثون في القدس وفي الأقصى،وأنتم تعلنون أنهم تراقبون الأحداث،وعدتم إلى نغمة التحذير والسين وسوف ،وإستقبلتم مخابرات التسي تسي في غزة ،لتزرع أجهزة التنصت هنا وهناك خدمة لمستدمرة الخزر ،وتحضيرا للمرحلة المقبلة التي سيثأرون منكم  فيها بعد دراسة وتقييم ما جرى إبان معركة سيف القدس،وأنتم منشغلون بالظهور على وسائل الإعلام وإعطاء المعلومات المجانية للأعداء،كما هرولتم إلى القاهرة لإجراء محادثات فلسطينية –فلسطينية ،تؤهلكم للحكم أو المشاركة في الحكم ،وكأنكم لم تتعلموا من سلطة اوسلو وكيف إنحدرت إلى الأسفلين بنهجها الإستسلامي الذي أدخل القضية الفلسطينية حتى إندلاع عملية سيف القدس في غرفة الإنعاش.

الكيّس من إتعظ بغيره ،ويبدو إن شهوة السلطة تسيطر على أفكاركم وكأن الحكم غنيمة في ظل وجود الإحتلال،وكان الأجدر بكم ألا تقبلوا بوقف إطلاق النار،وأن تستمروا في ذبح العنجهية الصهيونية ،لا إن تذبحونا بسكاكين الشهوة للحكم والظهور على الشاشات ،وكأنكم أهل العروس والعريس.

عموما أين أنتم من قيام الصهاينة بالعبث في القدس والضفة  ومسيرة الأعلام ،ولماذا لم نسمع لكم صوتا ،وما تفسيركم لرضوخكم للوسطاء الذين طلبوا منكم التهئدة ،وكان أجدر بهم أن يطلبوا من الصهاينة عدم تنظيم المسيرة ،لكنكم الطرف الأسهل للرضوخ …..إرحلوا فلم يكلفكم أحد بالدفاع عن الحق الفلسطيني أو تمثيله ،لأن الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني هو حامل البندقية غير المرتهنة لرغبات هذا الطرف أو ذاك.