فيروس كورونا  كان “عادلا” في اجرامه وفضح  جشع  النظام الراسمالي / كاظم نوري

581

بالصور..كيف تتبع فيروس كورونا على خريطة العالم؟ - عالم واحد ...

كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 17 / أيار ( مايو ) / 2020 م …

منذ ازمة انتشار فايروس كورونا عالميا والولايات المتحدة تتخبط وبهستيرية قل نظيرها ازاء الصين ودول اخرى واصاب المسؤولين الامريكيين في البيت الابيض” اسهال من التصريحات  ” الوقحة ” المشوبة بالتهديد والوعيد  خاصة ما يرد على لسان ” الثور الهائج” عميد الدبلوماسية الامريكية بومبيو  والتلميح بين فترة واخرى بالعقوبات او التعويضات التي تصل الى ” 500″ مليار دور كما ورد على لسان السمسار  ترامب نفسه .

 ولولا شعور واشنطن بانها ستتلقى صفعة لن تفيق منها لوحاولت ان تغامر  بارتكاب عمل عسكري او اي عدوان ضد الصين  او اقنعت  حلفائها في حلف ” ناتو” العدواني  بمبررات العدوان  على طريقة  تجميعهم كما حصل ضد يوغسلافيا السابقة  لان  الوضع الدولي الحالي لايشبه الوضع الذي جرى فيه قصف  صربيا وتمزيق يوغسلافيا بذرائع واهية انذاك .

 لولا كل ذلك لاقدمت الولايات المتحدة على مغامرة خارج اطار مجلس الامن الدولي لانها  تدرك ان هناك  قوة عسكرية لايستهان بها وقد لمست ذلك امام الرد لايراني عندما قصفت طهران قاعدة ” عين الاسد الامريكية ” مابالكم بدولة مثل الصين وبحجمها العسكري والسكاني  وهناك ايضا  من يتصدى   لواشنطن وبقية عواصم الغرب الاستعماري سواء في اروقة الامم المتحدة او المحافل الدولية بعد ان اخذ ” الفيتو” طريقه  بالتصدي لمشاريع قرارات حاول الغرب الاستعماري ان يمررها   مثلما كان يفعل في  السابق ففشل.

فايروس كورونا كان عادلا في اجرامه بل اكثر عدلا من الدول الراسمالية التي تدعي الحرص على الانسانية والبشريه فقد وزع الفيروس اجرامه على دول العالم جميعها دون استثناء احد  وكشف في الوقت نفسه اية “انظمة ” وحكومات جشعة  تلك التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان  وتدافع  عن البشرية” والحريات زورا واذا بها وبشركاتها الاحتكارية تستثمر هذه الفاجعة الانسانية و تستغل المواطن ابشع استغلال وتتلاعب بالاسعار   وتتحكم بقوت المواطن وبدت عارية تماما  كل ذلك يعود الى ” كورونا” .

 كما كشفت  ”  كورونا” زيف وادعاءات الراسمالية بحرصها على الانسان وتبين ان حرصها على ” الدولار او الجنيه الاسترليني” يفوق الحرص على البشر.

 ان تصريحات الرئيس الامريكي ترامب ومن هم على شاكلته امثال رئيس الحكومة البريطانية جونسون تؤكد ذلك.

فقد اعلن ترامب مرارا وبمزاج مرتاح ان الولايات المتحدة قد تخسر 200 الف مواطن امريكي جراء وباء كورونا قالها بدم بارد مثلما قال شبيهه بالاخلاق والسلوك بوريس جونسون رئيس الحكومة البريطانية الذي استقبل ” فايروس  كورونا بالقول :  ان على المواطنين في بريطانيا ان يتوقعوا فقدان وجوه  احبة اعزاء عليهم مما اثار الرعب في صفوف الشعب البريطاني” .

هذان النموذجان من الحكام يمثلان اخلاق سياسيي وقادة الانظمة الراسمالية الاستعمارية بينما كنا نسمع في السابق من قادة الانظمة الاشتراكية والحكومات الشيوعية كلمة تتردد  مفادها ” الانسان اثمن راسمال في الحياة”.

انظروا المقارنة بين تصريحات  ترامب وجونسون  فالدولار “اثمن راسمال في الحياة ” بالنسبة لهم    وهو ماكشفت عنه ظاهرة وباء ” كورونا”  وكانوا يخدعون شعوب العالم  بالحديث عن الانسانية ويعيبون على حكام المعسكرين الشيوعي والاشتراكي في  وصفهم  للانسان ”  على انه اثمن راس مال في الحياة “.

ان معظم الشركات كما هو معروف ” كبرى الشركات” في العالم الراسمالي يمتلكها اما مسؤولون في قمة السلطة او راسماليون لهم تاثير واضح على نهج السلطة الحاكمة  وهو ما نلمسه في الولايات المتحدة وبريطانيا فالاولى يتحكم بها سماسرة في مقدمتهم ” ترامب ” وفي  حليفتها   بالسراء والضراء  بريطانيا   يتحكم ايضا في الشركات الكبرى  سياسيون راسماليون .

لقد استغلت هذه الشركات استغلالا جشعا الحالة التي استجدت مع اطلالة ” فيروس كورونا” الكريهه وتعاملت بصيغ والاعيب لابتزاز المواطن خاصة في مجالات الانترنيت والاتصالات والوسائل الاخرى التي تمس حياة المواطن ” ومارست الاعيب اتسمت بالخداع والتسويف من اجل  التلاعب بالاسعار  خاصة في بريطانيا وهو الاسلوب الذي مارسته ” اكبر شركة للاتصالات ” فيرجن ميديا” وربما غيرها الكثير .

 وحتى ما يتعلق بالمواد الغذائية خذوا مثلا ” الرز” المعبا بخمسة كيلوات من نوع ” بسمتي” اكتشف ان وزنه اقل من خمسة كيلوات بنصف الكيلو وابقوا عليه نفس السعر وقد خضنا تجربة عملية بهذا الخصوص من خلال اجراء عملية وزن دقيقة بعد ان  راودتنا الشكوك في وزنه بعد شرائه من احد المخازن المهمة في لندن” تسكو” .

الشيئ نفسه ينسحب على معظم المواد المهمة الاخرى لوحظ  اما جرت عملية تقليل كميتها او زيادة سعرها في وقت تدعي الشركات انها مستعدة للمساعدة في ” ظرف كورونا” وهي مجرد اكاذيب الا بعض البنوك والمصارف ابدت استعدادها  لزبائنها لتقديم قروض مالية بسيطة لبضعة شهور دون  ارباح ولفترة زمنية قصيرة.

 الذي يهمنا من هذه التجربة التي لمسناها لمس اليد والفضل يعود الى ” اجرام كورونا” ان المواطن الذي يعيش في الدول الراسمالية” بريطانيا” مثالا  ماهو الا “عبد” للنظام القائم وللسلطة  تتحكم به ”  وبحياته” ومعيشته احتكارات  تستغل اية مناسبة تحدث من اجل الربح المادي حتى لو كانت مناسبة اجرامية مثل انتشار وباء  كورونا التي جلبت الموت والدمار والمجاعة لشعوب عديدة .

 لقد تبخرت تلك الهالة الزائفة بالحديث عن الانسان وحقوقه التى كانت تتبرقع بها  الدول لاحتكارية الراسمالية والفضل يعود بذلك الى اجرام  ” كورونا”.

ان خير من وصف الراسمالية هو “المحلل السياسي الامريكي المعارض للعولمة ” ناوم جومسكي ”  حين قال : ما يسمى بالراسمالية هو مبدئيا نظام من المؤسسات التجارية يسندها متسلطون طغاة واسعو النفوذ يسيطرون على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولا يقعون تحت طائلة المسؤولية يمارسون انشطتهم الواسعة بالتعاون مع دول كبرى تتدخل لحسابهم على نحو واسع في الشؤون الاقتصادية كما لدى المجتمعات الدولية.