الرفيق الرئيس ماو تسي تونغ ( 1893م – 1976 م )
الأردن العربي – السبت 29/2/2020 م …
لا يمكن الكتابة عن تاريخ الصين الحديث دون أن يكتب وبإسهاب عن مؤسس الصين الحديثة وقائد الحزب الشيوعي فيها الرفيق الراحل ماو تسي تونغ.
الرئيس ماو … ثوري شيوعي صيني ومؤسس جمهورية الصين الشعبية، والتي حكمها من خلال قيادته للحزب الشيوعي منذ تأسيسه عام 1949 وحتى وفاته عام 1976.
اشتهر ماو بإيديولوجيته الماركسية اللينينية واستراتيجياته العسكرية الخاصة ونظرياته وسياساته، إذ شكلت كل هذه الأفكار مجتمعة ما بات يعرف بالماوية.
كان ماو ابن فلاح ميسور الحال من مدينة شاوشان – مقاطعة هونان.
تشرَّب ماو القومية الصينية ومعاداة الإمبريالية في وقتٍ مبكر من حياته، وتأثر بشكل خاص بثورة شينهاي في عام 1911، وحركة الرابع من مايو في عام 1919 .
تبنى ماو الماركسية اللينينية أثناء عمله في جامعة بكين، وأصبح عضواً مؤسساً في الحزب الشيوعي الصيني، الذي قاد انتفاضة حصاد الخريف.
في عام 1927 ساعد ماو في تأسيس الجيش الأحمر الصيني خلال الحرب الأهلية الصينية بين الكومينتانغ والحزب الشيوعي الصيني، وقاد محاولات إنشاء الدولة السوفيتية الصينية، ليتبوأ في نهاية المطاف رئاسة الحزب الشيوعي الصيني.
تحالف الحزب الشيوعي الصيني وحزب الكومينتانغ بشكل مؤقت خلال الحرب الصينية اليابانية الثانية (1937-1945) أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن الحرب الأهلية الصينية استؤنفت بعد استسلام اليابان. وهزمت قوات ماو في عام 1949 قوات الحكومة القومية التي اندحرت إلى تايوان.
أعلن ماو تأسيس جمهورية الصين الشعبية في الأول من أكتوبر عام 1949، وهي دولة قامت على أكتاف مناضلي الحزب الشيوعي الصيني بقيادة الرفيق ماو.
عزّز الرفيق ماو بحنكته السياسية وبقدراته التنظيمية المنقطعة النظير ، عزز من مكانة الحزب الشيوعي في قيادة جماهير الشعب الصيني والدولة وأجهزتها وبنيتها الفوقية ، وذلك من خلال وقوفه إلى جانب فلاّحي البلاد ضد ملاك الأراضي، وقمع أعداء الثورة دون رحمة، وبيد من حديد، ومن خلال حملات مكافحة الفساد (1951-1952)، والانتصار المعنوي في الحرب الكورية التي أدت لمقتل عدة ملايين من الصينيين.
في الفترة الممتدة بين أعوام ( 1053 – 1958 م ) لعب ماو دوراً هاماً في إنقاذ الاقتصاد الصيني، ووضع أول دستور لجمهورية الصين الشعبية، وإطلاق البرنامج الصناعي، وبدء مشروع القنبلة النووية وغزو الفضاء.
أطلق ماو حملة مناهضة لليمين في الحزب والدولة في عام 1957 والتي أعادت ( تربية ) ما لا يقل عن 550 ألف شخص معظمهم ممن يدّعون أنهم مثقفون ، وهم في الحقيقة من أشد أعداء الثورة والحزب والشعب.
وفي عام 1958 أطلق ما يعرف بالقفزة الكبرى للأمام التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد الصيني بسرعة من الزراعة إلى الصناعة.
- ملاحظة هامّة : ادّعت أبواق الدعاية الإمبريالية والرأسمالية أنّ هذا البرنامج قد أدّى إلى أشد مجاعة في التاريخ البشري انتهت بمقتل ما بين 20 – 46 مليون صيني بين أعوام 1958
وهذا ( فقط ) لتشويه الثورة الصينية وشيطنة الفكر الإشتراكي وقيادة الرفيق ماو.
أطلق ماو حركة التعليم الاشتراكي في عام 1963، وبدأ الثورة الثقافية في عام 1966 وهي برنامج للتخلص من “عناصر الثورة المضادة”.
استمرت الثورة الثقافية 10 سنوات .
عانى ماو من سلسلة من الأزمات القلبية في عام 1976 وتوفي عن عمر يناهز 82 عاماً. ارتفع عدد سكان الصين من حوالي 550 مليون إلى أكثر من 900 مليون في عصر ماو، إذ لم تطبق حكومته سياسة تنظيم الأسرة بشكل صارم، في حين اتخذ خلفاؤه مثل دنغ شياو بينغ سياسات أكثر صرامة لمواجهة أزمة الانفجار السكاني.
يعتبر ماو تسي تونغ شخصية مثيرة للجدل، ويعد أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في تاريخ العالم الحديث. وهو معروف أيضاً باسم المفكر السياسي والمنظِّر والاستراتيجي العسكري والشاعر والمفكر صاحب البصيرة.
دخلت الصين خلال عهد ماو في الحرب الكورية، وحدث الانقسام الصيني السوفيتي، وحرب فيتنام، وصعود الخمير الحمر.
استقبل ماو الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في بكين في عام 1972، ما أشار لبداية سياسة انفتاح الصين نحو العالم.
ينسب له ولقيادته المظفرة الفضل بطرد الإمبريالية من الصين، وبناء الأمة الصينية لتصبح قوة عالمية، وتعزيز مكانة المرأة، وتطوير التعليم والرعاية الصحية، وزيادة متوسط العمر المتوقع للصينيين العاديين.
التعليقات مغلقة.