الحكومة اللبنانية…. ماذا بعد نيل الثقة؟ / ميلاد عمر المزوغي
ميلاد عمر المزوغي ( ليبيا ) – الخميس 27/2/2025 م …
كما كان متوقعا نالت حكومة سلام الثقة بأغلبية ساحقة, جاء ذاك بسبب الدعم الدولي والاقليمي وانتكاسة المقاومة ,فالبيان الوزاري حذف احد اركان الثلاثية الذهبية (المقاومة),التي استطاعت خلال عقدين من الزمن استرجاع اراض لبنانية والمحافظة عليها,وشكلت المقاومة نوع من الردع للصهاينة, لكن الحرب الاخيرة على غزة ولبنان والتي اتضح انه تم التحضير لها منذ عقود من قبل الصهاينة ومن والاهم من الامريكان والغرب,والتي نعتبرها حرب كونية ضد فصائل اسلامية مسلحة انتفضت بوجه الاحتلال وسلطة رام الله والسلطة الضعيفة في بيروت.
لان العدو يشعر بفائض القوة نتيجة مساندة الغرب عموما له, فان الاتفاق الذي وقع بشان انسحابه من لبنان تم اختراقه ,تم هدم منازل وقتل ابرياء ومقاومين وقرر الاحتفاظ بنقاط خمس(على الاقل!) على طول الحدود مع لبنان لضمان امنه, في ظل عدم مبالاة من قبل رعاة الاتفاق وبالأخص امريكا التي شاركت بفاعلية لضرب المقاومين في كل من غزة ولبنان مستخدمة كافة الوسائل من اسلحة ومعلومات استخباراتية.
المؤكد والحالة هذه للبنان الذي لا يملك أي سلاح للرد, بسبب الفيتو الامريكي على تسليحه منذ نشأة الكيان اللبناني لان ذلك يعتبر من وجهة نظر أمريكا والغرب يمثل خطرا وجوديا للكيان المحتل لفلسطين, أن الصهاينة لن ينسحبوا طواعية ولن ينفذوا بنود الاتفاق, وعليه تضاف تلك النقاط الحدودية الى مجموهة الاراضي اللبنانية المحتلة من قبل وهي تلال كفر شوبا وقرية الغجر,البيان الوزاري اشار الى حق لبنان في الدفاع عن ارضه ولبنان هنا يعني السلطة القائمة والشعب بمعنى من حق الشعب ان يدافع عن ارضه ويحرر المغتصب منها فهل تسمح الحكومة اللبنانية للشعب بان يشكل مجموعات قتالية غير مؤدلجة (ليست طائفية ولا عرقية) لتحرير الارض؟,ام انه يظل يطالب عبر المحافل الدولية فقط؟, المتعارف عليه ان الامم المتحدة والمجتمع الدولي والذي وللأسف تمثله الدول الكبرى لم تعطي حقا للشعب الفلسطيني الذي ارتحل بقضيته الى هذا القرن ويعيش حاليا ازمة وجود وليست مسالة فقر او عراء ,بعد ان كنا او هكذا اوهمتنا امريكا بل حكامنا الميامين بان حل الدولتين لازال قائما! وفي نفس الوقت يتم قضم الاراضي عند كل مطلع شمس.
المساعدات الدولية بشان اعادة اعمار ما تهدم لن تكون سخية, بل مشروطة وشروطها صعبة ان لم تكن مستحيلة, فسحب السلاح من المقاومة قبل تسليح الجيش بكل انواع الاسلحة لحماية الدولة ,سيكون امرا مريبا, وتجهيز القضبان لقطار التطبيع مع الصهاينة الذي ركبه(او ارغموا على ركوبه) غالبة الحكام العرب, وإطلاق يد الصهاينة للعبث بكامل دول وشعوب المنطقة, وتحقيق حلم الصهاينة بالأرض التي يعتبرونها موعودة من النيل الى الفرات التي لوّح بها (دولة بني صهيون) نتنياهو ابان الحرب على غزة.
حكومة سلام عمرها يتجاوز العام بقليل, وبالكاد تسعى الى تنظيم الانتخابات البلدية والنيابية والتي ستفضي الى احداث توازنات قد تقلب الواقع الحالي وربما تطيح بحكومة نواف سلام ,كل شيء جائز, وإلى ذاك الحين فان لبنان سيكون على صفيح ساخن كما بقية الدول بالمنطقة لكنه الاكثر عرضة للدهس والتمزيق, لان من يتحكمون الان في مصيره(مع الاخذ في الاعتبار حسن نواياهم) لا يملكون الجرأة لتسليح الدولة ليكون لبنان بلدا مستقلا.