اللعنة على كل من يستحقها … اضاءة على واقع الحال والمآل ! / د. سمير ايوب
د. سمير ايوب ( الأردن ) – الأربعاء 31/7/2024 م …
أيها الواهمون المضللون بأن للباطل جولة وللحق الف صولة، وبأن الباطل كان زهوقا، والواهمون بأن دولة الباطل ساعة فقط، ودولة الحق الى قيام الساعة، بتوكيدات المآل ووقاع الحال ، فإن كل ذاك هراء في هراء، وباعترافات الأمس وقلق الغد فإن هذا وذاك هراء وأي هراء!
كُفُّوا عن الصراخ والوشوشة، فحتى لو كنتم سيلا عرمرما او أكثر، فالقُطْرِيون واصحاب الدكاكين الطائفية، والمنصات العشائرية، ومصاطب الفتن المذهبية المقننة، أقوى منكم رغم احلامكم وعصبياتكم، ورغم كل صلواتكم وأدعيتكم، لُعَبُ الفِتن مُتناسخة كالنهب والسلب.
في سنين عجاف سبقت، وما تزال تومض في كل أفق، قَتلوا ودَمروا وهجَّروا ما طاب لهم منكم، ناهيكم عمّن ذبحوهم بالسيوف والخناجر، وعمّن قتلوهم بالبواريد والمدافع والدبابات والبوارج. فهم موقنون بان الميت ليس كلبا والله، ولن يصير. وموقنون بأن عتم الليل، سينقلب كالثلج ذات يوم آت، بات اقرب من حبل الوريد.
لا تعِّولوا في تعقلكُم قليلا أو كثيرا، على الدعاء وحسن الظن والتواكل وطيور الأبابيل فقط، ولا على أيٍّ من بلاد الاسلام، وبالتاكيد ولا على أي من عرب الرمل والملح والقلق، فهم إما عاربة بلا سيوف، او مستعربة متصهينون، او حائرون او مضبوعون او من المنتظرين من عرب البين بين. ولا تلتفتوا ابدا الى تلميحات حكماء القِمم أولمَم القيعان والمستنقعات، ولا على حماسة شعر ركيك مهما علت نبرته، ولا على تلك العنتريات المشبعة بالدون كيشوتية، فليس لكم والله الا سواعدكم القوية المستعدة.
حذار حذار، فحتى لو اقْتُلِعْتُم بالقوة أونُقِلْتُم بالتراضي، أوانْتَقلتم بالإغواء كلكم، او حتى لو احْتَلَّتْ حناجرُكم المأزومة بالغضب، او الملغومة بالتخدير كلَّ الشوارع والزواريب والحارات والميادين، وكلَّ المنتديات والبرلمانات ، فلن يهتز حجرُ في ارواحهم او قلوبهم او نخوتهم. فهم معا بنيان مرصوص ، اذا اشتكى منه عضو بات له باقي الجسد ساهرا محموما حتى يتعافى.
عجزكم يُبقيكم أوهن من بيتٍ عنكبوت، أوليس دود الخل أبا عن جد، منكم وفيكم؟! وهي كما تعلمون، ديدان مدعومة محمية بمواثيق وتحالفات خفية ومعلنة، وقواعد محمولة ومنقولة وراسخة كالجبال، ناهيكم عن حواضن التخلف من كل جنس.
يشي بَعيدُ التاريخ وقريبُه بأن لا أحد منهم سيعطيكم مَنَّا وسلوى، ولا سَمْناً وعسلا، ولا حتى خربوشة سكن، او شبه وظيفة. في جُعَبهِم فقط الكثير من اعناق زجاج، من كل الاحجام والالوان، ممتلئة بالكثيرمن هراء سياسي، يغير مواقعه واتجاهاته، ويدور حول نفسه وهو مطرحه، تماما كنبات عباد الشمس.
هذا الكلام ليس هُزْءاً بأحد، بل بأوهام الواهمين منا، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. أعِدّوا لهم واستعدوا، فان إرهاب الفكر التلمودي، ومن تصيهن من مسيحيين او مسلمين، وعواء النتن – ياهو الاخير في الكونغرس الامريكي، والترحاب المبالغ به هناك، والإصرار على قتل كل مقومات الحياة في غزة العزة وفي جنين ونابلس وطولكرم ونور شمس والقدس والخليل، يؤكد لكل ذي بصيرة سليمة حرة مخلصة، بأن حروب الفِرَنجه وحملاتهم على العروبة، ما تزال متصلة من ايام ريكاردو قلب الاسد، والجنرال الفرنسي غورو، الذي ركل قبر صلاح الدين الايوبي حين احتل دمشق، وهو يخاطب شبحه : قم يا صلاح الدين ها قد عدنا.
بعيدا عن تفاهمات العجز التي يظن البعض انه يتكئ عليها، مع من اتخذه ربا له، وبعيدا عن المتنكرين لنوايا اول الرصاص، وطهر أول الحجارة، فليكتمل النصاب نصابكم ايها العجزة الحائرون، الرجعي منكم قبل التقدمي ، اليساري فيكم قبل اليميني أوالمعتدل.
من اجل مصائركم لا تستقيلوا ولا تَهْجُروا او تُهاجِروا، ولا تَتَفرَّجوا، هيا اسبحوا عكس كل تيار مشبوه، فكل طُرُقهم مُقفلة او ملغومة، هيا اعملوا تسوياتٍ وتفاهماتٍ مع أعتى الشياطين وأخبث الأبالسة. فهل عرفتم في حياتكم سِرْكا مُنافقا كهذا السيرك، الذي تحيا به امة العرب من مائها الى مائها؟!
تبا لكم ولنا ولهم وألف تب، كيف لا؟! وعاجِزُنا يتضامن مع قويِّنا، والخائن منا مع حليف للسابقين من حَمَلة الآربي جي، وعميلُنا في رعاية مَنْ هم من المفروض انهم من خمسة الدم.
تساموا وانتم تتفاءلون وتستعدون، لعل الله يستركم وتحماكم سواعدكم وحسن تدبيركم مما يدبر لكم ذات ليل، ومن ثم ادعو الرب ليبارك لكم استعداداتكم ويقظتكم وارادتكم وتصميمكم الجمعي.
التعليقات مغلقة.