181 + 194 = 2334 برياضيات العدالة، وهذا اضعف الإيمان! / الياس فاخوري

1٬235
الياس فاخوري ( الأردن ) – الأحد 28/7/2024 م …
أولاً: بأيدي أبناء الله في الميدان والسنة ابي عبيدة وابي حمزة وديانا والرفاق ..
“اسرائيل الى زوال” وهي الان في حال تَرَنُّحٍ تتعثّر من استقرار نسبي مؤقت الى اضطراب مطلق مستدام .. وها هي ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 – تُشير لحل العودتين والدولة الواحدة، لا حل الدولتين: لا اغتصاب، لا تهجير، لا لجوء .. ليعد أهل فلسطين – حملة المفاتيح، زُرٌاع التين والزيتون – الى ديارهم، وليعد المغتصبون الى حيث تحدّروا وآباؤهم .. ليعد ميلكوفسكي (نتنياهو) الى بولندا، و”سموتريتش” الى اوكرانيا و”يسرائيل كاتس” الى رومانيا .. حِلّوا عن فلسطين فالسَّاعَةُ مَوْعِدُكمْ “وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ” .. تُطيح ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 بأسطورة “العجز العربي” حضارياً وثقافياً، كما أطاحت بإسرائيل الوظيفة والدور، وجعلت منها عبئا استراتيجيا.. وتُعيد “النكبة” او”النكسة” الى موقعها التقني السياسي، كما اعادت الشيطان الى حضن يهوه، وقريباً ستفرض على “الأمم المتحدة” وريثة “عصبة الأمم” الاعتذار عن “صك الانتداب البريطاني” علی فلسطين وازالة اثاره، وستفرض على بريطانيا الاعتذار والعودة عن “وعد بلفور” وإزالة اثاره .. ولن تحتمل السماء “صفقة القرن” التي يصفعها الأردنيون لينال الفلسطينيون، كل الفلسطينيين، حقهم بالعودة وإزالة النكبة بإزالة أسبابها – ازالة اسرائيل، نقطة على السطر .. انها تُؤكد، بتجربة العبور التاريخي الى فلسطين وجغرافيا العالم الجديدة، أن “اسرائيل” لم تعد تلك “القلعة المنيعة التي يقف يهوه على بابها”، كما يرى ايتامار بن غفير وصحبه من غلاة الصهاينة .. ولسوف تُفضي الهيستيريا التي طرقت بابهم الى انفجار يُطيح اليوم بالدور الوظبفي، وغداً بدولة الاغتصاب! وها هو “الجيش الاسرائيلي” يُصاب بـ”متلازمة غزة” (Gaza syndrome) مثلما أصيب الجيش الأميركي بـ”متلازمة فيتنام”! 
 
 
ثانياً: باضعف الإيمان ورياضيات العدالة (181 + 194 = 2334) ..
في محاولة لتحجيم كم وكيف التنازلات التي ما فتئت تُقَدّم استرضاءً ل”يهوة” الصهيواوروبيكي كما اسلفت في مقالي: من أوسلو الى قرار الكنيست الأخير؛ أرضى ويغضب قاتلي فتعجبوا = يرضى القتيل وليس يرضى القاتلُ  — تأتي رياضيات العدالة (181 + 194 = 2334) ولو من الصين، اذ تشق “طريق الحرير السياسي” بالتلازم مع طريق الحرير الاقتصادي، حيث تَضَمَّن بيان الفصائل الفلسطينية الصادر من بكين إشارة واضحة إلى القرارين 181 و194 (التقسيم وحق العودة) بالاضافة الى القرار 2334 (نزع الشرعيّة عن مستوطنات الضفة الغربية والاستيطان في القدس)!
 
صحيح ان قرار المحكمة الدولية الاستشاري جاء مُقَيَّداً باطار جغرافي اذ يتناول إجراءات كيان الاغتصاب في المناطق المحتلة عام 1967 .. ولكنه ينطبق ايضا على الأراضي المحتلة عام 1948 بما استند اليه من حيثيات، ومعطيات، ومعلومات، ووقائع قانونية وأسباب موجبة (كمفهوم الوطن الواحد والشعب الواحد) أدت لاتقان الاستدلال على الحكم .. فهل يملك كيان الاحتلال في الأراضي المحتلة عام 1948 شرعيّة لا يمتلكها في الأراضي المحتلة عام 1967!؟ ومن نافل القول ان السياسة لا تُلزِم القانون وأهله بشيء في غياب ركائز الشرعيّة القانونيّة، والقانون لا يسمو إلا إذا أحسن الفقهاء رسم قواعده ليكون مرآة للحق، وفي هذا السياق، ليس هناك غير القرارين 181 و194 (التقسيم وحق العودة) لمعالجة المسألة الفلسطينية وحدود كيان الاحتلال المعترف بها حيث منح القرار كيان الاحتلال نصف الأراضي المحتلة عام 1948 ومنح الدولة العربية النصف الثاني مع الضفة الغربية وغزة، وقرّر تدويل القدس، إضافة لضمان حق العودة إلى أراضي الـ 1948 أمام اللاجئين والتعويض عليهم.
 
من هنا يُحَدِّد “اضعف الإيمان” سقف التنازلات لكيان الاحتلال بنصف الاراضي المحتلة عام 1948 ويقتصر على ذلك بعيداً عن كامل الضفة الغربية بقدسها وغزة الى جانب حق العودة المشار اليه أعلاه!
 
ثالثاً: من “طوفان الأقصى” الى “يافا”!
من “طوفان الأقصى” الى “يافا”! طوفان الأقصى بغزته والقدس ترفده ساحات المقاومة المتحدة، وينصره طوفان البحر بيمنِه ويافا، وطوفان السماء بالوعد الصادق وطير أبابيل والهدهد أولاً وثانياً وثالثاً — وهذا شلومو ساند (المؤرخ وصاحب “اختراع الشعب اليهودي”) يخشى أن تكون الجثث، بالعيون النارية، على أرض غزة، قد “فتحت أمامنا أبواب الجحيم” .. فهل تهتز عظام الملك داود وقد تبعثرت حجارة الهيكل الثالث!؟ وهل يسقط “المعطف المقدس” (دبابات الميركافا كما وصفها غادي اشكنازي) عن كتفي يوشع بن نون فيبدو الكيان المؤقت عارٍ حتى العظم!؟ وكان ديفيد غروسمان قد كتب عن “بكاء الميركافا” في وادي الحجير، فهل يكتب عن “بكاء التوراة” على ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023: “بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ”(القمر – 46)!؟
 
“ديانا”: الكلمات في مأزق واللغة في ورطة .. أنت بشارتنا الكبرى؛ نحن محكومون بالنصر – نحن امام احد خيارين لا ثالث لهما: فأما النصر وأما النصر .. نصغي لصدى خطواتِكِ فى أرض فلسطين واذ يطالعنا وجهك والسماء ببسمة لكأنها بسمة انبياء، نعود لسميح القاسم:

“هنا سِفرُ تكوينهم ينتهي
هنا .. سفر تكويننا .. في ابتداء!” 
 
 
الدائم هو الله، ودائم  هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
الياس فاخوري
كاتب عربي أردني

التعليقات مغلقة.