تصريح صادر عن الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الأردني بخصوص البيان الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية

361

مدارات عربية – الخميس 12/10/2023 م …

أصدر مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في ختام اجتماعه أمس الأربعاء بياناً أقل ما يقال فيه أنه يشكل خذلاناً فاضحاً للشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض لحملة إبادة وحشية على يد كيان رفع الإرهاب المنظم بأبشع صوره وأقسى تجلياته إلى مصاف سياسته الرسمية، في ظل تواطئ غربي، أميركي وأوروبي، مكشوف يرتقي إلى مستوى المساهمة في تجريد حملة عسكرية غير مسبوقة تستهدف شعباً أعزل، يعاني من حصار جائر منذ سبعة عشر عاماً.
ومع ذلك قصر بيان مجلس الجامعة عن الارتقاء إلى مستوى المسؤولية؛ فقد ساوى بين المجرم والضحية، بين المعتدي والمعتدى عليه. وهو الأمر الذي تحفظ عليه عدد من الدول العربية. وهذه الحقيقة المرَّة لا تقلل من مرارتها توجيه البيان إدانة خجولة “للحكومة الإسرائيلية”.
وهذه الإدانة، مثلها مثل الكلام عن حقوق الشعب الفلسطيني، من دون اتخاذ خطوات عملية، وإجراءات فعالة تسهم في ردع المحتلين الصهاينة عن اقتراف كلّ هذه الجرائم والمجازر بحق الشعب الفلسطيني.
لا يمكن وضع هذا البيان الهزيل إلا في خانة رفع العتب وتسويق مواقف متهافتة على الشعوب العربية.
وإن إشارة البيان إلى “المدنيين من الجانبين” لتنطوي على موقفٍ مشين يعبر عن جنوح مخل باتجاه الحياد في صراع الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الممتد منذ أكثر سبعين عاماً من جهة، والكيان الصهيوني، والدول الإمبريالية ، وخصوصاً الإمبريالية الأميركية من جهة ثانية.
لقد تعامى البيان عن سبق إصرار عن العنف والقتل البشع والتدمير الشامل وتشديد الحصار بمنع الغذاء والدواء وجميع مستلزمات البقاء على قيد الحياة عن قطاع غزة، وما تصريحات قادة الصهاينة القتلة المجرمين، وعلى رأسهم وزير الحرب بأنهم يواجهون “حيوانات بشرية” إلا أبلغ دليل على سادية مفرطة وعنصرية مقيتة وكراهية بغيضة.
يبدو أن واضعي البيان لا يعتبرون: غزة وفلسطين عموماً جزءاً من العالم العربي، ويعتبرون أن علاقة جامعة الدول العربية مع فلسطين وغزة من ضمنها تستند إلى حقائق الجغرافيا “والجيرة الثقيلة”. فالبيان تمت صياغته وكأن الموقعين عليه محايدون، ناهيك عن أن لسان حاله يقول نحن ضد غزة والمقاومة، على الرغم من بعض الصياغات اللغوية التي تبدي قدراً من التعاطف مع ضحايا القصف الوحشي العنيف لأحياء غزة دون استثناء للبيوت وسكانها ومنشآت البنية التحتية والمستشفيات، لكن البيان يشكل في جوهره انحيازاً كاملاً للكيان الصهيوني، ولمن يتعهده بالدعم والرعاية، وخصوصاً الولايات المتحدة التي تقف أكبر حاملة طائرات لديها قبالة المياه الإقليمية الفلسطينية، وفتحت مستودعات ذخيرتها أمام آلة الحرب “الإسرائيلية”، وسيّرت طائراتها العملاقة لتأمين جيش الاحتلال الذي تصدعت هيبته تحت الضربات المباغتة والموجعة لرجال المقاومة الفلسطينية البواسل،
أقل ما يمكن قوله: إن العربدة “الإسرائيلية” في أجواء قطاع غزة ما هي إلا اعتداء صارخ وجريمة كاملة الأركان. وهي قطعاً تتطلب ما هو أكبر من الإدانة.
لعله لا يكون من قبيل الحلم غير القابل للتحقق بأن تعلن الجامعة العربية موقفاً واضحاً كاملاً لا غموض ولا لبس فيه. فالأمة كلها تحتاج من الجامعة العربية إلى موقف عملي على الأرض حماية للشعب الفلسطيني ودفاعاً عن حقوقه كاملة في التحرير والاستقلال الناجز والعودة والتعويض وتقرير المصير على ترابه الوطنيّ كلّه.

المجد للمقاومة
الخلود للشهداء
عاشت نضالات وتضحيات وبطولات الشعب الفلسطيني الشقيق.
كلنا خلف المقاومة.
الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الأردني