العراق: فصائل من الحشد الشعبي تعلن جاهزيتها «عدة وعددا» للدخول إلى غزة

323
مدارات عربية – الخميس 12/10/2023 م …

الأمين العام لكتائب «حزب الله» في العراق، أبو حسين الحميداوي، قال في بيان صحافي، «نبارك للشعب الفلسطيني الأبي، وأمتنا الإسلامية، ومجاهدي المقاومة الإسلامية في فلسطين، انتصاراتهم العظيمة لليوم الرابع على رغم أنف إجرام الكيان الصهيوني وداعميه، التي لم يسبقهم لها أحد من قبل، إذ كسروا شوكة الصهاينة المجرمين، وارتقوا بالصراع الى مستوى أرعب الكيان، وسائر أعداء الأمة».
وأضاف: «لقد أثبتت هذه الثلة الشجاعة تفوق إرادة المجاهدين على تكنولوجيا العدو وقدراته، وأعدمت آمال المطبعين في الحصول على أمن زائف يستجدونه على أبواب واشنطن وتل أبيب» معتبرا أن «الواجب الشرعي يحتم وجودنا في الميدان، امتثالا لأمر الباري عز وجل: (وَقَاتلواْ الْمشْركينَ كَآفَة كَمَا يقَاتلونَكمْ كَآفَة) ولدفع شرور الأعداء عن أمتنا، وأهلنا في غزة، وسائر الأراضي المحتلة، بل ودفع الأذى عن المستضعفين».
وأكد في بيانه قائلا إن «صواريخنا، ومسيراتنا، وقواتنا الخاصة، على أهبة الاستعداد، لتوجيه الضربات النوعية للعدو الأمريكي في قواعده، وتعطيل مصالحه، إذا ما تدخل في هذه المعركة، وستنال مواقع معلومة للكيان الصهيوني وأعوانه قذائف نيراننا، إن تطلب الأمر ذلك».
وساند التظاهرات التي دعا لها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، المقررة يوم الجمعة المقبل، داعيا الشعب العراقي إلى «النفير العام، من خلال الحضور في التظاهرات المنظمة في بغداد والمدن الأخرى، رافعين عَلمي فلسطين والعراق، فضلا عن جمع التبرعات، تأييدا ودعما وإسنادا للمجاهدين في غزة».
يأتي ذلك تزامنا مع دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، إلى «النفير العام» لكل مَن يستطيع أن يتوجه إلى فلسطين، وكسر الحدود مع إسرائيل، في حين أكد الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، أن «فصائل المقاومة العراقية بهيئتها التنسيقية على أتم الجهوزية لأي عمل مطلوب منها لتحرير القدس ونصرة الشعب الفلسطيني».
وأكد في بيان صحافي أصدره مكتبه عقب اتصال هاتفي بهنية، أن «العراق شعبا وحكومة ومقاومة ملتزم بموقفه الراسخ في دعم القضية الفلسطينية» لافتا إلى أن «كل الشرفاء من الشعب العراقي يساندون الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة، ومقاومته الظافرة وهي تسطر أروع الملاحم البطولية في عملية طوفان الأقصى».
وأضاف أن «فصائل المقاومة العراقية بهيئتها التنسيقية، على أتم الجهوزية لأي عمل مطلوب منها لتحرير القدس الشريف ونصرة الشعب الفلسطيني».
في حين أكد هنية، أن «عملية طوفان الأقصى كانت في غاية الدقة والكثافة، مما أفقد العدو الصهيوني توازنه، وجعله يتخبط، وأن كل ما يقوم به العدو الآن، هو محاولة رد الاعتبار الذي فقده إلى الأبد، من خلال عمليات العقاب الجماعي التي تطال المدنيين في غزة».
ودعا إلى «النفير العام لكل مَن يستطيع أن يتوجه إلى فلسطين، وكسر الحدود مع الاحتلال الصهيوني» وكذلك وجه الدعوة إلى الشعوب الإسلامية بـ«الجهاد المالي لنصرة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من حصار ظالم ووحشي».
وأعرب عن شكره «للشعب العراقي الأصيل في موقفه» مشددا على أن «الأنظار الفلسطينية شعبا ومقاومة تتوجه إليهم في هذا الظرف التاريخي الحساس والمهم والمفصلي».

توعدت باستهداف مصالح واشنطن في حال تدخلها في المعركة

في الموازاة، أكدت «كتائب سيد الشهداء» العراقية، جاهزية الفصائل العراقية للمشاركة في الحرب ضد إسرائيل، وإمكانية دخولها إلى غزة.
المتحدث باسم الكتائب كاظم الفرطوسي أفاد بأن «القضية الفلسطينية هي قضية جوهرية تخص كل العالم العربي والإسلامي، وإذا كان هناك نداء استغاثة، فإن كل الفصائل العراقية ستكون أول الملبين لهذا النداء، ونحن من سيحدد متى وكيف سيكون تدخل الفصائل بحرب غزة» حسب تصريح صحافي أورده موقع «شفق نيوز».
وبين أن «في حال أي تدخل أمريكي في حرب فلسطين، فسيكون هناك استهداف للقواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة، كما أن الفصائل العراقية لها القدرة والإمكانية من الوصول الى جبهات القتال بشكل مباشر في غزة، وهذا الأمر ممكن بسهولة، وهذا الأمر متيسر بالنسبة للفصائل، ونحن بانتظار أي إشارة من المقاومة الفلسطينية للدخول بهذه الحرب المصيرية».
ومن المقرر أن تشهد العاصمة الاتحادية بغداد ومدن العراق الأخرى، تظاهرة مليونية يوم الجمعة المقبل، تلبية لدعوة الصدر وقوى سياسية عراقية، لـ«نصرة» الشعب الفلسطيني، والمطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وإيقاف الانتهاكات المستمرة التي طالت المدنيين في القطاع.
وانضم «المجمع الفقهي» العراقي السني، إلى حملة الاحتجاجات، معلنا إطلاق «جمعة طوفان الأقصى» تضامنا مع الشعب الفلسطيني المجاهد.
ودعا في بيان صحافي مقتضب، «للحضور والمشاركة في صلاة الجمعة الموحدة في جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان (الجمعة المقبلة) مع وقفة تضامنية ومسيرة بعد الصلاة لمساندة الشعب الفلسطيني في قضاياه المصيرية».
ويرى رئيس «مركز التفكير السياسي» غير الحكومي، إحسان الشمري، إن دعوة الصدر لتظاهرة مليونية يوم الجمعة المقبل تمثل «إحراجا كبيرا» لقوى «الإطار التنسيقي» والفصائل المسلحة المقاومة للاحتلال.
وقال لإعلام نقابة الصحافيين العراقيين، إنه «الى الآن لم يستطع الإطار التنسيقي والفصائل المسلحة المقاومة أن تخرج بتظاهرة كثيفة لدعم الشعب الفلسطيني وتندد بالاحتلال الصهيوني، لذلك تمثل التظاهرة المليونية التي دعا اليها السيد الصدر إحراجا كبيرا لهم، على اعتبار أن هذه التظاهرة تبين القوى الحقيقية في الشارع العراقي، وتبين مستوى الرفض الشعبي للاحتلال الصهيوني».
وأوضح أن «ذهاب السيد الصدر الإعلان عن تظاهرة مليونية يأتي وفق ما يعتقده أن الموقف الحكومي تجاه ما يجري من أحداث في فلسطين لا يرتقي الى المستوى المطلوب» مشيرا الى أن «الحكومة حاولت أن توازن في موقفها السياسي، وهذا يكون قد حفز السيد الصدر الذهاب نحو تنظيم التظاهرة».
واشار الى أن «الحكومة تحاول أن لا يتأثر العراق بما يجري من أحداث في فلسطين، لأن أي تفاعل داخلي أو انخراط أكبر في الحرب ضد الصهاينة ستكون الحكومة في موقف دبلوماسي قد لا يكون مقبولا».
ومساء أول أمس، جدد السوداني موقف العراق الداعم لحق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة، فيما دعا روسيا إلى التحرك لإيقاف الاعتداءات على الأراضي الفلسطينية.
جاء ذلك خلال لقاء جمع رئيس الوزراء العراقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة الروسية موسكو.
وشهد اللقاء، حسب بيان لمكتب السوداني، «التباحث في عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبحث التطورات الخطيرة للأحداث الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
وأكد السوداني «موقف العراق الثابت إزاء القضية الفلسطينية، الذي يؤكد حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وعدالة» داعيا روسيا إلى «التحرك العاجل مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لإيقاف الاعتداءات المستمرة على الأراضي الفلسطينية».
ونقل البيان عن السوداني قوله: «زيارتنا إلى روسيا جاءت في وقت حساس لما تشهده المنطقة من تحديات خطيرة» مشيرا إلى إن «هناك قصفا عشوائيا مدمرا على فلسطين ونحن أمام انتفاضة يشهدها الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني».
وشدد السوداني على أن «العراق يريد الاستقرار للعالم بما فيها أوكرانيا وندعم الحوار من أجل تجنب الآثار السلبية للحروب على الشعوب».
من جانبه، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى «عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الصديقين» مبينا أن «قطاع الطاقة يعد مجالا واعدا ومفتوحا نحو المزيد من التعاون المثمر والفعال».
وأكد بوتين أن «إقامة الدولة الفلسطينية أمر ضروري، وأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يستوجب تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة» معتبرا ما يجري هو «مثال واضح على فشل الخط الأمريكي في الشرق الأوسط».