عبد الفتاح السيسي والمصالح الصهيونية الامريكية / راني ناصر

483

راني ناصر ( فلسطين ) – الإثنين 14/11/2022 م …

شرععبد الفتاح السيسي منذ تبوئه منصب الرئاسة في مصر إلى تعزيز شرعيته الدولية من خلال تقديم نفسه على أنه وكيل أمريكا وإسرائيل الاولوالمدافع عن مصالحهما في منطقة الشرق الأوسط؛ فقد أثنى الرئيس الأمريكي بايدن في لقائه الأخير مع نظيره المصري علىدوره المهم في الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وقال نتنياهو ردا على مجاملة الرئيس المصري له “السيسي صديق عزيز، يفهم الأمور، وفي لقاءاتي معه فوجئت بحكمته، بذكائه وبشجاعته”.

فقد سارع عبد الفتاح السيسي منذ قفزه إلى السلطة والاطاحة بأول رئيس منتخب في تاريخ مصر محمد مرسي رحمه الله إلى التودد لإسرائيل لمغازلة أمريكا من خلالاحكام حصاره على غزة، ووضع المقاومة الفلسطينية على قائمة الإرهاب، وتدمير الانفاق المستخدمة لتهريب الأسلحة لها من الحدود المصرية، وتجييش الاعلام المصري ضدها بما يتماشى مع الرواية الصهيونية،والضغط عليهاأي المقاومة الفلسطينيةلثنيها عن التصدي، أو الرد على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل وقيادات المقاومة من بطش وتنكيل وقتل من قبل الصهاينة في القدس، والضفة الغربية، والداخل المحتل، وغزة.

كما دأب السيسي إلى توسيع دائرة التطبيع مع إسرائيل للتقرب من الولايات المتحدة الامريكية لمساعدة نظامه في حل المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها مصر، وتوفير غطاء شرعي دولي له لتعضيد دعائم حكمه وهو ما كشفت عنة قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى في 2016 ونقلته عدة مواقع إخبارية ” أن عبد الفتاح السيسي يبدو معنيا بتركيز الأضواء على الأصوات المصرية التي تطالب بتوسيع دائرة التطبيع مع إسرائيل، في سعيه للتقرب من الولايات المتحدة.”

لكن الولايات المتحدة التي لا يهمها سوى مصالحها تشهر سلاح “حقوق الانسان” و “مساعداتها الاقتصادية” في وجه عبد الفتاح السيسي في كل مرة تريده ان يقدم تنازلات أكثر لصالحها وصالح دولة الاحتلال، ولقطع الطريق على محاولة أي نظام عربي يحاول استنهاض الشارع العربي؛ فنرى ذلك جليا في كيفية تعامل السيسي مع الملف الفلسطيني، ودعمه الأنظمة او القوى الاستبدادية الأخرى المعادية لتطلعات الشعوب العربيةكالعسكر في السودان، وخليفة حفتر في ليبيا، وحرب اليمن الحالية الخ.

ولهذا تستثمر الولايات المتحدة وإسرائيل في نظام السيسي الاستبدادي عن طريق زيادة المساعدات الاقتصادية له، وتشجيع دول غربية، وخصوصا الدول الخليجية على الاستثمار في مصر تحت ما يسمى ب”مشاريع عملاقة” او “التنمية المستدامة”، ولكن في الواقع هي رشاوي اقتصادية هدفها ترسيخ استقرار السيسي ونظامه الظلامي، وكبح أي معارضة داخلية له.

ترى أمريكا وإسرائيل في نظام عبد الفتاح السيسي امتدادا لنظام السادات وحسني مبارك الرامي لعزل مصر عن محيطها العربيلإضعاف وتشتيت بقية الدول في المنطقة، وتهميشدورها الإقليمي لتصبح عاجزةعلى صياغة القرارات الإقليمية،أو الدولية،أو حتى التأثير عليها وتسخيرها لخدمتها.