جبال أفغانستان مقابل حكم طالبان للبلاد / أسعد العزّوني

695

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الثلاثاء 17/8/2021 م …

ما جرى في أفغانستان بالأمس أحدث مفاجأة للقادة العسكريين الأمريكيين ،الذين عزّ عليها طي ّ ملف 20 عاما  من الإحتلال لأفغانستان وخسارة 2400 قتيلا،و750 مليار دولار ذهبت أدراج الرياح في أفغانستان طيلة العقدين المنصرمين،ولكن الأمور لا تسير وفق أهواء العسكريين في نهاية المطاف ،خاصة وأن القتلى الأمريكيين في غالبيتهم ربما كانوا من المجنسين أو الذين ينتظرون التجنيس ،وبالاتالي فإن التضحية بهم ليس أمرا مكلفا بالنسبة لصانع القرار الأمريكي،كما أن ال 750 مليار دولار لا تشكل شيئا بالنسبة لأمريكا ،لأن مطابعها تعمل ليل نهار في طباعة الدولار بكافة فئاته،وبدون غطاء رسمي سوى عبارة:”IN GOD WE TRUST“،بمعنى “بالله نثق”.

القصة وما فيها أن صانع القرار الأمريكي الجديد بايدن إرتآ الإنسحاب من أفغانستان ،حتى لا تكون قواته في مرمى القصف الإيراني أو الصيني في حال نشوب الحروب المتوقعة،وهو يعلم طبيعة الوضع في أفغانستان ،ناهيك عن قناعته بدور الإسلام السياسي –حصان طروادة – الأمريكي الذي سيساعده في حربه على الصين ،وكلك عند مجابهة إيران كون طالبان يتبعون المذهب السني،ولذلك فإن بايدن مطمئن أنه سيحقق النتائج المرجوة بدون دفع ثمن باهظ ،يصل إلى إراقة الدماء الأمريكية أو دماء المرتزقة الذين يتلهفون للحصول على الجنسية الأمريكية.

لا ننكر أن أمريكا بلد المؤسسات وأن القرار فيها ليس فرديا بل تسهم فيها جهات عديدة ،ولذلك فإن بايدن لم يغامر ولكنه أراد التخفيف من خسارات امريكا عند المواجهات المقبلة،وقد تم الإتفاق مع حركة طالبان على الإعتراف بها حكما شرعيا للبلاد ،مقابل تسليم جبال أفغانستان لأمريكا  كي تسرق من كنوزها ما تشاء ،بدون التعرض للخطرأو الرفض من أحد ،وهذا ما تم فعلا حسب قراءتنا ومتابعاتنا  السياسية والإقتصادية والبحثية.

حسب دراسات السوفييت السابقة التي أجروها في أفغانستان حول ما تحويه جبالها ،والتي يشكل الذهب فيها عبارة عن “فكّة “متواضعة،ويقدر بأن  ما تحويه جبال أفغانستان يصل إلى 3 تريليونات دولار ،ولا يوجد مثيل لها سوى في القمر ،ولكن القمر بعيد ورحلته مكلفة كما قال المقاول  ترمب،بينما تقبع افغانستان بين فكي أمريكا،ولكن المعطيات  الجديدة فرضت واقعا يتطلب تفكيرا سريعا ،لا يخرج أفغانستان من بين فكي أمريكا بل ينقلها  من بين الفكين إلى ما بين الذراعين ،وكان الإنسحاب بإتفاق هو الحل وهذا ما تم فعلا،وسيتم تتويج حركة طالبان”الإرهابية” حاكما شرعيا لأفغانستان ،تحفظ مكتسبات أمريكا في ذلك البلد الذي طمع في ثرواته السوفييت ،ولكنهم إضطروا للخروج منه بمساعدة الإسلام السياسي،وبذلك يكون بايدن وربما مؤقتا قد قطع الطريق على الصين ،كي لا تستحوذ على كنوزه الثمينة.