رسالة مفتوحة إلى المطبعين العرب وأصحاب التنسيق الأمني مع الصهاينة / أسعد العزّوني

742

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 2/6/2021 م …

بداية أود القول أن المطبعين العرب وأصحاب التنسيق الأمني ،الذين إستنفروا لحماية مستدمرة الخزر الصهيونية الإرهابية التلمودية مجتمعين إبان المواجهة الأخيرة مع المقاومة،أنهم لا يساوون في ثقلهم ظفر يهودي  واحد من طائفة ناطوري كارتا،ولا شعرة من شعر رأس المؤلفة اليهودية المفكرة دافنا ليفيت التهي هاجرت من فلسطين إلى كندا بعد إكتشافها للحقيقة ،وقامت بتأليف كتاب بعنوان”الصراع مع الصهيونية …أصوات معارضة يهودية”.

وأضيف أيضا  أن فلسطين ليست لليهود كما ينبح كلاب الصحراء المتوسلين زيارة إلى تل أبيب ،ليقضوا أوطارهم من مومسات شارع “ديزنكوف”فيها،بل فلسطين أرض كنعانية ،والكنعانيون قبائل عربية صرفة كانوا يتعاملون بالشاقل ،الذي سرقه  صهاينة الخزر وجعلوا منه عملة المستدمرة،وتواجد فيها اليهود بحكم التواجد الروماني وعلى شكل قبائل بدوية متنقلة ولفترات متقطعة ،مع إنهم يدعون أنها أرضهم لكن دون أن يبرزوا دليلا أثريا واحدا على ذلك،وللتذكير فإنهم مارسوا الحفر والتنقيب في القدس إبان الحكم العثماني ،وأقنعوا السلطان عبد الحميد الثاني إنهم يريدون التنقيب عن الماء ،لمساعدة المقدسيين على التغلب على مشلكة المياه فيها،وكانوا يرسلون فرقا يهودية وغربية لتقوم بالحفر حتى العام 1967،وبعد ذلك باشروا الحفر مباشرة وكان مسؤول المشروع هو  العالم في مجال الآثار اليهودي فرانكلشتاين ،الذي قدم تقريرا مفصلا لحكومته بعدم العثور ولو على شحفة فخار في القدس تدل على وجودهم فيها،وعندما طلبوا منه التزوير رفض،فكان مصيره الطرد إلى أمريكا.

لو إن فلسطين ملكا لأبناء عمومتكم اليهود الخزريين،لما طرح عليهم المجتمع الدولي آنذاك أماكن عدة لتوطينهم  فيها كي يتخلص من إفسادهم وفسادهم،ومن المناطق التي طرحوها عليهم :سيناء وأوغندا لكنهم رفضوا لأنها حاره وفيها أفاع وعقارب،وكذلك جورجيا الباردة ،وليبيا ومناطق في أمريكا الشمالية، وجزيرة غراند  في نهر أرارات  مكان رسو سفينة نوح والبحرين والإحساء  والأردجنتين ومدغشر ،ولما وافقوا على عرض ستالين لهم بان يمنحهم جزيرة القرم وطنا لهم مقابل دين  لهم عليه يبلغ 20 مليون دولار إستحق آنذاك،قام التتار بإفشال الصفقة عن طريق منع القطارات المحملة باليهود من النزول في أي مكان في الجزيرة ،وأجبروهم على العودة من حيث أتوا،وعندما علم ستالين أن أمريكا لها مصلحة في سيطرة اليهود على الجزيرة ،وضع ثقله  أيضا لمنع تسرب الجزيرة منه ،وكان ثاني دولة تعترف بمستدمرة الخزر في فلسطين عام 1948،بعد تراجعه عن الصفقة،وكان لهم منطقة حكم ذاتي في روسيا إسمها بايروبيجان التي يطلق عليها دولة اليهود المنسية ،التي لا يرغب اليهود بالحديث عنها حتى لا تتخلخل أساساتهم في فلسطين،وهي بحجم سويسرا ،كان قد منحهم إياها ستالين ذاته لحل المسألة اليهودية.

بداية كان اليهود الغربيون يرفضون الإستجابة لهيرتزل وزبانيته من عتاة الصهيونية ،وقالوا لهم إن لهم اوطانا يقيمون فيها ولن يتركوها ،فما كان من الصهاينة مدعومين من الإنجليز وزبانيتهم في المنطقة العربية ،إلا إثارة الفتن داخل المجتمعات التي يتواجد فيها يهود ،وتنسف بيوتهم ومحالهم ،وإشاعة أنهم مكروهين ،ما إضطر غالبيتهم إلى الهجر مكرها،وتم الإتفاق بين الحكام العرب وبريطانيا والحركة الصهيونية ىنذاك على بيعهم اليهود العرب  بيعا ،وتم إقحام القدس في المشروع الصهيوني ،لإغراء اليهود بالهجرة من باب القناعة الروحية.

لم تتوقف معارضة اليهود للمشروع الصهيوني حتى بعد ان أصبحت المستدمرة كيانا لها شأن ،لأن الكثيرين منهم إكتشفوا الطابق وإن فلسطين ليست أرضا بلا شعب ،ولا هي أرض العسل واللبن بالنسبة لهم،وقال ذلك مبعوث هيرتزل لفلسطين عام 1936 في برقية لهيرتزل بعد جولات عديدة في فلسطين “للعروس زوج”،أي ان لفلسطين سكان وأهل وليست كما تقول،ومع ذلك فقد كان قرار ملك الصحراء قد صدر بمنح فلسطين لليهود إرضاء للسير بيرسي كوكس وحسب ما تراه بريطانيا مناسبا،وكان ذلك الوعد قبل وعد بلفور 1917 ،مقابل تمكين بريطانيا له بحكم الجزيرة منفردا.

بعد إنكشاف الواقعه إتسعت دائرة المعارضة اليهودية للصهيونية ،وأخذ البعض يعود إلى من حيث أتى رغم تضييق سلطات الإحتلال،وها هم شباب برلين اليهود يستقرون في برلين،ولا نذيع سرا أنه ورغم المعاهدات والإتفاقيات التطبيعية الإستسلامية العربية مع مستدمرة الخزر ،إلا أن اليهود عادوا إلى جنسياتهم الأصلية وإستعادوها وحصلوا على جوازات سفر بلدانهم الأصلية أيضا تمهيدا للمغادرة في الوقت المناسب،وظهور جماعة المؤرخين اليهود الجدد ،الذين نسفوا بأبحاثهم وآرائهم المدروسة الرواية الصهيونية حول فلسطين ،وهؤلاء  أحدثوا فرقا شاسعا في الواقع المعاش على أرض فلسطين،كما إن جماعة ناطوري كارتا اليهودية المعادية للصهيونية ومستدمرة إسرائيل التي تناضل ضد الصهيونية المستدمرة الخزرية في ساحات لندن ونيويورك.

قامت اليهودية الإسرائيلية دافنا ليفيت بعد أن إكتشفت الحقيقة المرة حول الصهيونية والصهاينية ،رغم إنها خدمت ضابطة إتصال على جسر اللنبي بعد عام 1967،قامت بتأليف كتاب بعنوان”الصراع مع الصهيونية..أصوات يهودية معارضة”، عام 2020 عن مطبوعات إنترليك برس ،ضم 21 مفكرا وكاتبا وفيلسوفا  وصحفيا يهوديا ،لأسباب أخلاقية وثقافية،ومن هؤلاء البيرت آينشتاين ومارتن بوبر وحنّة آرنت ونعوم تشومسكي وستيرنهيل وشلومو ساند وألان بابيه وآخرين،كما إن شاعر مستدمرة الخزر االصهيوني “إيلي راند”،الذي كان بيته محجا لكبار المسؤولين الإسرائيليين ليحظوا بالجلوس وإلتقاط صور معه وترديد أشعاره ،لكنه اليوم وبعد أن قصفت صواريخ المقاومة تل أبيب تبرأ من صهيونيته ودعا اليهود في الخارج إلى عدم التفكير بمغادرة أوطانهم كي لا يصبحوا ضحايا في “إسرائيل”.

وفندت  المؤلفة ليفيت الرواية الصهيونية ،وأكدت ان المستدمرين الصهاينة  يكرهون حتى أنفسهم وهم خونة،ونفت أن تكون فلسطين هي  وطن اليهود وإن إسرائيل هي واحة الديمقراطية في المنطقة،وإستعرضت مواقف بوبر الألماني وآينشتاين وآرندت بخصوص رفضهم لتهويد فلسطين وتزوير الحقائق في فلسطين على إنها  أرض الميعاد،ويقول بوبر عام 1891 أن فلسطين ليست أرضا بلا شعب ،وعبر عن رفضه أسلوب المستدمرين الصهاينة مع الفلسطينيين ،وكان  آينشتاين كتب رسالة لأول رئيس لمستدمرة الخزر حاييم وايزمان عام 1929  عبر فيها عن مخاوفه من فشل اليهود في تعامل حر وشريف مع العرب ،ووصفت المنشقة اليهودية الفيلسوفة الألمانية  حنّة آرنت الصهيونية بالمتناقضة ،وأكدت عداء اليهود للجميع بمن فيهم المسيحيين ،وإن هناك تعاونا بين النازية وبعض قادة اليهود الصهاينة في ألمانيا.

قائمة اليهود المعادين للصهيونية تطول وفي مقدمتها :طائفة ناطوري كارتا والسامريون  ومنظمة صوت يهودي للسلام و هعيدا هحريديت  وفوضويون ضد الجدار وتشومسكي  وترابط وأوري أفنيري  وأجداد وزوخوروت وجدعون ليفي  وأصوات ضد الصهيونية  والتحرر  والكاتب اليهودي الفرنسي ماكسين رودنسون والحاخام دوفيد وايت وآخرين.

مسلسل البراءة من الصهيونية لم يتوقف عند هذا الحد بل تعداه إلى العديد من آباء الصهيونية أمثال ياكوف شاريت”شرتوك”،إبن  أول وزير خارجية وثاني  رئيس وزراء للمستدمرة  موشيه شاريت من أصل أوكراني ، الذي كان يدعو للتقارب مع العرب ،لكن بن غورويون شطبه نهائيا من المشهد لخروجه عن الخط،وقال إبن شاريت في مقابلة مع الصحفية سارة حلم  لموقع ميدل إيست آي  البريطاني  إنه نادم على المشروع الصهيوني بأكمله.

نضع هذه الحقائق الموثقة أمام المراهقة والدهقنة السياسية العربية ،الذين يحاولون بعث الحياة مجددا في مستدمرة الخزر من خلال مالهم السائب ،وأجهزة مخابراتهم التي تكرس نفسها لجمع المعلومات عن الفلسطينيين ومحاولة دخول غزة بحجة إعادة الإعمار، ليكونوا رديفا للعدوان الصهيوني المرتقب على غزة.

 

التعليقات مغلقة.