لافروف  ومخططات ” ناتو” الخبيثة ضد روسيا / كاظم نوري

387

كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 2/6/2021 م …

مع قرب موعد القمة الروسية الامريكية التي  تجمع الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن والتي  تقرر انعقادها في السادس عشر من الشهر الجاري في جنيف وقمة دول حلف شمال الاطلسي ” ناتو” التي تتزامن معها   اخذت حدة التصريحات الروسية تاخذ منحى مهما وخطيرا  للرد على سياسات وممارسات وتصريحات كبار المسؤولين في  دول حلف  ناتو ذات الطابع العدواني  لاسيما وان هذه التصريحات  الروسية  تصدر عن شخصيتين مهمتين في روسيا هما وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع شويغو.

لافروف استخدم مصطلح ” المخططات الخبيثة” لدول حلف ناتو ضد روسيا  واتهم الحلف بالتنصل من اتفاقيات في اواخر  التسعينات  تنص على عدم قيام الحلف بنشر قوات قتالية كبيرة على اراضي الدول الاعضاء الجدد.

حديث لافروف جرى خلال مؤتمر صحافي عقده في موسكو في اعقاب اجتماع عبر الفيديو لوزراء خارجية دول ” مجموعة  بريكس ”  التي تضم الصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا الى جانب روسيا وكان الاجتماع  بمثابة  رسالة واضحة ضد محاولات الذين يسعون الى تحويل العالم الى قطب احادي الجانب .

واتهم  لافروف دول ناتو بخرق العديد من الاتفاقيات.

اما شويغوا وزير الدفاع  الروسي فقد اكد تشكيل  20  وحدة عسكرية جديدة  ستنضم  الى قوام القوات الروسية ردا على توسيع ناتو تحركاته ومواصلته اعمال التجسس ضد روسيا.

بايدن وبقية المسؤولين الامريكيين لم يفارقوا وسائل الاعلام فتراهم يواصلون التصريحات الاستفزازية خاصة الرئيس بايدن نفسه بينما  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدلا من ان يرد بنفسه على السفاسف الغربية  كان يورد بعض المصطلحات التي كما يبدوا انها تثير الغرب خاصة عندما التقى نظيره البلاروسي لوكا  شينكو  في منتجع تسوجي  واقترح عليه السباحة في البحر الاسود وفي هذا المقترح ” رسالة”  للغرب ومؤججي الصراع في اوكرانيا .

قالها بوتين  في جو هادئ دون ان يلتفت للتصريحات الغربية الاستفزازية  وباعصاب هادئة هي الاخرى وهو اكثر ما يثير الغربيين لانه خبير ب” البراباغاندا” التي يعتمدها الغرب  وحتى الذي ورد على لسان الرئيس لامريكي من انه سوف يطرح  مسالة حقوق الانسان على بوتين خلال  قمة جنيف جرى تسخيفه  في صفحات الصحف الروسية ولم يرد عليه بوتين شخصيا .

ان اكثر ما يثير غضب الغربيين ويجعلهم يتصرفون بهيستيريا  هو الصبر والحكمة والهدوء والتصرف الروسي الحازم اذا تطلب الامر ودون اي تردد اذا كان الامر مهما في نظر موسكو ويدخل في اطار دائرة الخطر الذي يمس الامن القومي الروسي او يمس  امن حلفاء لروسيا في  مناطق اخرى تعتبرها القيادة الروسية بمثابة  ساحة لمصالحها الستراتيجية.

وبصرف النظر عن التصريحات والثرثرة الامريكية والغربية فان هناك دولا اوربية مازالت تعتقد ان معاداة  روسيا  ارضاء للولايات المتحدة لايخدم الوضع في القارة الاوربية  ودولها وان الحاح واشنطن على بعض القضايا ومنها قضية الغاز الروسي الى اوربا ”  سيل2″ الذي  تعتبره المانيا في خدمة اقتصاددها وقد ارسلت وفدا الى واشنطن لاقناع الولايات المتحدة بذلك لمواصلة اكمال خط  الغاز الروسي هذا الذي يمر عبر بحر البلطيق الى الاراضي الالمانية.

ان الولايات المتحدة وبدلا من اعتماد المنافسة الشريفة في المجال الاقتصادي مع الدول  الاخرى تعتمد اسلوب الابتزاز والتهديد حتى مع حلفائها بل وتتجسس عليهم كما كشف النقاب مؤخرا مما تسبب بامتعاض فرنسا التي تعتبر حليفا للولايات المتحدة.

دولة  مثل الولايات المتحدة لاتمتلك شرفا ولاتكترث بالمواثيق وانمعاهدات الدولية فقد تنصلت من العديد من الاتفاقيات حتى الموثقة في مجلس الامن الدولي فتراها توقع اليوم ثم تتملص غدا.

 ولم يعد هناك قيمة للورق الذي يوقعه  رؤساؤها وعلى ذات الطريقة النازية عندما كان هتلر يوقع اتفاقية مع دولة تنص على عدم اعتداء المانيا عليها واذا بها تفاجا في اليوم التالي بغزو الجيوش الالمانية لها.

لاغرابة اذا انتهكت واشنطن وعواصم الغرب الاستعمماري في حلف ناتو العدواني اتفاق اواخر التسعينات  مع روسيا  كما ذكر لافروف والذي ينص على عدم نشر قوات كبيرة على اراضي الدول التي انضمت حديثا الى الحلف .

اننا اليوم امام ” مافيا دولية” اسمها الولايات المتحدة الامريكية لاتقيم وزنا للوضع الدولي وتعمل وفق ما تمليه مصالحها هي دون النظر الى ما يسفر عن ذلك من مخاطر ضد البشرية  ولها حلفاء يهرولون وراء السراب الامريكي الذي قد يجر الى متاهات لاتحمد عقباها .

التعليقات مغلقة.