في ذكرى 30 يونيو المصرية..السير في نهج الاستسلام / ميلاد عمر المزوغي
ميلاد عمر المزوغي ( ليبيا ) – الثلاثاء 1/7/2025 م …
اعتقدنا ان ثورة 30 يونيو في مصر ,ثورة تصحيحية للأوضاع الاقتصادية والسياسية في مصر, واستبعاد الاخوان المسلمين الذين اعلنوا فوزهم بالانتخابات الرئاسية بتواطؤ امريكي مصري طنطاوي(النتيجة كانت لصالح خصم مرسي), وهذه الثورة كانت لها تبعاتها على تنظيم الاخوان بالمنطقة الذين قفزوا الى السلطة بدول الربيع العربي وحاولوا ان يحيوا الخلافة العثمانية, مقدمين كل امكانيات الامة العربية للسلطان اردوغان, الامير الذي كان يرغب في ان يكون سيّد المتوسط, سقط اخوان ليبيا ومن ثم اخوان تونس.
كنا نتوقع ان يسير النظام المصري على نهج عبد الناصر داخليا من خلال تحسين الاوضاع المعيشية للمواطن المصري وعربيا بإعادة الروح الى امة عمل الاعداء وعملائهم من ابناء الامة على ازهاقها,فاصبحت اثر بعد عين يتكالب عليها الجميع لأجل نهب خيراتها وطمس معالم حضارتها.
اكثر من عقد على تولي السيسي زمام الامور في مصر, هل تحقق شيء للشعب المصري؟ الامور الاقتصادية ازدادت سوءا من خلال تعويم العملة المحلية لتصبح قيمتها الحالية اقل من خمس قيمتها السابقة, ارتفعت الاسعارولم يعد باستطاعة المواطن الحصول على المتطلبات الضرورية للعيش, الاستثمارات الاجنبية بمصر” الاستثمارات العربية وحدها بلغت خلال السنتين الماضيتين2023/2024 اكثر من 41 مليار دولار بينما بلغت قيمة الدين العام18 تريليون جنيه مصري أي ما يعادل 90% من الناتج المحلي الاجمالي البالغ 20 تريليون جنية مصري “,,لذلك فان الاستثماراتوبناء مدن حديثة, انما اقيمت للأغنياء من ابناء البلد ورعايا الدول الغنية نظرا لان اسعار اقتنائها خيالية ,بمعنى انها لم تعد بالنفع على الشعب المصري.
عربيا حرب ابادة على غزة لما يقارب من العامين والنظام المصري يقفل حدوده مع القطاع ولم يقدم اية مساعدات الا بإذن الصهاينة, كمأ ان النظام المصري من “الدول الساعية” الى ايجاد وقف لإطلاق النار بغزة, النتائج كانت وخيمة قطاع يباد بأكمله,بينما تدعو مصر الى نزع سلاح المقاومة وجعل غزة منزوعة السلاح أي ان يتطابق مع ما يسعى اليه العدو.عداء النظام المصري لحماس انها اخوانية, ربما تحتاط من ان تتعاون مع اخوان مصر, ولكن ان تقف ضد حركة مقاومة عملت كل جهدها لمحاربة العدو واعادة احياء القضية الفلسطينية ,فهذا الفعل مجرم عربيا واسلاميا, اناس يقتلون على الجانب الاخر من الحدود يشاهدون بأم العين, فهذا يعني ان قد انسلخ عن العروبة واجماع المسلمين, خاصة وان مصر تحتضن الجامعة التي لم تعد عربية بمواقفها, بل تمثل اصوات الدول التي تتهافت على التطبيع ولم يبقى منها الا القليل.
السيسي رضخ لإملاءات تركيا العلمانية واقعيا, والتي تقدم نفسها على انها سنية لتقود الفريق السني الى حيث تريد, بسطت سيطرتها على سوريا ولبنان فعليا, وتخترق سيادة العراق(الذي اصبح طائفيا هشا) متى شاءت, الخليج العربي تحت العباءة الامريكية ,بينما اليمنيون يواصلون اطلاق الصواريخ على الصهاينة نصرة لغزة الجريحة.
بالتأكيد لم نكن نتوقع من النظام المصري قطع العلاقات مع الصهاينة او سحب السفراء, لأنه اجبن من ان يفعل ذلك, اتضح جليا انه امتدادا لحكم السادات واتفاقياته المخزية مع العدو, ترى هل تحقق الامن بمختلف شُعُبِهلمصر؟,ما نراه بأم اعيننا انها اصبحت منصة للأعداء, بالأخص الذباب الالكترونيالذي انشاتهوالذي يعتبر ان العرب لم يشاركوا في الحروب السابقة ضد الصهاينة, ليعطي النظام لنفسه العذر القبيح التنصل من القضية الفلسطينية.