رمضانُ غزّة .. يوميّاتُ باحثٍ عن الجنسيّة الغَزّيّة / محمد جميل خضر

0 249

محمد جميل خضر ( الأردن ) – الجمعة 28/2/2025 م …

يا أبطالَ غزّة.. يا أكْرُماء غزّة.. يا أهلَ غزّة.. أصلّي لله أن يحلّ عليكم رمضان هذا العام وأنتم تنعمونَ بالظَّفر، وتشربونَ الكوْثر، ويكبرُ أبناؤُكم بالدفءِ والرِّضا، وينعادَ عِمادُ بيوتِكم، وتواصلُ ذاتَ النَّهْجِ نساؤكم: تربيةُ أجيالِ الرّفْضِ والصَّدِ والمُقاومة.

يا أطهرَ خلقِ الله أجمعين وأشرَفَهم وأشجَعَهم وأجمَلَهم وأنبَلَهم.. رمضانُ في رِحابِ نصرِكم أحلى.. لِهوائِكم مذاقٌ عذبُ النّدى ووجهٌ صَفَيُّ البَسالة.. ترابُكُم يحضنُ قُدْسيةَ المعنى وجدائلَ البَهاء.. حجارتُكم عصيّة.. تلالُكم مِنْطارُ قناطيرٍ وبشائرُ تحرير.. أشجارُكُم دُفلى الأفْئِدة وأناشيدُ غضب.. التراويحُ في رحابِكم تَباريح.. الصُّبْحُ لا يتنفّسُ إلا بريقَ عيونِكم.. الحرْفُ لا ينطقُ إلا سِحْرَ شجونِكم.. ليْتني عندَكم.. ليْتني بينَكُم.. ليْتَ الجنسيةَ اختيارٌ لكنتُ كتبتُ في جواز السفر: غزّيٌّ يا كيدَ الحُسّاد.. كنعانيٌّ يا شذّاذَ الآفاق.. فلسطينيٌّ يا مرضى العناوينِ الفاقِعة.. فَأنا مَنْ أنا غيرَ التَّمنِّي..

أمّا أنتم فقد عرفتُم أنّها تُؤخذ الدّنيا غِلابا.. الإقدامُ رِكابُكُم.. الاسْتعصاءُ ليسَ مِن بينِ عناوينِكُم.. وإنْ كنتُ في التقرّب منكُم قد جاوزتُ قدري.. فإنّي أرجو في فَخارِكم انْتسابا.. أدقُّ الأبوابَ أنتظرُ.. أعرِفُ مَن سَيَفْتَحُها.. إنّهم أنْتم فُتّاحُ الغَدِ الآتي.. ومِن رَفَح بعد أنْ يرحلَ الغاشِمون.. وحتّى بيْت حانون.. وجدتُ نفسي أمامَ قومٍ “قد يأكلون لفرطِ الجوعِ أنفسَهم.. لكنّهم من قدورِ الغيرِ ما أَكَلوا”.

ومن شجاعيّة الفِدا وحتى جَباليا الشَّكيمة ستورِقُ الأرضُ أقسم أنّي لأَسْمعُها مِثْلَ الحِداء الذي فيه نغتسلُ.. وسوْفَ تصعَدون.. تسْطُعون.. كما في كلِّ مرّةٍ تفعَلون.. من الرّشيد تطلعُون.. من صلاحِ الدين.. من صلاحِ كلِّ دين.. تفتحونَ عينَ الشّمس.. تَغْمِرون غَمامَ البحْر.. تشدّون سِرْج المَدى نحوَ فَرَسِ النّهر.. تَمْتَشِقونَ الياسينَ موقنينَ أن القوّةَ لا تفهمُ إلّا القوّة.. والنّوَّةَ تحتاجُ النّوَّة.. وأنَّ طوفانَكُم شَقَّ في درْبِ التحريرِ كُوَّة.

كلُّ عامٍ وأنتُمُ الصّيامُ والقِيامُ والسّلام..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ثلاثة × 2 =