عدوان وحشي صهيوني جديد ضد أبنية سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت

0 266
عدوان على الضاحية الجنوبية لبيروتمدارات عربية – الخميس 5/6/2025 م …

شنّ الاحتلال الإسرائيلي عدواناً جوياً جديداً استهدف أبنية سكنية في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، زاعماً أنها تحتوي على منشآت عسكرية تابعة لحزب الله.

وطالت الغارات مناطق الحدث، حارة حريك، وبرج البراجنة، حيث أصابت مبانٍ مدنية مكتظة بالسكان، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية جسيمة في الأبنية المستهدفة، دون تسجيل إصابات بشرية وفق المعلومات الأولية.

ويأتي هذا العدوان بعد تهديد المتحدث باسم جيش الاحتلال باستهداف المنطقة، بزعم أنها تضم بنى تحتية تحت الأرض تُستخدم في تصنيع الطائرات المسيّرة.

كما يندرج في سياق سياسة التصعيد التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي ضد لبنان، والتي تمثلت خلال الأشهر الماضية بسلسلة من الاعتداءات الجوية والبرية على المناطق الجنوبية وعمق الأراضي اللبنانية، في خرق متواصل لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ تشرين الثاني من العام الماضي.

ورغم هذه الانتهاكات المتكررة، تواصل اللجنة الدولية المكلفة بمتابعة تنفيذ الاتفاق التزام الصمت، ما يثير تساؤلات حول فعاليتها في ردع الاحتلال عن خروقاته الممنهجة. ويمثل التهديد الأخير خرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار، ويعكس إصرار الكيان الإسرائيلي على توسيع دائرة الانتهاكات، في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة.

وفي مقابل هذا التصعيد الخطير، تواصل الحكومة اللبنانية عدم اتخاذ خطوات فاعلة لوقف هذه الاعتداءات أو التصدي للخروقات الإسرائيلية المتكررة، ما يفاقم حالة الغضب الشعبي ويعزز الشعور بتخلي السلطة الرسمية عن دورها في حماية السيادة الوطنية والدفاع عن المواطنين.

وتبرز حالة من الغياب الدبلوماسي اللافت لوزارة الخارجية اللبنانية، التي لم تبادر إلى استدعاء سفراء الدول الكبرى أو تقديم شكاوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي. هذا الأداء الضعيف يطرح تساؤلات جدية حول جدوى السياسات الرسمية، في وقت تستمر فيه الاعتداءات على الأراضي اللبنانية بلا رادع دولي أو موقف وطني موحد.

تواصل لبناني ـ أمريكي واقتراح بالكشف على المباني المستهدفة… وضربة تحذيرية خلال وجود الجيش اللبناني

وأفادت مصادر المنار، أنه في أعقاب التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، جرى تواصل بين الجانب اللبناني والإدارة الأمريكية، تم خلاله اقتراح قيام الجيش اللبناني بالكشف على المباني السكنية التي يزعم الاحتلال الإسرائيلي أنها تحتوي على منشآت عسكرية تابعة لحزب الله. وقد أبدى حزب الله موافقته على هذا الاقتراح، تسهيلاً لعمل الجيش وإثباتاً لزيف الادعاءات الإسرائيلية.

وأثناء قيام وحدات من الجيش اللبناني بعمليات الكشف داخل أحد المباني المستهدفة، نفذ جيش الاحتلال ضربة تحذيرية بالقرب من الموقع، رغم علمه بوجود عناصر الجيش داخله. وعلى إثر الكشف، تأكد الجيش اللبناني من خلو المبنى من أي أسلحة أو معدات عسكرية، مما يدحض مزاعم الاحتلال بشأن الأهداف التي برر بها عدوانه.

الرئيسان عون وسلام يدينا بشدة العدوان الإسرائيلي على محيط العاصمة بيروت

أعرب رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزاف عون، عن إدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي الذي استهدف، مساء اليوم، محيط العاصمة بيروت.

وأكد عون أن هذه الاستباحة السافرة لاتفاق دولي، وللقوانين والقرارات الأممية والإنسانية، خاصة عشية مناسبة دينية مقدسة، تُعد دليلاً دامغًا على رفض المرتكب لمقتضيات الاستقرار والتسوية والسلام العادل في المنطقة.

وشدد الرئيس عون على أن هذه الجريمة رسالة موجهة من مرتكب الفظاعات إلى الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها ومبادراتها أولاً، عبر “صندوق بريد بيروت ودماء أبريائها ومدنييها”، مؤكداً أن لبنان لن يرضخ لهذه الاعتداءات أبداً.

ومن جانبه، أدان رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نواف سلام، بشدة التهديدات والاستهدافات الإسرائيلية المتكررة للبنان، ولا سيما في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، معتبراً أن هذه الاعتداءات تشكل “استهدافاً ممنهجاً ومتعمدًا للبنان وأمنه واستقراره واقتصاده، خصوصاً عشية الأعياد والموسم السياحي”.

وأكد الرئيس سلام أن هذه الاعتداءات تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية وللقرار الدولي 1701، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في ردع الكيان الإسرائيلي عن مواصلة اعتداءاته وإلزامه بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية.

المفتي قبلان: لا ضمانة فوق ضمانة الجيش والمقاومة والتضامن الوطني

شدد المفتي الجعفري الممتاز، الشيخ أحمد قبلان، على أن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية عشية عيد الأضحى تُعد “إبادة علنية للسيادة الوطنية ودوسًا صارخًا على كرامة الدولة وشعبها وكيانها الشامل”.

وفي بيان صادر عنه، اعتبر المفتي قبلان أن ما جرى يمثل “لعنة صهيونية أميركية تطال مركز القرار اللبناني وتنال من شرف البلد بأكمله”، مؤكداً أن الرد يكون عبر “التضامن الوطني وتأكيد خيار المقاومة ومشروعها السيادي”.

وأضاف: “لا ضمانة فوق ضمانة الجيش والمقاومة والتضامن الوطني”، موجهاً انتقادات لاذعة لوزارة الخارجية اللبنانية التي وصفها بأنها “غارقة في النزعة الحزبية المقيتة”، مشددًا على أن “إسرائيل طغيان أبدي، والصداقة بعرف أميركا عبارة عن خضوع بلا شروط”، ليختم بالتأكيد أن “خيارنا سيادة لبنان”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

عشرين + أربعة عشر =