فلسطين … أهالي جنين يخرجون إلى الشوارع ويكسرون الحصار المفروض من أمن السلطة الفلسطينية
شهدت مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة غضبًا شعبيًّا واسعًا حيث خرج الأهالي رفضًا لتصرفات السلطة الفلسطينية في مهاجمة أفراد المقاومة.
وأفادت مصادر للجزيرة مباشر بأن متظاهرين تمكنوا من كسر حصار القوات الأمنية الفلسطينية، واعتصموا في وسط مخيم جنين للمطالبة بوقف الحصار المفروض على المنطقة.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان السلطة الفلسطينية شروعها في المرحلة الأخيرة من عمليتها العسكرية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، التي أطلقت عليها اسم “حماية الوطن”، واستشهد فيها المقاوم يزيد جعايصة إثر إصابته بالرصاص الحي خلال اشتباك مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
وخرجت مسيرة في جنين للمطالبة بحقن الدماء ووقف تبادل إطلاق النار بين المقاومة وأجهزة أمن السلطة. وترددت خلال المسيرة هتافات مثل “يلّي بتسأل إحنا مين، إحنا كتيبة جنين”، في إشارة واضحة إلى دعم المتظاهرين للمقاومة المسلحة.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة مشاهد لنساء وعائلات شهداء وهي تهتف دعمًا لكتيبة جنين والمقاومة، في الوقت الذي انتشرت فيه أجهزة أمن السلطة في شوارع المدينة ضمن ما وصفه ناشطون بأنه عملية لقمع المقاومة.
وفي المقابل، أظهرت مشاهد أخرى قيام أجهزة أمن السلطة بإطلاق النار وقنابل الصوت والغاز تجاه المتظاهرين الفلسطينيين في محيط مخيم جنين، مما أدى إلى تصاعد حدة التوتر في المنطقة.
وفي تصريحات خاصة للجزيرة، قال الناطق باسم كتيبة جنين في سرايا القدس إن جميع فصائل المقاومة تقوم بأداء “فريضة الجهاد في سبيل الله”. وأضاف متسائلًا “عن أي سيادة قانون تتحدثون وأنتم تقتلون أبناء الوطن؟”.
وحمَّل الناطق باسم كتيبة جنين السلطة الفلسطينية مسؤولية تصاعد الأحداث، قائلًا “عنجهية السلطة وأجهزتها الأمنية هي من أوصلتنا إلى هذه النقطة”. ودعا السلطة إلى المبادرة لحل الأزمة الحالية عبر سحب أفرادها من جنين.
الأونروا تعلق أنشطتها
وأعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن الوكالة اضطرت إلى تعليق خدماتها في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، ليوم آخر، نظرًا لاستمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين فلسطينيين.
وأضاف أن الأطفال لا يزالون خارج المدرسة، ولا يستطيع سكان المخيم الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية وغيرها من الخدمات الأساسية، مما يزيد الوضع سوءًا.
وأوضح المفوض أن التوترات تتصاعد بشكل مثير للقلق في جميع مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، مما يقوض الاستقرار الهش في المنطقة.
وأشار المفوض العام إلى أن سكان جنين ومخيمها تعرضوا لفترات طويلة لدورة من العنف والتدمير، مما جعل المخيم غير صالح للسكن تقريبًا. وأكد أنه حان الوقت لكسر هذه الدورة وضمان استئناف الحياة الطبيعية، واستمرار خدمات الأونروا دون انقطاع لدعم الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.