جرائم الكيان الصهيوني والأمريكي اللإنسانية / جمال المتولى جمعة المحامى
جمال المتولى جمعة المحامى ( مصر ) – الخميس 28/11/2024 م …
انتهت الانتخابات الامريكية بفوز دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري ..فإدارة بايدن قدمت لإسرائيل الدعم المالي والعسكري بشكل غير مسبوق فقامت إسرائيل بقتل 70% من النساء والأطفال في غزة وفقا لتقرير الأمم المتحدة ومازال جيش الاحتلال الصهيوني يواصل حربه على غزة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي مخلفا عشرات الاف الشهداء والجرحى والمفقودين وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة وأمراض وبائية خطيرة تخيم على ارض فلسطين قاطبة وانتهاك صارخ للقانون الدولي التي قد ترقى في كثير من الأحيان الى جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية بأبشع صورها .
ان اعتراف ترامب خلال ولايته الأولى بإن القدس عاصمة ابدية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها واعترافه بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة كان في اطار كسب تأييد المتحمسين لقيام دولة إسرائيل الكبرى وترامب نفسه في ذروة حملته الانتخابية قد نظر الى الخريطة فوجد حجم إسرائيل صغير جدا ولذلك فهو منشغل في التفكير في كيفية تكبير مساحة إسرائيل وهو بالمناسبة ليس مجرد وعد انتخابي بل استكمال لما تم الإعلان عنه في صفقة القرن والتي جاء في احد بنودها ترسيم حدود جغرافية جديدة بعد نزع سلاح عن الدولة الفلسطينية وهو ما يتحقق الان.
ان التعيينات التي بقوم بها الرئيس المنتخب ترامب لحكومته معظمهم من الداعمين للصهيونية ومن المؤيدين للمشاريع الاستيطانية الإسرائيلية على حساب أراضي فلسطينية في الضفة الغربية تعكس توجها سياسيا لدعم الكيان الصهيوني بشكل مطلق انما هي الإشارات الأولى لسياسة ترامب التي لا تبشر بالخير , بل توحى ان ترامب قد يذهب بعيدا في دعمه لإسرائيل اكثر من اى رئيس أمريكي وصل الى الحكم حيث يبدو ان المنحى الذى سيتبعه هو تسليم إسرائيل منطقة الشرق الأوسط كاملة وتعزيز نفوذها أكثر في ظل وجود حكومة إسرائيلية متطرفة توسعية تريد تحقيق مشروع دولة إسرائيل الكبرى . ان ما حدث يعد تدمير كافة القطاعات الفلسطينية وهو تدمير للثوابت الإنسانية التي قضى العالم الاف السنين للوصول اليها لم يعد امام انسان هذا العصر إلا ان يستخدم ما لديه من عناصر القوة ليواجه طواغيت العصر . ان اسوء ما شهدهالعالم ان أمريكا القوة العظمى كانت وراء تصفية دور مؤسسات العدالة في مجلس الامن ومحكمة العدل الدولية وإيقاف عشرات القرارات التي ادانت الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني صاحب الحق الأصيل في الدفاع عن ارضة وله حق الدفاع عن ارضه المحتلة بما قررته القوانين والأعراف الدولية وما يحدث الان في غزة ولبنان يؤكد ان العالم اصبح غابه من حق الأقوياء ان يفعلوا مايشاءون دون محاسبة او عقاب.
على العرب ان تعي ان أمريكا لن تتخلى عن إسرائيل وهذه حقيقة قالها الرئيس الأمريكي بايدن عندما كان نائبا للرئيس السابق باراك أوباما عام 2013 في اجتماع لمنظمة يهودية حيث قال ” لو لم تكن هناك دولة إسرائيل لكان علينا ان نخترعها لحماية مصالحنا بهذه الكلمات التي اعترف بها بايدن باستحالة هيمنة أمريكا على المنطقة دون إسرائيل. وتعتبر إسرائيل بمثابة قاعدة عسكرية امريكية في الشرق الأوسط يزودها بأحدث الأسلحة العسكرية وتضمن تفوقها العسكري وهو من مقومات الامن القوميالأمريكي اننا كعرب لدينا إمكانيات وثروات هائلة تجعلنا في مصدر قوة في مواجهة أمريكا إذا تم استغلالها الاستغلال الصحيح شريطة أن يتم ذلك في إطار جماعي يتضمن تعاون كافة الدول العربية فيما بينها في مواجهة حاسمة للكيان الصهيوني