ما قيمة منظمة الامم المتحدة وسط الاستغلال الغربي لها ؟ / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 30/8/2024 م …
ما ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها بهزيمة المانيا النازية عام 1945 حتى اقترح زعماء ادول المنتصرة روزفلت وتشرشل وستالين تجنيب العالم حربا عالمية اخرى فكان ميثاق عصبة الامم في يالطا السوفيتية ثم الامم المتحدة التي اصرت واشنطن ان يكون مقرها في نيويورك بعد رفض مقترح الزعيم السوفيتي ستالين بجعل يالطا مقرا لها.
الهدف من تاسيس منظمة الامم المتحدة وميثاقها المعلن هو تجنيب البشرية حربا جديدة الا ان الذي حصل هوان واشنطن استغلت منابر الامم المتحدة وجميع المنظمات التابعة لها لتنفيذ اجنداتها عالميا فكانت حروب فيتنام بمشاركة الولايات المتحدة والحرب في شبه الجزيرة الكورية وتواصل الاستغلال الامريكي والغربي لمنابر لامم المتحدة ومجلس الامن الدولي لغايات استعمارية بحتة وبحجة ضرورة الحفاظ على وحدة دول مجلس الامن وغاب لسنوات طويلة ” الفيتو” الذي جرى تثبيته ضمن ميثاق مجلس الامن وقد استجابت دولتان هما روسيا والصين لذلك لكن تبين ان الغرب وفي المقدمة الولايات المتحدة تدعمها فرنسا وبريطانيا استثمرت مقولة الحفاظ على وحدة الدول الاعضاء الخمس لتنفيذ مشاريع استعمارية وضاع العراق جراء ذلك وكذلك ليبيا كما تعرضت يوغسلافيا الى التمزق والتدمير في حرب شنتها ” دول ناتو ” العدواني لتظهر دويلات الى الوجود استغلتها واشنطن لضم بعضها الى حلف ناتو بالرغم من ان لاوزنا عسكريا لها لكن الولايات المتحدة استغلت موقعها الجغرافي لاغراض عدوانية.
كل هذه الحروب حصلت بوجود الامم المتحدة وميثاقها وسط موقف التزمت بعض دول المجلس الصمت على الذي حصل لاسباب منها انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وبروز الولايات المتحدة التي استغلت ذلك حتى وقفت روسيا على قدميها بعد ان استفاقت من كارثة الانهيار عام 1991.
ان الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين كان مدركا ما يخطط له الغرب حتى بعد انبثاق عصبة الامم و الامم المتحدة لاحقا فقد تصرفت واشنطن بل وتعاملت مع الدول الاخرى طيلة وجود ها دون الاكتراث بالميثاق الذي وقعه زعماء الاتحاد السوفيتي وبريطانيا والولايات المتحدة في يالطا من منطلق استغلال الامم المتحدة ومجلس الامن بل وجميع المنظمات الدولية لتحقيق غايات واهداف استعمارية بحتة و ان الزعيم السوفيتي الراحل نيكيتا خروشوف الذي يختلف مع ستالين ويتهمه بالدكتاتورية قد يتفق معه ربما حول تشكيلة الامم المتحدة وطريقة التعامل معها جراء استغلال ميثاقها غربيا.
والكل يتذكر كيف رفع خروشوف حذاءه واخذ يضرب على الطاولة عندما كان مشاركا في احدى اجتماعات هيئة الامم المتحدة في نيويورك؟؟
كان على قادة روسيا والصين باعتبارهما من الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ان يضعوا في حسابهم موقف ستالين اولا وان يعيدوا النظر في التعامل مع الامم المتحدة ومجلس الامن بعد ان تحولت الى اداة بيد الغرب يستغلها وفق مشيئته وهناك تجارب عديدة على ذلك .
وهاهي الامم المتحدة تعجز عن وقف المجازر التي يرتكبها الصهاينة في غزة وان الولايات المتحدة العضو المؤسس لها لا تعير اهمية لما يحدث بل تواصل دعم مجرمي ” تل ابيب” بالاسلحة الفتاكة وتتصدى لاي مشروع قرار لوقف المجازر في فلسطين المحتلة بل تقف مدافعة عن الاجرام .