الحكومة السودانية: مقتل 4500 طفل جندتهم قوات «الدعم السريع» و216 حالة اغتصاب… وبلاغات في مواجهة «مرتزقة أجانب»
اتهمت الحكومة السودانية قوات «الدعم السريع »بتجنيد الأطفال للقتال في صفوفها، مشيرة إلى مقتل نحو 4500 طفل من المجندين في صفوف القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/ نيسان من العام الماضي.
وحسب المتحدث باسم الحكومة السودانية، جرهام عبد القادر، بلغت حالات الاغتصاب المؤكدة من قبل الدعم السريع 216 حالة. وأعلنت السلطات السودانية فتح بلاغات في مواجهة 12 شخصاً قالت إنهم مرتزقة أجانب من دول عربية وإفريقية.
وتتهم الحكومة قوات الدعم السريع بتجنيد مرتزقة أجانب للقتال إلى جانبها في الحرب المندلعة منذ 15 شهراً. وحسب المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية، ستجري محاكمة المتهمين بـ “الارتزاق” لاحقاً.
وقال جرهام، خلال مخاطبته المنبر الإعلامي للحكومة، إن قوات الدعم السريع أطلقت سراح 19،481 نزيلاً في أكثر من 39 سجناً بالبلاد وكانت لذلك انعكاسات سالبة مباشرة تمثلت في الانتهاكات التي وقعت على المواطنين وتدمير ونهب الأعيان المدنية.
وأشار إلى أن جملة الدعاوى ضد قادة وأفراد الدعم السريع بلغت 15868 دعوى جنائية، مشيراً إلى صدور أوامر قبض بحق 16 من المتعاونين السياسيين مع الدعم السريع. وقال إن المحاكم السودانية أصدرت أحكاماً في مواجهة 79 من عناصر قوات الدعم السريع والمتعاونين معها، تم شطب 30 دعوى لعدم كفاية الأدلة.
وأشار إلى أن الحكومة أصدرت 1,452 تأشيرة للعاملين في الحقل الإنساني من جملة 1,529 طلباً، كما نفذت 267 طلباً خاصاً بالإعفاءات الجمركية ومنحت 542 إذناً لعبور الشاحنات بمعبر الطينة الذي يربط السودان وتشاد.
وحسب المتحدث باسم الحكومة فإن مفوضية العون الإنساني اتخذت كافة التدابير بالتنسيق مع المنسق المقيم للأمم المتحدة لتنفيذ توجيه فتح معبر “أدري” في الحدود الغربية للبلاد مع دولة تشاد، وفقاً للضوابط والاشتراطات ذات الصلة لإيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت من جانبها فتح ذات المعبر بعد تفاهمات مع الوسطاء الدوليين.
وبعد نحو 6 أشهر من إغلاقه، استطاعت القوافل الإنسانية الدخول عبر معبر أدري الحدودي، بعد إعلان كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع السماح باستخدامه.
وقال برنامج الأغذية العالمي في السودان إن هذا الممر الإنساني سيمكنه من توسيع نطاق عملياته لتصل إلى 14 منطقة تعاني انعدام الأمن الغذائي في ولايات دارفور، وكردفان، والخرطوم، والجزيرة.
ورحب حزب الأمة القومي بما قال إنها تفاهمات توصلت إليها مفاوضات جنيف بين الوسطاء الدوليين والقوات المسلحة من جهة و«الدعم السريع» من جهة أخرى لفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين من الحرب في مناطق السودان المختلفة.
وأبدى الحزب أمله في أن تتوصل المفاوضات غير المباشرة إلى نتائج إيجابية تفضي إلى وقف العدائيات والالتزام بتنفيذ تعهدات اتفاق جدة لحماية المدنيين.
ويشار إلى أن الموقف المعلن للحكومة السودانية رافض للمشاركة في محادثات جنيف قبل تنفيذ إعلان جدة الموقع في 11 مايو/ أيار من العام الماضي.
وفي الوقت، ذاته تتحدث أحزاب سياسية عن انخراط الجيش في محادثات غير مباشرة، أفضت بالفعل إلى فتح معبر أدري الحدودي وفق التزامات أعلنها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وكان من المزمع عقد اجتماع ثلاثي بين الحكومة السودانية والمصرية الأمريكية في القاهرة، إلا أنه تعثر في اللحظات الأخيرة. بعدها وصل إلى بورتسودان رئيس المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل.
وفي السياق، التقى رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش عبدالفتاح البرهان، أمس الجمعة، رئيس المخابرات العامة المصرية، بحضور الفريق أول محمد إبراهيم مفضل مدير جهاز المخابرات العامة.
وحسب المجلس السيادي السوداني تناول اللقاء العلاقات السودانية المصرية والتحديات التي تواجه البلدين، بينما أكد رئيس المخابرات المصري حرص بلاده على أمن واستقرار السودان، وتمنى أن تُطوى صفحة الحرب سريعاً لوقف معاناة المواطن السوداني.
وحسب مصدر تحدث لـ” القدس العربي”، جاءت زيارة المسؤول المصري في إطار جهود إقناع الحكومة السودانية بالمشاركة في مباحثات جنيف، فيما تمسك القادة السودانيون بالاشتراطات المتعلقة بتنفيذ اتفاق جدة وخروج قوات الدعم السريع من المنازل والمقار المدنية فضلاً عن رفضه وجود دولة الإمارات كوسيط في المباحثات.
وتتهم الحكومة السودانية أبوظبي بدعم وتمويل قوات الدعم السريع، حيث تقدمت بشكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي بالخصوص.
في الأثناء، تتصاعد العمليات العسكرية في عدد من المناطق السودانية بينما تتواصل دعوات القوى السياسية للجيش السوداني وقوات الدعم السريع للجلوس على طاولة المفاوضات.
وندد حزب الأمة القومي بعمليات القصف الجوي والمدفعي المكثف التي شهدتها عدد من مدن السودان خاصة في أحياء مدينة أم درمان غرب العاصمة الخرطوم والهجوم على مناطق بولاية النيل الأزرق جنوب البلاد.
وقال: “إن القصف الجوي نهار يومي الثلاثاء والأربعاء استهدف مستشفى الضعين مما أسفر عن قتل وجرح عدد من المواطنين، وقصف الطيران عدداً من المباني السكنية والخدمية بمدينة الحصاحيصا مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المواطنين”.
في الوقت ذاته ، شهدت محلية الطويشة قصفاً جوياً راح ضحيته مواطنون أغلبهم من النساء والأطفال، وفي مدينة الفاشر أدت عمليات القصف على مناطق بحي النصر والتكامل إلى مقتل وجرح عدد من المواطنين، وكذلك في أحياء في مدينة مليط وكبكابية ومورني والطويشة ومحلية المزموم مما أدى الى سقوط عدد من الضحايا.
وشهدت مناطق متفرقة في أم درمان والفاشر قصفاً مدفعياً من قبل قوات الدعم السريع أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وندد الحزب بالاستهداف المتكرر للمدن والأحياء والمناطق السكنية والمرافق الخدمية، مشيراً إلى أنه يشكل جريمة إنسانية كبرى وأنه امتداد لجرائم الحرب المتكررة ويزيد من حجم الكوارث ومعاناة المواطنين. وأكد أن السبيل الوحيد لإنهاء هذه المعاناة هو الإقبال على طاولة التفاوض بجدية للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار والعدائيات والسعي الجاد لتحقيق السلام وفتح الباب لتخفيف الأوضاع الإنسانية الكارثية.