أنفاق حزب الله منشآت سرية سوف تلعب دورا أساسيا في أي مواجهة مع الكيان الصهيوني

0 269
مدارات عربية – الجمعة 23/8/2024 م …
استعرض حزب الله في مقطع فيديو نشره مؤخرا نموذجا من شبكة أنفاق يضمّ، وفق الصور، منصات إطلاق صواريخ وأسلحة ثقيلة، ويرى خبراء أن هذه المنشآت قد تلعب دورا أساسيا في أي مواجهة مع إسرائيل.

ومنذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر غداة بدء الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب الدولة العبرية، يتبادل حزب الله المدعوم من إيران القصف مع إسرائيل بصورة يومية عبر الحدود اللبنانية.

لكن تزايدت المخاوف من اندلاع حرب واسعة مع توعّد حزب الله وإيران بالردّ على مقتل القيادي في الحزب فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في ضربة في طهران نُسبت إلى إسرائيل.

ماذا نعرف عن منشآت حزب الله الموجودة تحت الأرض؟

ماذا كشف الفيديو؟

يمتدّ الفيديو على أربع دقائق مع مؤثرات صوتية وضوئية ويظهر منشأة باسم “عماد 4” محصّنة يتحرّك فيها عناصر بلباس عسكري وآليات محمّلة بالصواريخ ودراجات نارية ضمن أنفاق واسعة ومضاءة.

وحمل الشريط عنوان “جبالنا خزائننا”.

ولم تتمكّن وكالة فرانس برس من التحقّق من صحة الفيديو بشكل مستقلّ، لكن خبير الأدلة الجنائية الرقمية في جامعة كاليفورنيا هاني فريد قال إنه “من المستبعد” أن يكون الفيديو نُفّذ بتقنية الذكاء الاصطناعي، ولو أن بعض أجزاء منه “التي تظهر فيها شاحنات ودراجات نارية تسير في النفق، تبدو وكأنها تحمل بصمة خفيفة لرسوم مولّدة إلكترونيا”، من دون أن يتمكّن من تأكيد ذلك.

ويشير الخبير في شؤون حزب الله في مركز “أتلانتيك كاونسيل” للأبحاث نيكولاس بلانفورد إلى أن شبكة أنفاق حزب الله تستخدم في “تخزين الذخيرة وكمنصات مخفية لإطلاق الصواريخ”.

ويرى أن الفيديو قد يكون “رسالة تحذير” لإسرائيل في حال نفّذ حزب الله تهديده المتعلّق بـ”الثأر” لشكر، ما قد يستتبعه ردّ إسرائيلي عنيف.

ويقول إن الحزب يريد أن يقول لإسرائيل إنه قادر “على استخدام أسلحة أكثر قوة بكثير” من تلك التي استخدمها خلال الأشهر العشر الماضية.

ما هي أهمية هذه المنشآت في حال اندلاع حرب؟

يشرح العميد المتقاعد من الجيش اللبناني منير شحادة أن الفيديو أظهر “مدى عمق الأنفاق واتساعها وتشعبها، ومدى صعوبة أن تطالها إسرائيل”.

ويقول العميد المتقاعد هشام جابر إن لا معلومات كثيرة حول هذه المنشآت “السرية للغاية”.

ويضيف أن منشأة “عماد 4” قد تكون واحدة من عشرات، موضحا أن “طبيعة الأرض في جنوب لبنان حيث توجد جبال وتلال (…)، مثالية للحفر وتكون محمية لأنها في قلب الجبل”.

ويشير جابر إلى أنّ “الطائرات لا تستطيع أن تصل إلى هذه المنشآت المحمية من الأعلى”. ويمكن للمقاتلين البقاء داخلها “ما بين تسعة أشهر وعام لأنها تضمّ كل الإمكانات من طاقة وغذاء ودواء”.

ويضيف أن إسرائيل “يمكنها أن تواصل قصفها لأشهر وأن تواصل تدمير لبنان من دون أن تصل” إليها.

وتقول الخبيرة في شؤون حزب الله في المعهد الإسرائيلي للدراسات في الأمن القومي أورنا مزراحي ردا على سؤال لمكتب فرانس برس في القدس، “نعرف بوجود أنفاق (حزب الله) منذ فترة”، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي “اكتسب خبرة جيدة” حول الأنفاق من الحرب في قطاع غزة حيث لحماس شبكة واسعة منها، وسيكون عليه التعامل معها، في حال دخل لبنان مجددا.

 

ومن المعروف أن هناك منشآت عسكرية تحت الأرض أيضا في إيران التي تدعم حزب الله بالمال والسلاح.

وإثر نشر فيديو حزب الله، كتبت السفارة الإيرانية في بيروت على حسابها على منصة “إكس” بالعربية “في اللغة الفارسية، نطلق على المنشآت الصاروخية الموجودة تحت الأرض وداخل الصخور والجبال (مدن الصواريخ)”. وقالت إنها “موجودة في جميع أنحاء” إيران و”يمكننا، إذا لزم الأمر، مهاجمة العدو من أي نقطة” في إيران.

وذكرت وكالة أنباء “مهر” الإيرانية، إثر نشر الفيديو، أن المقطع يكشف عن “مدينة صواريخ تحت سلسلة جبل عامل”، في إشارة إلى جنوب لبنان. ويتركّز نفوذ حزب الله في جنوب لبنان خصوصا، وفي منطقة البقاع شرقا.

ماذا عن تاريخ الأنفاق؟

بدأ حزب الله العمل على شبكة أنفاقه منذ منتصف الثمانينات عندما كانت إسرائيل تحتلّ أجزاء من جنوب لبنان، وفق بلانفورد.

في العام 2010، افتتح حزب الله ما أسماه “المعلم الجهادي السياحي الأول عن المقاومة” في مليتا في جنوب لبنان، وهو عبارة عن نفق بطول 200 متر. وقال الحزب في حينه إن المكان كان قاعدة عسكرية استخدمت خلال الحرب مع إسرائيل في العام 2006 وفي المواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل انسحابه من جنوب لبنان في العام 2000.

وعرض الحزب في “معلم مليتا السياحي” عشرات القذائف المضادة للصواريخ وصواريخ كاتيوشا وغيرها من الصواريخ وراجمات، بالإضافة إلى غنائم من جيش الاحتلال الإسرائيلي بينها دبابات “ميركافا”.

ويقول بلانفورد إن الأنفاق التي بنيت في مطلع العام 2000 والتي تشبه معلم مليتا “صُمّمت لعدد صغير من المقاتلين ليرتاحوا ويأكلوا ويناموا فيها”، لكن المنشأة التي تظهر في الفيديو “أكبر بكثير من تلك المخابئ”.

ويشير الأستاذ في كلية العلوم السياسية في جامعة غرونوبل الفرنسية دانيال ميير إلى أن استخدام الحزب للأنفاق ظهر إلى العلن خلال حربه مع إسرائيل في العام 2006.

وذكر أن مقاتلي حزب الله كانوا يتحرّكون “تحت الأرض” في مواجهة إسرائيل التي تملك تفوّقا جويا.

بعد حرب 2006، طوّر الحزب أنفاقه، وفق الخبراء.

وأعلنت إسرائيل في العام 2019 اكتشاف وتدمير أنفاق لحزب الله حُفرت من لبنان إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.

ويرى ميير أن شبكة أنفاق حزب الله غير ممتدة بقدر شبكة حماس في قطاع غزة، لكن “احتمال أن يخرج العدو من الأرض، لا شكّ يبقى ماثلا في الذهن الإسرائيلي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ستة عشر − 7 =