أبا مازن: 3+3+3 = 2334 برياضيات العدالة! / الياس فاخوري

832
الياس فاخوري ( الأردن ) – السبت 3/8/2024 م …
معادلة [3+3+3 = 2334] = معادلة [181 + 194 = 2334] برياضيات العدالة!
ابا مازن فَلا تَعَجَل عَلَينا// وَأَنظِرنا نُخَبِّركَ اليَقينا .. بعض الأسئلة قبل الدخول في معادلات رياضيات العدالة .. من نافل القول أن العدو يسعى، من خلال برنامجه الهمجي الدموي المتواصل، للانتقال من مربع الفشل المريع في غزة، إلى مربع توسيع الحرب مع كافة قوى المقاومة في المنطقة بهدف توريط أميركيا والغرب في حروبه على نحو مباشر وتحقيق ما يمكّنه من العودة إلى غزة بحثاً عن نصر مزعوم .. وهذا ما سعى آلية رئيس حكومة العدو، ميلكوفسكي (بنيامين نتنياهو) في سردية خطابه أمام الكونغرس (الكيان هو الوكيل المكلّف بحماية مصالح الغرب في المنطقة) .. وفي هذا السياق جاءت سلسلة العمليات “الإسرائيلية” العدوانية الاخيرة كقصف منشآت مدنية في اليمن، واغتيال القائد الجهادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر (الحاج محسن) في ضاحية بيروت الجنوبية، واغتيال القائد الجهادي الكبير إسماعيل هنية (ابو العبد) في طهران (وحدة المسير والمصير تجسيداً لاتحاد الساحات ووحدة الجبهات)!
 
 وللمحتفين تمجيداً بالقوة الإسرائيلية وتصويرها على الطريقة الهوليوودية في فيلم رامبو، وكأن كبتاً كان قد حلّ بهم خلال عشرة شهور لينفجروا الان، نسأل:
 
 – هل تم محو كل وجود لحركة حماس في القطاع!؟
– هل تمّت السيطرة على غزة!؟
– هل تم الإفراج عن المحتجزين لدى حماس!؟
– هل تم تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية!؟
– هل تم تهجير سكان غزة إلى سيناء!؟
– هل عاد المستوطنون إلى شمال فلسطين المحتلة!؟
– هل عادت السفن الذاهبة الى موانئ الاحتلال للعبور من البحر الأحمر!؟
 – هل عاد ميناء أم الرشراش (إيلات) للعمل!؟
 – وماذا عن حال الأمن في مدن الاحتلال وحال الكهرباء،ومصير منصات النفط والغاز وخزانات الأمونيا!؟
والان نأتي لمعادلة [3+3+3 = 2334] = معادلة [181 + 194 = 2334] برياضيات العدالة ..
 
كنت قد تناولت سابقاً معادلة [181 + 194 = 2334]  كأضعف الإيمان في محاولة لتحجيم وتحديد كم وكيف التنازلات التي ما فتئت تُقَدّم استرضاءً ل”يهوة” الصهيواوروبيكي .. اما معادلة [3+3+3 = 2334] فتعيدنا لنداءات “ديانا فاخوري” المتكررة والمعجلة، التي ما فتئت لا تنفك تتواصل منذ نيف وعقد من الزمان، بمناشدة “الرئيس الفلسطيني” ليقوم باضعف الإيمان ويتخذ موقفا يطيح ب”صفقة القرن” ويجهضها .. خاطبَتْكَ (وخاطبْتُكَ بعدها) بكل اخلاص أن قم بذلك:
 
 – طلِّق أوسلو ثلاثاً: طلاق البينونة الكبرى!
– تمسّك بلاءات الخرطوم الثلاثة: لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض!
-تمسّك باللاءات الهاشمية الثّلاث: “لا للتّنازل عن القدس المحتلة”، “لا للوطن البديل”، و”لا للتوطين”!
 
 
نعم، من أوسلو الى قرار الكنيست الأخير في السابع عشر من يوليو/تموز الماضي؛ أرضى ويغضب قاتلي فتعجبوا = يرضى القتيل وليس يرضى القاتلُ  — جاءت رياضيات العدالة (181 + 194 = 2334) ولو من الصين – اذ تشق “طريق الحرير السياسي” بالتلازم مع طريق الحرير الاقتصادي – حيث تَضَمَّن بيان الفصائل الفلسطينية الصادر من بكين إشارة واضحة إلى القرارين 181 و194 (التقسيم وحق العودة) بالاضافة الى القرار 2334 (نزع الشرعيّة عن مستوطنات الضفة الغربية والاستيطان في القدس)!
 
أكرر، صحيح ان قرار المحكمة الدولية الاستشاري جاء مُقَيَّداً باطار جغرافي اذ يتناول إجراءات كيان الاغتصاب في المناطق المحتلة عام 1967 .. ولكنه ينطبق ايضا على الأراضي المحتلة عام 1948 بما استند اليه من حيثيات، ومعطيات، ومعلومات، ووقائع قانونية وأسباب موجبة (كمفهوم الوطن الواحد والشعب الواحد) أدت لاتقان الاستدلال على الحكم .. فهل يملك كيان الاحتلال في الأراضي المحتلة عام 1948 شرعيّة لا يمتلكها في الأراضي المحتلة عام 1967!؟ ومن البدهي القول ان السياسة لا تُلزِم القانون وأهله بشيء في غياب ركائز الشرعيّة القانونيّة، والقانون لا يسمو إلا إذا أحسن الفقهاء رسم قواعده ليكون مرآة للحق .. وعليه، ليس هناك غير القرارين 181 و194 (التقسيم وحق العودة) لمعالجة المسألة الفلسطينية وحدود كيان الاحتلال المعترف بها حيث منح القرار كيان الاحتلال نصف الأراضي المحتلة عام 1948 ومنح الدولة العربية النصف الثاني مع الضفة الغربية وغزة، وقرّر تدويل القدس، إضافة لضمان حق العودة إلى أراضي الـ 1948 أمام اللاجئين والتعويض عليهم.
 
من هنا يُحَدِّد “اضعف الإيمان” سقف التنازلات لكيان الاحتلال بنصف الاراضي المحتلة عام 1948 ويقتصر على ذلك بعيداً عن كامل الضفة الغربية بقدسها وغزة واي منطقة عربية اخرى الى جانب حق العودة المشار اليه أعلاه!
 
نعم، تمسّك، أباً مازن، بانسحاب القرار 2334 وانطباقه على الأراضي المحتلة عام 1948 وأعلن معادلة [3+3+3 = 2334] = معادلة [181 + 194 = 2334] برياضيات العدالة .. أعلنها وطلِّق أوسلو ثلاثا .. وليكن اعلان الاستقلال مصحوبا بلاءات الخرطوم الثلاثة .. واللاءات الهاشمية الثّلاث .. أعلن قيام “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة بعاصمتها القدس الشريف!
 
نعم، أرجوك تفكَّر مقولة الامام علي: “إِذَا هِبْتَ أَمْراً فَقَعْ فِيهِ، فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقِّيهِ أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ” .. واذكر انه قَدْ أَضَلَّكم فوقّٓعتم ووقعتم، وَكانَ الشَّيْطانُ الصهيواوروبيكي لِكم خَذُولًا، فَاصْبِحُتم عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ .. فلا تكتفوا اليوم بوقف التنسيق تنفيذا لقرار التحلل من الاتفاقيات مع إسرائيل، واتخذوا مع المقاومين سبيلا!
 
نعم اليوم، وبعد كل ما حصل ويحصل، أرجوك ان أقْدِم .. أعلنها، سيادة الرئيس، واسقط “الصفقة” بقرنها وقرونها .. أعلنها “أبو مازن”، اعلنها واتخذ مع المقاومين سبيلا .. اعلنها وافتح بجزمة الفدائي أُفقا!
 
أعلنها وأعد لنا الروح ونحن نرى المنكر، وأي منكر أعظم من احتلال فلسطين واغتصابها من النهر الى البحر ومن الناقورة الى أم الرشراش؟ لنعمل على تغيير المنكر، فلكم ارتقى الشهداء، ومنهم القائد ابو العبد اسماعيل هنية والقائد فؤاد شكر، قرعا للأجراس مؤذنين باستعادة فلسطين، كل فلسطين، من النهر إلى البحر ومن الناقورة الى أم الرشراش (27،009 كم مربع – متر ينطح متر، كاملة غير منقوصة!) .. ولكم رجوتكم ان اوقفوا “الكوميديا الجاهلية” فقد شبعنا لعباً بين يدي بيرنارد لويس وتوم فريدمان وصحبهما اصحاب بدع وخطط وخدع تفتيت المنطقة طائفيا وعرقيا كي لا تبقى فيها دولة سوى “اسرائيل” .. من زئيف جابوتينسكي الى موشی هالبيرتال وحتى أوباما – و ترامب وبايدن بالتأكيد، سيما وهو يستكمل ذلك بوعده “المبلفر” بخصوص الجولان وغور الاردن! فكفوا عن مراقصة العدم وانسحبوا من اللعب بين أيديهم!
 
‬فها هو “الكنيست الإسرائيلي”، في السابع عشر من يوليو/تموز الماضي، ومن قلب الاحتفال باليوم العالمي للعدالة الدولية، يأبى الا ان يعلن قراره برفض إقامة دولة فلسطينية (يرضى القتيل وليس يرضى القاتلُ)! كان قراراً تم تمريره بأغلبية ساحقة في ظلّ معارضة 9 نواب عرب فقط، الامر الذي يعكس التقاء الائتلاف الحاكم والمعارضة ويشكل تحالفاً شاملاً بين مختلف الأطياف السياسية في دولة الكيان!
 
 ولم يكن هذا القرار وليد الصدفة، بل هو جزء من استراتيجية “إسرائيلية” معروفة تهدف إلى تقويض حلّ الدولتين وتجعل من قرارات الامم المتحدة والمؤسسات الدولية الداعمة لفلسطين مجرد حبر على ورق .. فمثلاً (أكرر مثلاً) خلال العام الحالي فقط، استولت “إسرائيل” على 40 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين، وأقامت 20 بؤرة استيطانية جديدة .. نعم، لم تعبأ دولة الكيان ببلاغة البيانات عن تفعيل المقاطعة العربية وما برحت تتحدى وتقضم ونحن ننحني و نغض .. غيّرت الجغرافيا، والديموغرافيا في الضفة الغربية بما فيها القدس وفي الجولان، وصادرت الأراضي، واستولت على المياه، وفرضت الحصار الوحشي على مناطق باكملها، وهجّرت، واعتدت، وزرعت المستوطنات، ورمت الأحرار في السجون والمعتقلات .. ازداد عدد المستوطنين في الضفة الغربية من 100,000 قبل المبادرة العربية ليتجاوز ال 500,000 بالإضافة الى 300,000 في القدس الشرقية حالياً. كما تعمل دولة الكيان على بناء 7,300 وحدة سكنية في الجولان السوري المحتل ليصل عدد المستوطنين الى 50,000 خلال 5 سنوات!
 
كفانا نبشاً في القواميس اللغوية وتنقيباً عن المصطلحات البلاغية .. لا تنضحوا فلسفةً وعودوا الى التطبيقات العملية ب”حماس” واقرؤا المائدة – 56، والمجادلة – 22 .. وبعد، هل يحتاج دمٌ بهذه الكثافة والطهارة والقداسة أن نُقلِّب معاجمنا في حيرة وارتباك!؟ نعم، انه الدم النقي المبارك الجبار قاهر السيف .. واذكروا ان أي بوصلة لا تشير الى القدس تبقى مشبوهةً ومُخادعةً ومُضَلِّلَةً ..
 
“ديانا”: الكلمات في مأزق واللغة في ورطة .. أنت بشارتنا الكبرى؛ نحن محكومون بالنصر – نحن امام احد خيارين لا ثالث لهما: فأما النصر وأما النصر .. نصغي لصدى خطواتِكِ فى أرض فلسطين ونردِّد مٓعٓكِ:
 
الدائم هو الله، ودائم  هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
 
الياس فاخوري
كاتب عربي أردني

 

التعليقات مغلقة.