أهلا حلب.. الإرهاب يتقهقر في سورية / جهاد المنسي

357

جهاد المنسي ( الأردن ) – الأربعاء 26/2/2020 م …
جاءت عودة كامل اراضي مدينة حلب بما فيها الطريق الرابط مع العاصمة دمشق للسيادة السورية، لتثير حفيظة الداعمين والراعين للإرهاب الداعشي أبرز أولئك البكائين كان الكيان الصهيوني ودولا غربية ومناصريهم من شعوب العرب، وذاك البكاء والعويل الذي لمسناه أظهر أن الدولة السورية تستعيد عافيتها، وفرص سيطرتها على كامل الأرض السورية تسير في الاتجاه الصحيح.
فإعادة مدينة حلب بالكامل لحضن الدولة السورية، والانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في ريف إدلب ومحاصرة الإرهابيين في المدينة يدفعنا للتفاؤل بأن تخلو بلاد الشام بالكامل من سرطان الإرهاب الذي تجلى بجبهة النصرة وداعش وغيرها من تنظيمات متطرفة زرعت على أرض الشام من قبل دول وكيانات مختلفة، كان هدفها زعزعة استقرار المنطقة.
نقول إن حالة العويل التي لمسناها بعد اندحار الإرهاب والتي جاهد أصحابها لاستدرار عطف العالم، تارة بغطاء حقوق الانسان، وأخرى بشعارات ديمقراطية زائفة يستحضرها الغرب لاختراق منظومات الدول النامية لفرض سياسته الاستعمارية والانفصالية عليها، وهو في الوقت عينه يغض النظر عن ممارسات الكيان الصهيوني الفاشي بحق الشعب الفلسطيني، ويزعزع الديمقراطية في فنزويلا لأن الرئيس المنتخب ديمقراطيا لا يدور في فلك واشنطن، ويعقد اتفاقيات مع طالبان الإرهابية دون اكتراث للديمقراطية التي يتحدث عنها، هذا الغرب يستحضر الديمقراطية عندما يكون ذاك يصب في مصلحته الرأسمالية، ويشيح الوجه عن الديمقراطية عندما تخالف إفرازاتها رغباته وأهواءه ومعتقداته.
نعم نريد ديمقراطية، ولكننا نريدها نتاجا محليا وليس غربيا، ديمقراطية تحافظ على مقدرات الشعوب ولا تزعزع استقرارها، ديمقراطية تحفظ حقوق الجميع دون استثناء وتراعي الفسيفساء الديني والطائفي وتحافظ عليها، ديمقراطية وطنية ليست غربية، ديمقراطية تؤمن ان الكيان الصهيوني عدونا الاول وان فلسطين محتلة، ديمقراطية تؤمن بالمقاومة وحق الشعوب بأرضها، بالمختصر الديمقراطية التي تأتي من فوهة دبابة الغرب ليست هي الديمقراطية التي نسعى اليها، فديمقراطيتهم المزعومة تسعى لفرض إرادة الغرب وفرض استعمار جديد على المنطقة بشكل مختلف.
العالم الغربي وخاصة الولايات المتحدة الاميركية عليهم ان يعوا ويفهموا ويستوعبوا أن دعايتهم الإعلامية ومحاولاتهم الطائفية والعنصرية والفئوية والإثنية والدينية باتت غير مقنعة لشعوب المنطقة بمختلف مكوناتها، وان محاولات الفتن الطائفية والمذهبية التي جهدت الولايات المتحدة الاميركية لزرعها في خلد شعوب المنطقة باتت مكشوفة، أما النذر اليسير من أفراد تلك الشعوب الذي يستحضر الطائفية في خطابه او يؤمن بها فإنهم باتوا منبوذين بين شعوبهم، لا يقنعون احدا ولا يتبع رأيهم احد.
فالشعوب باتت تعرف ان الغرب وخاصة واشنطن تكيل بمكيالين، وان شعارات حقوق الانسان والديمقراطية التي رفعت إبان (ربيع العرب) لم تكن سوى وسيلة لتفتيت دول وسرقة مقدراتها، وغرس الكيان الصهيوني بالقوة في المنطقة، فضلا عن تشويه الدين من خلال استحضار ودعم تنظيمات اصولية متشددة وإيجاد بيئة لها تحت مسميات مختلفة، تارة باسم القاعدة، وأخرى باسم داعش، وثالثة باسم جبهة النصرة، وجميعها دون استثناء وجدت دعما ورعاية من واشنطن ومن حلفائها في الإقليم، وما علينا إلا استذكار حملات الدعم اللوجستي والمالي التي وجدتها القاعدة وبعدها داعش والنصرة من واشنطن وغيرها، وكلها كان هدفها وما يزال خلق حالة انشطار فكري وعقائدي وإبعاد الناس عن التفكير بما يفعله الكيان الصهيوني من ممارسات ارهابية وعنصرية بحق الشعب الفلسطيني.
لهذا كله من حقنا أن نفرح عندما تعود الدولة السورية لفرض سيادتها على أرضها، ولهذا كله نطالب وبقوة بانسحاب أي قوة خارجية دخلت الأرض السورية دون إذن وموافقة دمشق، ولهذا كله نقول لأولئك البكائين كفاكم عويلا فقد اندحرت مخططاتكم وباء فكركم.