الياس فاخوري يكتب: “طوفان الأقصى” = النكبة “الاسرائيلة” (نتنياهو: “نحن نخوض حرب الاستقلال الثانية”) .. اتفاق الهدنة والتبادل
 = إعلان فشل حرب بايدن/نتنياهو (المفتوحة حتى اجتثاث حركة حماس) ..

2٬892
الياس فاخوري ( الأردن ) – الخميس 23/11/2023 م  …

(==) حيثما وردت كلمة ” ديانا ” في مقالات الكاتب، فهي تعني تحديدا زوجته الراحلة الكبيرة والمفكرة القومية ، شهيدة الكلمة الحرة والموقف الوطني ” ديانا فاخوري “… والصورة أعلاه لهما معا …

“طوفان الأقصى” = النكبة “الاسرائيلة” (نتنياهو: “نحن نخوض حرب الاستقلال الثانية”) ..
اتفاق الهدنة والتبادل
 = إعلان فشل حرب بايدن/نتنياهو (المفتوحة حتى اجتثاث حركة حماس) ..
 
منذ ساعة 7 أكتوبر/تشرين الأول، كتبت عدة مقالات وبعض المنشورات والتغريدات اذكر منها:
 
■ الغاز غزة، وغازها، والغزو .. الشيطان في حضن يهوه .. والمقاومة هم المفلحون (المجادلة – 22) وهم الغالبون (المائدة – 56) وقد اسقطوا “اسرائيل” الوظيفة والدور وجعلوا منها عبئاً استراتيجياً!
 
■ من يَفرض على “الأمم المتحدة” وريثة “عصبة الأمم” الاعتذار عن “صك الانتداب البريطاني” علی فلسطين وازالة اثاره؟! ومن يَفرض على بريطانيا الاعتذار والعودة عن “وعد بلفور” وإزالة اثاره؟!
 
■ ساعة 7 أكتوبر/تشرين الأول .. “وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ” (ص – 20) 
 
■ هل يدرك المخططون الاستراتيجيون الأميركيون أن ساعة 7 أكتوبر/تشرين الأول قد أطاحت ب”اسرائيل” الوظيفة والدور وجعلت منها عبئاً استراتيجياً!!؟
 
■ ماذا أُحدّث عن غزة .. حكاية النصر والعزة؛ ساعة 7 أكتوبر/تشرين الاول في خاطري وخواطر “أُخاطبها” بها!
 
 
كنتُ قد بدأتها مع أبينا آدم، فغبطته وقد تيقّن ان اي كلمة تخرج من فمه لم يسبقه اليها بشر! فماذا أُحدّث عن غزة – يا اخوتي – في غمرة التحليلات الاستراتيجية والجيوسياسية والعسكرية وبعضها أسير التمنيات، وبعضها تحكمه المخاوف، وبعضها حبيسمها معاً!
 
و”يطوف الاقصى” ضرباً للطغيان الصهيواوروبيكي لنقرأ الآية 46 من سورة القمر:”بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ”!
 
 
■ واليوم استطرد باستكمال عنوان المقال، اولاً:
 
● “طوفان الأقصى” = النكبة “الاسرائيلة” (نتنياهو: “نحن نخوض حرب الاستقلال الثانية”).
● اتفاق الهدنة والتبادل
 = إعلان فشل حرب بايدن/نتنياهو (المفتوحة حتى اجتثاث حركة حماس وإنهاء وجودها العسكري ومؤسساتها الحكومية، والإفراج عن الرهائن دون مقابل ودون قيد أو شرط).
 
 
هذا “نتنياهو” يُعلن في ردّ فعل انتقامي غاضب على “طوفان الأقصى” : “نحن نخوض حرب الاستقلال الثانية”!
الا تلخص هذه الجملة الإنجاز التاريخي العظيم الذي حققته المقاومة اذ تمت أصابة “الكيان” في مقتل وتم اقتلاع فكرة تأسيسه عام 1948 من جذورها.. الا يعني ذلك الاقرار بنكبة معكوسة؟
 
ثم الم تنسحب “إسرائيل” من قطاع غزة عام 2005 اذ أخفقت في تجفيف منابع الصواريخ منتجات ورش الحدادة المتواضعة حينها؟ يومها، أطلقت “اسرائيل” على عملية الانسحاب تلك “خطة فك الارتباط الأحادية الجانب”، وأخلت معها 8,000 مستوطن كانت قد استحدثت لهم مستوطنات في بدايات التسعينات! 
 
وبعد، الم يدخل نتانياهو غزة بسقفٍ عالٍ يتمثل ب”سحق حركة حماس وقتل قادتها وتحرير الأسرى”!؟ وسقفه اليوم كيفية الخروج من قطاع غزة بعد ضمان تسليم الحكم فيه ل”اغيار” حماس!
 
 
■ “اعقلها وتوكل”، ثانياً:
 
يبلغ تعداد المسيحيين والمسلمين في العالِم  4.5 مليار شخص (المسيحيون: 2.5 شخص/المسلمون: 2 مليار شخص) فيكون عدد الصلوات المتوقعة يومياً 22.5 مليار صلاة (لتتجاوز التريلون صلاة منذ بدء الحرب الهمجية البربرية المتوحشة على غزة) الى جانب الادعية التي يصحبها اليقين. الدعاء عبادة، والصلاة أوسع عبادة وأجمل دعاء .. فهل  يغني ذلك عن السعي والحركة:
 
“وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ” (النجم – 39) “وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ” (النجم – 40)
 
 
فمن شروط التوكل اقترانه بالسعي والعمل وبذل الجهد ولا يتحقق معناه بغير ذلك .. ف”اعقلها وتوكل”! يُروى ان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لقي ناساً من أهل اليمن فقال من أنتم ؟ قالوا نحن المتوكِّلون ، قال : “بل أنتم المتواكلون؛ إنما المتوكل الذي يلقي حبَّه في الأرض ويتوكل على الله عز وجل”!
 
 
اما المقاومة ورجالها في الميدان فقد أحسنوا التوكل وعملوا بمقتضى الآية الكريمة: “وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ .. ” (الانفال – 60) .. اخذوا حِذْرَهمْ ونفِرُوا “ثُبَاتٍ أَوِ جَمِيعًا” (النساء – 71) إيماناً بقوله تعالى:”وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ” (التوبة – 105)
 
قاموا بإلقاء “الحبوب في الارض”، وانتفضوا على لوثة القبيلة، وخرجوا من ايام داحس والغبراء، واستفاقوا من الغيبوبة العثمانية التي دامت قروناً أربعة .. لم ينزلقوا الى الغيبوبة الأميركية بمخططها الجهنمي والصيرورة الجحيمية، بل قاموا بتهذيب مخالب دول محور الشر التكنولوجية الهائلة!
 
 
 تمردوا على العقل الإغاثي ومنطق التعطّف والتحنان وكأن القضية الفلسطينية مجرد كارثة طبيعية بلا مضمون سياسي .. أعلنوا العصيان على سياسات الشفقة والتعاطي “الإنساني” العاطفي!
 
خبروا الارض ذلولاً ومشوا في مناكبها فاعترف المتحدث العسكري الإسرائيلي بالقتال الشرس الذي يدور في شمال غزة (مثلاً) كدليل على مدى عِظَم الورطة التي جرّته المقاومة اليها، بعد أن أغرقته في رمال غزة وانهكت اقتصاده .. وها هم يُذيّلون بتوقيعهم صورة الإنجاز المتمثل بإسقاط أهداف العدوان، ومن خلفه كل الدعم الغربي، وإجبار المعتدين جميعاً على التسليم بأن هناك موازين قوى جديدة باتت تحكم معادلات الأمن القومي، والامن الإقليمي.
 
جعلوا المنطقة تعيش أياماً تاريخية تحمل معها صورة الارتباك “الإسرائيلي” بإسقاط طائرة “هيرمز 450 الإسرائيلية”، وتقليم الأظافر التكنولوجية الصهيواوروبيكية في منطقة إصبع الجليل .. ولا يخفى تفاقم مأزق العدو الصهيوني والقلق الأميركي بالاسناد الاستراتيجي الفعلي من المقاومة، وتزايد قوة ضرباتها .. اثبتوا ان توحد مسرح العمليات مع تعدّد الجبهات المتساندة يرسم الطريق إلى التحرير حيث يؤسس مسرح عمليات المقاومة غربي آسيا ونجاح الجبهات المتعددة لمرحلة جديدة في المنطقة يتمثل أهمّها بسقوط السياسة الاستعمارية القائمة على التجزئة والتفتيت .. مسرح عمليات يشمل العراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن (لتُرسي “أنصار الله” معادلتها: البحر الأحمر مقابل غزّة) بعمق استراتيجي يتمثل بإيران شرقاً .. مسرح عمليات يشكل (رغم تفاوت القدرات والمساحة) رداً ميدانياً واستراتيجياً على مسرح عمليات القيادة الوسطى الأميركية التي تعمل على اغتصاب الظروف التي تجعل من هذا المسرح ميداناً عملانياً نشطاً يشهد عمليات منسقة او متنوعة بحجة الحيلولة دون توسّع الحرب!
 
 
المقاومة – إذن – واجب اخلاقي، والتزام مبدئي انساني، ومسؤلية قومية، وممارسة وطنية عملانية، وفعل إيمان حضاري يراه بعض العلماء “فرض عين” واجب على الأمة جمعاء، فالمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض “وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ” (الانفال – 72)، ولا نرى عذراً للمتقاعسين تصديقاً لقول الله تعالى “لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً”(النساء – 95) 
 
 
فيا هادي الثقلين، هل من يُبَشِّرُهم ب”الصف – 13” لنقرأ باسمك: “نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ”!
قرأتها “ديانا” وهزمتك، يا موت، وانتصرت روحا نقيّا كالسَّنا .. انتصرت ب”ابناء العبور، رجال الله في الميدان” لتشيــر إلـى الدنيـا بوجـهٍ ضـاحكٍ — تملأ الندى بشاسةً وهدىً، وتجعل الدمع سنابل، وتطلـع عـلى الـوادي شُـعاعَ رجاء ..
الدائم هو الله، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
 
الياس فاخوري
كاتب عربي أردني

التعليقات مغلقة.