الأردنية الدكتورة ديما التل تبدع في علاج الإعاقة والتوحد وأمراض نفسية دون أدوية

363

مدارات عربية – الأربعاء 20/9/2023 م …

تعد الدكتورة الأردنية ديما التل التي إنطلقت بمعالجتها لأطفال التوحد والمرضى النفسيين والمصابين بأمراض عقلية من الأردن إلى فضاء العالمية حيث تعتبر واحدة من المتميزات والناجحات في التعامل مع المصابين بالأمراض العقلية رافعة شعار أن لابد لكل إنسان أن يترك أثرا إيجابيا في نفوس الآخرين ومن هنا حملت على عاتقها إيصال رسالة انسانية بحته مفادها الطرق السليمة في علاج المرضى ممن يعانون من إضطرابات عقلية ونفسية شديدة لا سيما مرضى التوحد وخاصة الأطفال منهم ،حملت على أكتافها همومهم ومعاناته لتكون بالقرب منهم في جلسات علاجية تمتد أحيانا لأكثر من ثمانية ساعات في حجرات علاجية حريصة عليهم في تفهم ميولهم ورغابتهم التي أسهمت في علاج فئة منهم تعايشت معها الدكتورة التل لأبعد الحدود .

من الحقوق إلى علاج مرضى الاضطرابات العقلية والنفسيين
وفي لقاء إعلامي مع الدكتورة ديما التل التي درست الحقوق مدة أربعة سنوات في إحدى الجامعات بوطنها ثم انتقلت إلى دراسة علم الاجتماع لتجد نفسها تميل إلى التعامل مع أطفال التوحد والمرضى الذين يعانون من أمراض نفسية وإضطرابات عقلية ،حيث أنها وجدت نفسها معهم فتعلقت بهم وتعاملت معهم بطرق علمية معتمدة بذلك على تقوى الله ومخافته والصبر وضميرها الحي معتمدة بكل فخر على هذه الثلاثة مبادئ الرئيسية التي طبقتها في حياتها غبر رحلتها معهم خلال 7 سنوات مضت حصدت فيها نتائج إيجابية بعلاجهم، وقالت د. التل إن مبادئها الثلاث هي أولا تقوى الله ومخافته في التعامل معهم ثم الصبر والتحمل وثالثا الضمير الحي الذي يعيش داخلها لهذا نجحت في علاجهم دون اللجوء للأدوية والعقاقير إلا في حالات نادرة مثل وجود شحنات كهربائية أو معادن مرتفعة في دماغ المريض .

وفي ردها على سؤال عن سبب عدم وجودها بين المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي قالت :أنا أفضل دوما أن ارى نتائج العلاج وأنعكاساته على المرضى دون حب في الظهور على تلك المواقع، مشيرة إلى انها إنسانة طبيعية تفتخر بذاتها وبوطنها وبفريق العمل الذي يرافقها في تتبع بعض الحالات المرضية في وطنها أو خارجه ليكون ذلك متوازنا مع ثقتها بنفسها وبتعاملها مع هذه الفئة من المرضى النفسيين وأصحاب الهمم ممن يعانون من التوحد بوجود الأهالي الذين يتفهمون ويقدرون طبيعة عملي بما يسهم في تحسن أحوال أبناءهم المرضى بعد ظهور النتائج الواقعية في ذلك .

لا أحبذ التعامل مع مواقع التواصل الإجتماعي
وأكدت أنها لا تحبذ وجودها على بعض منصات مواقع التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب لشرح طرق العلاج أو لإكتساب الشهرة فهي ليست فنانة أو تبحث عن المجد اللحظي الذي يزول بعد المشاهدة للمشهد منوهة بقولها:” أنا كإنسانة وطبيبة طبيعية ولست قادمة من المريخ أو كوكب آخر، أنا إنسانة تغمرني السعادة والبهجة وأشعر بالفخر في التعامل مع هذه الفئة التي تحتاج تعاملا خاصا من قبل كافة فئات المجتمع .”

وأجابت التل عن سؤال حول تأثير البقاء لمدة 8 ساعات مع بعض الحالات وأثره على حياتها الشخصية والبدنية مؤكدة أنها تؤمن أن لكل إنسان مبادئ وقيم يطبقها بحياته كي يكون لها أثر أيجابي في نفوس الآخرين من تلك الفئات والحالات المرضية، لافتة بأن الأثر الذي ينعكس عليها في الجهد الكبير المبذول الذي يفقدها الوزن لجسمها وتغير في ملامح وجهها المنهكة من فترة العلاج لهؤلاء لمدة طويلة .

مشيرة إلى أن الأثر الإيجابي والنتائج الإيجابية التي تحصدها تجعل منها إنسانة بكل ما تعني الكلمة من معنى له أثر إيجابي وديمومة أكثر دون النظر والسعي لتحقيق مكاسب مادية للوصول لأهداف خاصة لا تخدم المجتمع .

ونوهت التل بأنها تواجه بعض التحديات في تعاملها أحيانا مع بعض افراد المجتمع وأولياء أمور المرضى لعدم تفهمهم لمراحل علاج أبناءهم وما يحتاجونه من الصبر والتحمل وإدراكهم للتغيير الواضح على أبناءهم بعد تلقي العلاج النفسي لهم بطرق علمية بحته مع فريق العمل الطبي المساعد لها .

التقبل للعلاج وطرق العلاج النفسي
وأشارت الدكتورة ديما التل إلى أن هناك فرق عمل علمية ترافقها في رحلة العلاج للمريض العقلي أوالنفسي وتلاقي العديد من الحالات تقبلا وقبولا لطرق التعامل معها ،ذلك لأن الأمر هام في سبل تحقيق الهدف وهو تشافي المرضى من خلال طرق التعامل معهم ،منوهة إلى عملها معهم يتطلب ضرورة وجود فرق علمية لذلك سواء كانت هذه الفرق مؤهلة أكاديمياً أو طبياً وهذا من الأهمية بمكان كي يسهم في تعزيز المرضى وظهور تحسن حالتهم إيجابيا بنتائج ملموسة نحو الأفضل لينخرطوا مع أفراد المجتمع بشكل طبيعي لاسيما بعد ظهور النتائج الإيجابية على الحالات المرضية وتتبع ذلك من قبل عائلاتهم .

تكريم وإشادة بمجهوداتها
وبينت الدكتورة التل أنها حصلت على الكثير من الدروع والأوسمة وشهادات التقدير وتعتبر هذا التكريم لها وسام شرف حصلت عليه في إحتفالات وطنية بالأردن عديدة وفي الإمارات كذلك .

موضحة أنها كرمت في العديد من المناسبات والاحتفالات في دولة الإمارات وقد كرمها عدد من الشيوخ بأبوظبي ودبي والشارقة وعجمان، مشيدة بدولة الإمارات العربية المتحدة بإعتبارها الدولة الوحيدة في العالم العربي التي دعمت مشروعها في طرق علاج المرضى النفسيين والمرضى الذين يعانون من التوحد، وهي سباقة في طرق علاجهم علميا ونفسيا بعد دولة إيطاليا وأكسفورد في بريطانيا ما أكسبها عالمية وسبق علمي بهذا المجال .

إشادة أكاديمية وعلمية
ونوهت الدكتور التل إلى السعادة التي تشعر بها حين يتقدم لها ذوي المرض بالشكر والعرفان بجهودها في علاج أبناءهم مؤكدة أنها يعربون لها عن فخرهم بها لما تقوم به من عمل علمي نفسي يسهم في تعافي أبناءهم معربة عن شكرها لكل من يتفهم وضع هذه الحالات المرضية ويتعامل معها بإنسانية بحته .

التعليقات مغلقة.