الياس فاخوري* ( الأردن ) – السبت 13/5/2023 م …
* * ملاحظة من المحرر: حيثما وردت كلمة ” ديانا ” في مقالات الكاتب، فهي تعني تحديدا الراحلة الكبيرة المفكرة القومية ، شهيدة الكلمة الحرة والموقف الوطني ” ديانا فاخوري “.
المقاومة تواصل التقدم في العمق وعلى الاطراف والصواريخ تصل القدس وجنوب تل أبيب، الاشتباك لا يهدأ والعدو ما فتئ يألم، والضفة تواكب غزة، ووحدة الساحات تتعزز .. فشل القبة الحديدية ومقلاع داوود وترميم القدرة على الردع فارتياع وهرب: المستوطنون الى ألملاجئ، الخبرات، والعقول، والشركات والودائع الى نيويورك ولندن وبرلين .. هجرة عكسية وارتباك في مطار اللد فإطاحة بالثالوث الاقدس للكيان الاسرائيلي المؤقت: الأمن، والاستقرار، والرخاء الاقتصادي!
هل تنازلت النجوم عن عرشها لصواريخ المقاومة في سماء فلسطين فيعم الرعب شوارع الكيان، وعلى مقاعد الوزراء ورئيسهم، وفي أًروقة البيت الأبيض وداعمي الكيان الغاصب!؟
ثم ماذا عن منصات الغاز الاسرائيلية العشر في البحر المتوسط التي تنتج مليارات الدولارات!؟ هل تكون ضمن بنك الاهداف الحساسة المواتية الذي تستهدفه الصواريخ والطوربيدات الفلسطينية!؟
دققوا في مسار المواجهة يتبدى لكم تفوق المقاومة على الصعيدين الاستراتيجي والتكتيكي في هذه الجولة حيث ترون الكيان المؤقت يقف على قدم واحدة بانتظار الرد منذ بدء عدوانه حتى انطلاق الصاروخ الأول .. لكنه يبدو مرتاعاً، هلعاً، مرعوباً امام تطورات التصدي والمجابهة وتوطيد وحدة الساحات .. ترونه يقعد القرفصاء او جاثياً على ركبتيه مع استمرار المواجهة ..
أما “ديانا” فما زالت تصر “ان الأبواب تولول، والمدينة تصرخ”:
“انه المأزق الوجودي ذاته – تؤكد “ديانا” – من أينشتاين الى نتنياهو الى عامي أيالون مثلا (ضع عشرات الخطوط تحت كلمة “مثلاً” – أضف جدعون ليفي، شلومو ساند، يوڤال ديسكين، مئير دوغان، أمنون ابراموڤيتش، افراييم هليفي، كارمي غيلو، روني دانييل، بيتي موريس – مثلاً أيضاً)، كما بيّنت “ديانا” في عدة مقالات سابقة حيث تطرقت لإفيغدور ليبرمان الذي يُصر على طرح السؤال: إذا كان هذا هو حالنا في مُواجهة “حركة حماس” فكيف سنستطيع خوض حرب ضدّ إيران و”حزب الله” الى جانب توثيقها للمصارحة التي تمت بين غولدمان وبن غوريون!
وها هو الاستاذ “زهير أندراوس” يلاقي “ديانا” وقد. اشار بالامس لكتاب “اختراع الشعب اليهوديّ” (The Invention of the Jewish People) للبروفيسور “شلومو ساند” (Shlomo Sand) من جامعة تل أبيب حيث يخلص “ساند” إنّ الرواية التاريخية الصهيونية بدأت تتفسخ في نهاية القرن العشرين في إسرائيل نفسها وفي العالم وتتحول إلى مجرد خرافات أدبية تفصلها عن التاريخ الفعلي هوة سحيقة يستحيل ردمها مضيفاً ان “الحقائق الأركيولوجية الدامغة على الأرض تؤكِّد أنّ إسرائيل أُسست على أسطورة وأكاذيب تاريخية صنعتها الصهيونية العالمية لاحتلال فلسطين لزرع كيانٍ غريبٍ يملك القوّة العسكريّة ويخدم الغرب.”
وهنا لا بد من العودة لقول “ديانا” ان فلسطين هي خط التماس بين الأرض والسماء .. ووجود اسرائيل يرتكز الى وعلى سرقة ومصادرة الأرضِ الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني وهذه هي النكبة .. وجود اسرائيل هو المرادف الطبيعي للنكبة العربية الفلسطينية .. وعليه فان ازالة النكبة ومحو اثارها يعني بالضرورة ازالة اسرائيل ومحوها من الوجود – لا تعايش، نقطة على السطر .. وصرخة من سميح القاسم:
تقدموا، تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم، وكل ارض تحتكم جهنم
تقدموا
يموت منا الطفل والشيخ، ولا يستسلم
وتسقط الام على ابنائها القتلى، ولا تستسلم
تقدموا، تقدموا
بناقلات جندكم، وراجمات حقدكم
وهددوا، وشردوا، ويتموا، وهدموا
لن تكسروا اعماقنا، لن تهزموا اشواقنا
نحن القضاء المبرم
ما زلت أُصغى لصدى خطواتِكِ – ديانا – فى أرض فلسطين واردد مٓعٓكِ:
نحن القضاء المبرم ..
الدائم هو الله، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
*الياس فاخوري – كاتب عربي اردني
التعليقات مغلقة.