هل هي صحوة ضمير من الامم المتحدة ام ماذا ؟ / كاظم نوري

395

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 7/4/2023 م …

كشفت منظمة  الامم المتحدة في تقرير لها في الذكرى السنوية ال” 20″ لغزو العراق واحتلاله  جرائم الجيش الامريكي والجيش البريطاني  والاختفاء القسري لالاف المواطنين العراقيين واقامة السجون التي تشرف عليها المخابرات الامريكية وقوات الجيش  البريطاني والامريكي والشركات الاجرامية المتعاقدة معهما امثال ” بلاك ووتر سيئة الصيت وغيرها.

وقدرت الامم المتحدة في تقريرها عدد الذين اسرتهم القوات الغازية بنحو 200 الف عراقي دون امر قضائي ورمت بهم في  السجون التي اقامتها لهذا الغرض في البصرة وبغداد وغيرها من المدن العراقية اتي احتلتها  .

التقرير تحدث ولاول مرة  عن تعرض العراقيين الى التعذيب في السجون الامريكية بالعراق وانتهاك  حقوق الانسان لكنه لم يتطرق الى الكارثة التي حلت بالشعب العراقي جراء استخدام سلاح اليورانيوم المنضب الذي تسبب في انتشار امراض خطيرة في صفوف العراقيين من بينها سرطانات اصابت الاطفال والولادات الجديدة المشوهه  فضلا عن انتشتار العقم في صفوف الشباب.

اليورانيوم المنضب قدمته لندن التي شاركت قواتها بالغزو الى كييف في حربها ضد موسكو.

واوردت الامم المتحدة في تقريرها  وسائل التعذيب في سجن ابو غريب كمثال على الاجرام الامريكي مؤكدة انه حتى الجنود العاديين بالجيش الامريكي كانوا يستجوبون المعتقلين العراقيين ومعظمهم من المدنيين فضلا عن مشاركة وكالة الاستخبارات الامريكية والاستخبارات العسكرية والشرطة العسكرية والعمليات الخاصة وحتى المقاولين الذين ارتكبوا انتهاكات لم يعد تخفيها العبارات  المنمقة بل كانت تعذيبا ممنهجا.

وقدر التقرير مقتل مابين 550 الفا و580 الفا من العراقيين .

 لقد تشجعت الامم المتحدة في نشر هذا التقرير مستفيدة من مذكريات ايكيوس  كما يبدوا بعدان شعرت ان الولايات المتحدة هي الان في اسوا حالاتها واخذت تتخبط  محاولة جر العالم الى كارثة نووية جراءسياستها اللامسؤولة ازاء الوضع في اوكرانيا واندفاعها الهستيري لدعم المتصهين زيلنسكي عميل الغرب بلا منازع.

ونقل التقرير عن الدبلوماسي المخضرم والمفتش السابق رولف ايكيوس في كتاب اصدره بهذا الشان  ان ادارة بوش الابن تجاهلت خطة لتجنب غزو العراق عام  2003وفضح ايكيوس في  كتاب اصدره بهذا الشان ان ادارة بوش كات تصر على الحرب التي كان بالامكان تجنيب العالم ويلاتها وفي المقدمة شعب العراق.

واشار ايكيوس  في كتابه انه قدم تقريرا خال من الضبابية او المعلومات وان كل شيئ كان معلوما حول قدرة امتلاك الاسلحة المحظورة وان ليس لديه اسلحة وهو ما كشفت عته عملية الغزو التي دمرت البلاد برمتها.

يتم نشر مثل هذا التقرير الخطير وللمرة الاولى في تاريخ العراق الذي تحكمه زمرة ضالة لاتلتفت الى الخراب والدمار الذي حل بالبلاد وامضوا كل سنوات حكمهم يقبعون الى جانب سفارة من ارتكب هذه الجرائم في المنطقة الخضراء ينعمون   بالاموال  التي  سرقوها من العراق والحمايات.

 ولزموا  الصمت  اي اخرسوا حتى اصحاب الالسنة الطويلة الذين صدعوا رؤوسنا بالوطنية ومحاربة الفساد الذي يعشعش من قمة الهرم الى القاعدة وتحول العراق الى مجرد بلد ينخره الفساد المالي والاداري و ينظر له العالم والدول الاخرى بمنظور ” قصص وروايات علي بابا” بعد ان اصبح كل مسؤول منذ عام 2003 وكل جماعة او حزب وليس هناك مفهوما يطلق على مثل هذه التجمعات احزاب  كونها لاتمتلك نظاما داخليا  او برنامجا سياسيا وهو متعارف عليه في الاحزار انها مجرد مافيات اصبح  كل مسؤول منتفخ الاوداج من السحت  الحرام ويواصل  ترديد ” محاربة الاستعمار ويردد شعارات الوطنية علما اننا لم نلمس ان هناك بين هؤلاء مواليا للعراق بل كلهم دون ان نستثني احدا في قارب واحد  لابد وان تجرفه تيارات الجياع والمظلومين الى المياه الاسنة يوما ما بعد ان وصل السيل الزبى.

اين هؤلاء من هذه الجرائم التي ارتكبتها ” ماما امريكا” التي لن يتردد مسؤولوها عند زيارة العراق و ان يطلقوا مصطلحات الاهانة والتوبيخ بوجوه هؤلاء الذين  ادمنت جلودهم على  تحمل ذلك برحابة صدر دون ان تتحرك ضمائرهم يوما  لانهم باتوا بلا ضمائربعد ان ركنوها على الرفوف  امام الكارثة التي لحقت بالمجتمع العراقي الذي جرت عملية  تدميره بصورة مرتبه وفق مخطط اعداء العراق شارك فيه متسلطون في الحكم  الذي اعقب غزوعام 2003  ونجحت مع الاسف في  تمزيق نسيجه الاجتماعي والكل يتفرج على الكارثة بلا وجل رغم مرور عقدين من السنين على الغزو .