محو بلدة حوارة الفلسطينية أو محو إسرائيل بكاملها /  فوزي بن يونس بن حديد

407

البغدادي، أسطورة أمريكا وإسرائيل الأولى في العالم / فوزي بن يونس بن حديد –  مدارات عربية

فوزي بن يونس بن حديد – السبت 4/3/2023 م …

[email protected]

طالب وزير المالية الصهيوني اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إثر مقتل صهيونيين مستوطنين في بلدة حوارة بالضفة الغربية ، الحكومة الإسرائيلية بمحو البلدة من أساسها وتسويتها بالأرض عقابا وردًّا على هذه العملية، ظنا منه أن ذلك يمكن أن يُلجم تحركات المقاومة الفلسطينية التي تستعر يوما بعد يوم بعد المضايقات والاعتداءات المتكررة من الجيش الصهيوني والمستوطنين الصهاينة على الفلسطينيين الأبرياء، لا سيما وأن هذه العملية جاءت في وقت يجتمع فيه فلسطينيون وإسرائيليون وأمريكيون وأردنيون للبحث عن مسار للتهدئة بين الجانبين.

ورغم أن محاولة المفاوضات قد تمت في مدينة العقبة الأردنية بإشراف أردني رفيع المستوى إلا أن الفصائل الفلسطينية المقاوِمة وصفتها بالعبثية التي لا يَنتج عنها شيءٌ يُذكر على الأرض حتى ولو جامل الكيان الصهيوني الولايات المتحدة الأمريكية وحضر الاجتماع وأبدى استعداده الجزئي للتعاون في هذا الملف الذي يبدو أنه يسير نحو التصعيد والتعقيد في ظل حكومة صهيونية متطرفة إلى أبعد حدّ يمجّها حتى الشعب الإسرائيلي نفسه.

وقد جاءت هذه الدعوة لتعبّر عن مدى حقد المتطرفين الصهاينة على العرب الفلسطينيين في الداخل والخارج، وجنوحهم نحو العنف الشديد لا سيما التصريحات التي تأتي من حكومة بنيامين المتطرفة وتدعو إلى مزيد من الإجراءات والعقوبات المشدّدة على الفلسطينيين، فمنذ أن وصلت هذه الحكومة إلى سدّة الحكم وهي تطلق التهديد وراء التهديد، والوعيد تلو الوعيد، لكنها لم تحقق شيئا على الأرض، ورغم إجراءاتها التعسفية في حق شعب بأكمله فإنها لم تستطع، وعلى الأرجح لن تستطيع أن تقلع جذوة مقاومة الاحتلال الصهيوني من قلوب الشباب والشابات الفلسطينيين، ولن تستطيع بقوتها وجبروتها وعنجهيتها أن تقنع العالم أنها الضحية، بل بات العالم يدرك يوما بعد يوم أن الشعب الفلسطيني مضطهد ومحتل من الكيان الصهيوني، ومن حقّ الفلسطينيين أن يردوا الكيل بمكيالين، ويدافعوا عن أرضهم، ومن واجب المسلمين في بقاع الأرض أن يكونوا سندا لهؤلاء الأبطال ماديا ومعنويا ونفسيا، حتى يستسلم الكيان المحتل ويدرك أنه لا مجال للعبث بالشعب الفلسطيني وإن كان على أعلى مستوى.

وتمثل هذه الدعوة المتطرفة إلى محو بلدة بأكملها، إجراءً عقابيًّا جماعيًّا ترفضه الأمم المتحدة التي لا يعترف الكيان الصهيوني بقراراتها ويضرب بها عرض الحائط ولا يلتفت إلى أي منظمة عالمية تدافع عن الحق الفلسطيني، ولا يلتفت إلى أي استغاثة أوروبية فيها نداء إلى احترام حقوق الإنسان، بل يستمر في معاداته للجنس العربي بكل وقاحة ودناءة، ولكل فلسطيني بكل جُرأة واحتقار، وهذا يزيد من تأجيج الوضع العام ويخلق نوعًا من الانتقام والثأر والردّ السريع والمناسب للأعمال العدائية والتخريبية التي يقوم بها قُطعان المستوطنين وجنود الكيان الصهيوني.

لكن المؤكّد أن دولة الاحتلال الصُّهيوني لن تستطيع أن تمحو بلدة حوارةمن الوجود ولا أي بلدة في فلسطين المقاومة، ولن تجرؤ على هذا الفعل لأنها دولة ضعيفة ومهتزّة ومهترئة، فقد استخدمت كل أساليب العدوان الماكرة ولم تفلح، وهاهو نتنياهو يحفر قبره بنفسه اليوم بعد الاحتجاجات الكبرى التي جابت إسرائيل ومحاصرة زوجته في صالون تصفيف الشعر، وبعد معارضة الولايات المتحدة الأمريكية لما تقوم به من إجراءات جديدة ومكلفة للشعب الفلسطيني ومعارضة أوروبا والعالم لما يصدر منها من قرارات تعبر عن مدى إصرار الكيان الصهيوني على النيل من الحقوق الفلسطينية المشروعة بأي ثمن.

وعلى أيّ حال، فإن هذه الاعتداءات الخطيرة والمتكررة  التي يقوم بها الكيان الصهيوني لا تزيد الفلسطينيين أيضا إلا إصرارا على مزيد من الصمود والمواجهة بأي وسيلة وبأي طريقة، وكل الطرق مشروعة من أجل تحرير فلسطين من عبث هؤلاء المحتلين، وقد نشهد نتيجة هذا الاحتكاك اليومي الذي يشتد بين الطرفين إلى ظهور انتفاضة كبرى تعم الأراضي الفلسطينية وقد تتحول إلى حرب شاملة في المنطقة إذا توترت الأوضاع أكثر، وإذا حدث هذا السيناريو فإن المؤكد أن الكيان الصهيوني يسعى إلى حتفه، ويسعى إلى محو دولته من الخارطة الجغرافية وخروجها من المنطقة نهائيا، وهو أمل كل مسلم على هذه الأرض رغم ما حصل من تطبيع وتقارب بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني لأن ذلك لا يُغني من الحق شيئًا.

التعليقات مغلقة.