تجارة الغرب البائرة بالاقليات في الدول الاخرى لم يعد لها قيمة / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – السبت 28/5/2022 م …
هناك تجارة اضحت كاسدة كان يتاجر بها الغرب لعقود من السنين ولازال يتاجر بها رغم افتضاح الامر ” هي حقوق الاقليات ” في الدول التي يستهدفها لاسيما تلك التي لاتروق سياستها للدول الاستعمارية ثم ما يلبث ان يستغل تلك الاقليات لتنفيذ مخططاته الاستعمارية .
فقد شنت دول حلف ناتو العدواني حربا مدمرة ضد يوغسلافيا السابقة عام 1999 خلافا للمواثيق الدولية ومزقتها الى دويلات بحجة الدفاع عن الاقليات فيها وهاهي الولايات المتحدة تستغل بعض الاقليات التي انسلخت عن يوغسلافيا لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية وسعت وراء ضم بعضها الى ” ناتو” .
اما حقوق هذه الاقليات في معظم الدول الغربية فمحفوظة كما يزعمون لكن اجهزتهم الامنية تمارس شتى صنوف الاضطهاد القومي والعرقي والديني ضدها وهذا ما نلمسه ويحصل في الولايات المتحدة نفسها راعية ” حقوق الاقليات” زورا.
وهناك امثلة كثيرة على متاجرة الغرب ب” الاقليات” والمثال الاقرب ” العراق” بعد احتلاله عندما وضعوا دستورا طارئا ومفخخا يتيح للكرد مالايتيح لغيرهم ووصل الحال جراء ضعف السلطة الحاكمة في بغداد ان يتمادى قادة الكرد وتحولوا الى دولة داخل دولة جراء غياب الدولة الحقيقية وجراء تخاذل المسؤولين الذين يحكمون العراق وحصلوا بسبب ذلك على امتيازات تفوق امتيازات الاغلبية العربية ” ليت تلك الامتيازات تخدم الشعب الكردي الذي ابتلى بهؤلاء كما ابتلى شعب العراق باجمعه بحكامه جميعا منذ عام الغزو والاحتلال 2003 .
حكومة في “منطقة كردستان” والتحكم بحكومة بغداد اما موضوع الاموال العراقية المنهوبة ” كلهم حرامية عربا واكرادا ” فضلا عن سرقة نفط العراق من مناطق كركوك وغيرها والاستحواذ على موارد الممرات الحدودية وسط صمت معيب في بغداد .
هذه مجرد اشارات الى ما يحصل عليه قادة الكرد منذ الاحتلال واذا دخلنا بالتفاصيل يتحول الامر الى استغلال حكام منطقة كردستان الشاردة والواردة لجني المزيد من الامتيازات دون وجه حق وبات حتى جواز السفر العراقي بثلاث لغات بدلا من لغتين العربية والانكليزية باضافة اللغة الكردية ” وتحول الى “جواز كوكتيل ” لاشبيه له في العالم .
وقد استغلت واشنطن وحليفاتها الغربيات ” الكرد” لتنفيذ مخططاتها بالمنطقة فكانوا اول من دعا الى بقاء قوات الاحتلال الامريكي في قواعد عسكرية بشمال العراق فضلا عن وجود مخابرات دول وحكومات معادية للشعب العراقي .
في اوكرانيا وبعض من دول البلطيق اقليات روسية موجودة على جغرافية الاتحاد السوفيتي قبيل انهياره الا ان روسيا الاتحادية التي برزت الى الوجود بعد انهيار عام 1991 لم تتدخل بشان مواطنيها في تلك المناطق التي تخضع للسلطة الحاكمة خاصة في اوكرانيا .
مناطق ضمتها السلطة السوفيتية قبيل الانهيار الى اراضي اوكرانيا لاسيما وان هناك قادة سوفيت من اصول اوكرانية من بينهم الزعيم السوفيتي الراحل ليونيد بريجينيف ونيكيتا خروشوف تصدروا المشهد السياسي السوفيتي لسنوات وكانوا اصحاب القرار.
لغة اوكرانيا الام كانت الروسية لكن بعد الانهيارابتدعوا لغة خاصة بالاوكرانيين بديلة عن الروسية ثم اخذوا يزحفون على الاقليات لمنعها من التحدث بالروسية لغتها الام وهم سكان منطقة دونباس التي تدور فيها المعارك الان وثبتوا ذلك في دستور البلاد لكننا لم نسمع مسؤلا غربيا تباكى على الاقلية الروسية كما يتباكون على اقليات في دول لاتروق سياستها للغرب الاستعماري لان النهج السياسي في اوكرانيا بات يخدم الغرب وينفذ اجنداته في اوربا وان واشنطن غير قادرة على تجنيد الاقلية الروسية في اوكرانيا لخدمة مخططاتها كما فعلت في يوغسلافيا والعراق لكنها وجدت في النظام الحاكم في كييف بديلا عن ذلك.
الا من حق روسيا بعد المجازر عام 2014 التي ارتكبتها سلطات كييف في الدونباس ان تدافع عن مواطنيها بعد ان تملصت السلطة الحاكمة في اوكرانيا من اتفاقيات مينيسك؟؟
ان مشروعية الحملة العسكرية الروسية تسبب بها ” المتصهين زيلينسكي باصغائه لاوامر اسياده الغربيين وفي المقدمة الولايات المتحدة التي تنوي تزويد كييف براجمات صواريخ يصل مداها الى المدن الروسية وفق وسائل اعلام مما يوسع الحرب في شرق اوربا وقد تطال دولا اخرى قد تضطر موسكو التي حذرت واشنطن بصورة رسمية من الاقدام على هذه الخطوة وفق وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الى توسعة الحرب وعدم الاكتفاء بعمليتها الحالية المحدودة مما يفضي الى نشوب مواجهة مباشرة وصدام نووي بين روسيا ودول ” ناتو” تاتي على البشرية لاسيما وان العقيدة العسكرية الروسية يعرفها اولئك الذين يحركون الاوضاع من وراء المحيطات ويسكبون الزيت على النار المشتعلة في شرق اوربا ظنا منهم ان بلادهم سوف تكون بمناى عن ضربة مدمرة اوان حاملات طائراتهم سوف تواصل العوم بحرية في مياه المحيطات .
التعليقات مغلقة.