لا تصدقوا واشنطن حتى لو بصمت ب” العشرة” / كاظم نوري

419

كاظم نوري ( العراق ) – السبت 12/3/2022 م …

اثبتت المسيرة السياسية للولايات المتحدة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991وحتى الان انها مسيرة تتصف بالحيلة و بالكذب والاستهتار والتمرد  والاستخفاف بالاخر والتدخل في شؤون الدول وعلى المزاج الاستعماري الغربي .

و لم يعد لها اية مصداقية  مع استحالة الوثوق بها  مثلما كان يحصل في عهد  “هتلر والمانيا النازية”  حتى لو بصمت على الاتفاقيات وجرى توثيق تلك الاتفاقيات  في الامم المتحدة وبمشاركة دول اخرى كشاهد.

  وهناك  اقرب دليل يتمثل في الاتفاق النووي مع ايران  فضلا عن التعهدات التي قطعتها على نفسها بعد عام 1991  عقب انهيار الاتحاد السوفيتي  خاصة التعهد بعدم السماح لحلف” ناتو” العدواني التمدد شرقا  لاسيما  ان الامم المتحدة التي تاسست بعد الحرب العالمية الثانية لضمان عدم اندلاع حرب كونية جديدة وكانت الولايات المتحدة من مؤسسي تلك المنظمة التي كانت تحمل مسمى” عصبة الامم” الى الدول المنتصرة في الحرب وفي  المقدمة الاتحاد  السوفيتي باتت منظمة هامشية  لاشان لها بما يحصل في العالم جراء المغامرات الامريكية فكانت يوغسلافيا السابقة واحدة من ضحايا العدوان و الاستخفاف الامريكي بدول وشعوب العالم  ثم العراق وليبيا وسوريا  وتدخلها في شؤون  بعض الدول في امريكا اللاتينية التي لاتروق سياستها  لواشنطن وحتى في حرب اليمن الاجرامية  وغيرها هذا ما يتعلق بمنطقتنا .

سياسة الولايات المتحدة تتسم بالبلطجة والخداع حتى في اوكرانيا عندما وضعت القوات الروسية يدها على وثائق تدين واشنطن وبرامجها البيولوجية  المحظورة  في   مراكز يصل تعدادها الى 30 مركزا  جرى عرض ذلك في جلسة خاصة لمجلس الامن الدولي  من قبل مندوب روسيا حاولت التملص منها متهمة  موسكو بامكانية استخدام اسلحة كيمياوية في اوكرانيا متناسية فرقها الكاذبة التي تدعمها هي وبريطانيا بملايين الدولارات امثال اصحاب ” القبعات البيض” وغيرها التي تفبرك روايات وافلام  استخدام الكيمياوي من قبل دمشق   في الحرب ضد الارهاب علما ان سورية سلمت كل ما لديها من اسلحة ومعدات بهذا الشان وتم اتلافها من قبل واشنطن  نفسها  وباشراف الامم المتحدة التي اخرست على كل الذي يحدث من انتهاكات امريكية غربية للمواثيق الدولية في سورية  التي تتعرض لعدوان امريكي سافر يتمثل باحتلال مناطق سورية فضلا عن سرقة  ثروات الشعب النفطية وغيرها   امام انظار العالم وحتى الامم المتحدة.

الان بتنا نشعر ان الزعيم السوفيتي الراحل جوزيف ستالين كان على حق و لم يكن على خطا عندما  طلب اثناء لقاء يالطا بعد الحرب العالمية الثانية بحضور الرئيس الامريكي روزفلت ورئيس الحكومة البريطانية ونستون تشيرشل ان يكون مقر الامم المتحدة في يالطا وليس في نيويورك لانه كان يشعر بتحكم واشنطن لاحقا بهذه المنظمة الدولية غير الامريكية وهذا مايحصل اليوم وتتصرف ازاء وفود الدول الاعضاء في الامم المتحدة وكانهم وفودا قادمين للولايات المتحدة فتحجب تاشير الدخول عن هذا اوذاك حتى وصل الحال بالاستخفاف الكامل بهذه الهيئة الدولية  وطرد ممثلين من دول اعضاء  فيها ووضعتها واشنطن في” جيببها ”  وحولتها الى مؤسسة امريكية ولم يعد لها قيمة اصلا فيما يتعلق بالمعضلات الدولية التي تنشب وتبقى متفرجة خاصة تلك التي تكون من صنع الولايات المتحدة او حلفائها الغربيين.

 وللتذكير فقط  عودة الى اكاذيب واشنطن ومنها الدرع الصاروخية في اوربا التي اقامتها  قبل سنوات على اراضي دول مجاورة لروسيا وصرحت في حينها ان هذه الدرع الامريكي هو لحماية اوربا من الصواريخ الايرانية.

“عرب وين طنبورة وين”.

انها حقا  تستحق تسمية مافيا دولية  وليس قوة عظمى او ” سيدة العالم الحر كما يحلوا للبعض وصفها وهي  تستحق ” تسمية ” سيئة العالم الحر” وبامتياز.