في الذكرى ١٠٤ لثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى الروسية / محمد النوباني

433

مدارات عربية – الأحد 7/11/2021 م …

كتب محمد النوباني:

تحل اليوم الموافق للسابع من نوفمبر تشرين الثاني، ٢٥ أكتوبر حسب التقويم القديم، الذكرى الرابعة بعد المئة،لانتصار اول ثورة للعمال والفلاحين في التاريخ وهي ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى الروسية.  وعلى الرغم من ان وليد تلك الثورة الاتحاد السوفياتي السابق قد تفكك ولم يعد موجوداً منذ  العام ١٩٩١ بسبب مجموعة من العوامل في مقدمها خيانة ميخائيل جورباتشوف آخر زعيم سوفياتي لوطنه إلا أن ذلك لا يقلل ولا يمكن له ان يقلل من اهمية ووهج تلك الثورة العظيمة التي قادها الحزب الشيوعي الروسي  بزعامة فلاديمير ايليتش لينين وجوزيف ستالين.

فبفضلها تحولت دولة كانت متخلفة وكانت توصف بسجن الشعوب إلى دولة عظمى متطورة وبفضلها إنهار النظام الاستعماري العالمي.

ولولا دورها الحازم والحاسم في الحرب العالمية الثانية لسيطرت النازية والفاشية والعسكرية اليابانية ومن بعدهم الامبريالية الامريكية المجرمة على العالم.

وبفضل قوة مثالها فلا زالت هناك دولاً مثل كوبا  وكوريا الشمالية  إشتراكية، رغم انف إمبريالية اليانكي الامريكية ولا زالت الصين التي باتت عملاقاً اقتصاديا وعسكرياً تصنف نفسها اشتراكية ويحكمها الحزب الشيوعي الصيني.

وبفضل قوة نموذجها ايضاً لا زالت شعوب امريكا اللاتينية توصل إلى الحكم رؤساءاَ يساريين يؤمنون بالاشتراكية خياراً للتطور الإقتصادي والاجتماعي.

وعود على بدء فإن ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى كانت من اهم احداث القرن العشرين المنصرم

ليس لانها  اطاحت فقط  بالنظام الراسمالي القيصري المتعفن في روسيا  وأقامت دولة عظمى جبارة على انقاضه فحسب بل ولأنها  لعبت الدور الابرز في القضاء على المانيا النازية والعسكرية اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية وفي دعم نضال الشعوب المستضعفة من اجل التحرر من نير الاستعمار ومن مختلف صنوف الاضطهاد القومي والطبقي.

اما بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين والعرب فلا يستطيع اي باحث موضوعي   وهو يتحدث عن ثورة اكتوبر الاشتراكية   العظمى في روسيا وعن العلاقة الفلسطينية-السوفياتية-الروسية إلا ان يلاحظ تناقضين مهمين حكما تلك العلاقة

الأول: أن قادة  ثورة اكتوبر رأوا  ان حل ما يسمى بالمسالة اليهودية لا يمكن ان يتم إلا بتمثل وذوبان اليهود مع الشعوب التي يعيشون بين ظهرانيها ولذلك فقد عارضوا مشروع إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ووعد بلفور المشؤوم وصك الانتداب البريطاني على فلسطين وقدموا مساعدات سياسية وعسكرية لا تقدر لمصر عبد الناصر وسوريا ولحركات التحرر العربية و الفلسطينية المعاصرة.

والثاني:ان الاتحاد السوفياتي تخلى عن هذا الموقف المبدئي وايد قرار الامم المتحدة (١٨١) الخاص بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية وتدويل القدس الصادر في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني عام ١٩٤٧.

وهذا ما جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفتخر في لقائه الاخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت في سوتشي بان بلاده قد لعبت دوراً حاسماً في إقامة إسرائيل.

وهذا الامر ومعه اطلاق بوتين ليد إسرائيل في سوريا بحاجة الى بحث خاص.