الشحات شتا يكتب عن البطولات المنسيّة للمسيحيين في حرب اكتوبر، والتي تتجاهلها الدولة المصريه
مدارات عربية – الجمعة 8/10/2021 م …
كتب الشحات شتا …
وفي الوقت الذي كان يتم فيه فتح الثغرات وإقامة الكباري كانت قوات الفرقة 18 مشاة التي يقودها العميد فؤاد عزيز غالي بعد أن عبرت القناة قد أخذت تنفذ الخطة الموضوعة لها مسبقا وهي الهجوم بأكبر سرعة ممكنة على مدينة القنطرة شرق بالمواجهة وبكل القوة الضاربة المخصصة للمهمة دفعة واحدة على القوات الإسرائيلية بالمدينة وما حولها وبمواجهة قدرها 18 كيلو متر ومهاجمة النقط الحصينة المواجهة للفرقة وعددها 7 نقاط وهى نقطة شمال جزيرة البلاح و4 نقاط فى منطقة القنطرة شرق ونقطة الكاب ونقطة التبنة وكان من نتائج هذا الهجوم المركز سقوط أول نقطة حصينة وهي النقطة رقم 1 في منطقة القنطرة شرق وفي نطاق الجيش الثاني الميداني ليرتفع عليها العلم المصري في تمام الساعة الثالثة تماما أى بعد حوالي نصف ساعة منذ لحظة العبور وبعدها إستمر تنفيذ الخطة الموضوعة لتحرير القنطرة شرق للسيطرة على النقط الحصينة الست الأخرى وكان أن سقطت النقطة الرابعة كما تم حصار مدينة القنطرة شرق من الخلف أى من شرقها لمواجهة أية قوات إسرائيلية قادمة من عمق سيناء تتقدم نحو المدينة وذلك لمنعها من الوصول إليها وإجبارها على الإنسحاب أو الفرار إلى عمق سيناء، وحرص العميد فؤاد عزيز غالي على توزيع قواته حول المدينة في نطاقات متتالية للتعامل مع القوات الإسرائيلية التي توجد داخلها وخارجها وفي النقط الحصينة حولها وأيضا للتعامل مع القوات الإحتياطية التي كانت مخصصة لنجدة القوات المتمركزة في منطقة القنطرة شرق وتم كل ذلك حوالي الساعة الرابعة عصرا أى بعد حوالي مرور ساعة ونصف فقط من بدء العبور رغم الهجمات المضادة التي كانت تقوم بها القوات الإسرائيلية في محاولة مستميتة من أجل عدم سقوط المدينة في أيدى القوات المصرية حيث حاولت قوات العدو الإلتفاف على القوات المصرية التي تحاصر المدينة من الشمال فتعرضت لنيران الأسلحة المضادة للدبابات والصواريخ من الجانب الأيمن وتكبدت خسائر فادحة وإرتد المتبقي منها إلي داخل المدينة للدفاع عنها وكرر العدو الهجوم مرة أخرى وكان نصيبه الفشل .
وكانت قواتنا خلال ذلك قد إستولت على الساتر الترابي الذى يشرف علي الأطراف الشمالية للمدينة وأحكمت بذلك حلقة الحصار حولها منذ آخر ضوء عند غروب شمس أول أيام الحرب يوم 6 أكتوبر عام 1973م وبذلك أحكمت القوات المصرية سيطرتها الكاملة على المنطقة من جميع الجهات وبعد ذلك خاضت الفرقة 18 مشاة بقيادة العميد فؤاد عزيز غالي معارك عنيفة مع القوات الإسرائيلية التي حاولت إنقاذ المدينة من السقوط في أيدى المصريين بعد سقوط حصون جزيرة البلاح والكاب والتينة بالإضافة إلي ثلاثة من الحصون الأربعة التي تحمي مدينة القنطرة شرق وحصار الحصن الرابع والذى إستولت القوات المصرية على جزء منه وتمسكت به حتى سقط هذا الحصن بالكامل مع أول ضوء صباح يوم 7 أكتوبر عام 1973م وكانت القوات المصرية قد تقدمت الى جنوب هذا الحصن بمسافة 3 كيلومترات بعد أن خسرت القوات الاسرائيلية 37 دبابة ولم يتبق لها سوى 4 دبابات وحاولت القوات الاسرائيلية أن تستخدمها كرأس حربة لفتح ثغرة لفك الحصار عن الحصن وإقتحامه ولكن القوات المصرية دمرت الدبابات الأربع الإسرائيلية ليسقط الحصن تماما وتسقط معه مدينة القنطرة شرق وتفشل جميع المحاولات الإسرائيلية في الإحتفاظ بها وذلك بمجئ يوم الإثنين 8 اكتوبر عام 1973م بعد أن كانت قد حاصرتها القوات المصرية داخليا و خارجيا ثم قامت بإقتحامها ودار القتال فى شوارعها وداخل مبانيها التي تم تمشيطها وتطهيرها بالكامل من أى قوات إسرائيلية كانت متواجدة داخلها كما إستولت قوات الفرقة 18 مشاة على كمية كبيرة من الأسلحة و المعدات التي تركها العدو سليمة كان من بينها عدد من الدبابات كما تم أسر ثلاثين فردا للعدو هم كل من بقى فى المدينة وأذيع فى الساعة التاسعة و النصف من مساء يوم 8 أكتوبر عام 1973م من إذاعة وتليفزيون القاهرة نبأ تحرير المدينة الأمر الذى كان له تأثير طيب فى نفوس الجميع ولتستمر القوات المصرية في تنفيذ بقية المهام المكلفة بها .
وفي صباح يوم 8 أكتوبر عام 1973م قامت إحدى القوى المدرعة الإسرائيلية تقدر بحوالي كتيبة دبابات مدعمة بمشاة ميكانيكية بالهجوم علي الجنب الأيمن للفرقة 18 مشاة ولكن قائد اللواء الأيمن للفرقة قام بدفع إحتياطي اللواء المضاد للدبابات نحو القوات المهاجمة كما أمر العميد آنذاك فؤاد عزيز غالي قائد الفرقة بتكليف قائد اللواء 15 المدرع المستقل الملحق علي الفرقة بدفع سريتي دبابات لمعاونة وتدعيم اللواء الأيمن للفرقة الذى تعرض لهجوم القوة الإسرائيلية وبعد قتال عنيف تم صد الهجوم المضاد الإسرائيلي وتدمير عدد من الدبابات المعادية وإضطرت القوة المدرعة الإسرائيلية إلي الإرتداد والإنسحاب شرقا وبفشل هذا الهجوم بدأت الفرقة 18 مشاة بناءا علي أوامر قائدها في تطوير هجومها شرقا مع دعم تحركها بقصف مدفعي مركز لمدة 15 دقيقة ونظرا لعدم تعرضها أثناء تقدمها لأى هجمات معادية فقد نجحت الفرقة في مساء اليوم نفسه 8 أكتوبر عام 1973م في الوصول إلي الخط المحدد لها في الخطة ووصلت إلي عمق 19 كيلو مترات داخل سيناء وبدأت في تنظيم الدفاع عن رأس كوبرى الفرقة إستعدادا لصد الهجمات المضادة المتوقعة من جانب العدو الإسرائيلي في صباح اليوم التالي علي أقصي تقدير.
وبإنتهاء ثالث أيام حرب أكتوبر يوم 8 أكتوبر عام 1973م فشلت جميع الهجمات المضادة الإسرائيلية سواء في نطاق الجيش الثاني الميداني الذى شن العدو الإسرائيلي هجمات مضادة طوال اليوم علي فرق المشاة الثلاثة التي يشملها هذا الجيش وهي بالترتيب من الشمال إلي الجنوب الفرق 18 و2 و16 مشاة أو في نطاق الجيش الثالث الميداني ضد فرقتي المشاة اللتين يشملهما هذا الجيش وهما الفرقتان 7 و19 مشاة وكان لذلك عدة أسباب أهمها عدم إستخدام الدبابات في هجوم مضاد رئيسي علي أحد قطاعات الجبهة في مواجهة ضيقة وهو الإستخدام الأمثل للمدرعات حيث أن ما حدث هو توجيه ضربات مضادة متفرقة علي مواجهة واسعة مما أدى إلي فشل جميع هذه الهجمات وعلاوة علي ذلك كان من المتصور لدى القيادة الإسرائيلية أنه بمجرد ظهور الدبابات ودفعها بأقصي سرعة وسط مواقع المشاة المصريين سيدب الذعر في صفوفهم ويسارعون إلي الفرار كما حدث خلال العدوان الثلاثي عام 1956م وخلال حرب يونيو عام 1967م ومن ثم يمكن للقوات المدرعة أن تعمل بحرية إلا أن العدو فوجئ بثبات جنود المشاة المصريين بل وأمطروا أيضا مدرعات العدو بوابل من صواريخ آر بي جي والمالوتكا والقنابل اليدوية ذات الحشوة المفرغة من طراز حسام المضادة للدبابات مما أدى إلي تدمير 560 دبابة إسرائيلية خلال معارك الأيام الثلاث الأولي من الحرب إلي جانب عدد كبير من القتلي والمصابين .
وفي يوم 14 أكتوبر عام 1973م وتنفيذا لقرار تطوير الهجوم شرقا تم تخصيص مهمة للواء 15 المدرع المستقل الملحق علي الفرقة 18 مشاة بأن يتم دفعه كمقدمة أمامية للفرقة بهدف الوصول إلي منطقة بالوظة التي تقع علي بعد حوالي 25 كيلو متر من القناة والسيطرة علي مدخل الطريق الساحلي القنطرة شرق العريش ولتأمين تحرك هذا اللواء المدرع تقرر دفع كتيبة مشاة ميكانيكية من الفرقة 18 مشاة مدعومة بكتيبة دبابات من أجل تأمين الجانب الأيمن للواء المدرع أثناء تحركه وبعد حوالي 45 دقيقة من بداية التحرك تعرضت كتيبة المقدمة للواء 15 المدرع لقصف مدفعي مركز مما تسبب في توقفها وحاول قائد اللواء 15 المدرع دفع كتيبة الدبابات التي تؤمن جانبه الأيمن من أجل فتح الطريق أمامه ولتصبح هي كتيبة المقدمة للواء وذلك بعد التشاور مع قائد الفرقة 18 مشاة العميد آنذاك فؤاد عزيز غالي إلا أن نيران مدفعية العدو ونيران صواريخه المضادة للدبابات تسببت في وقوع خسائر جسيمة في صفوفها مما أدى إلي إنتشار سرايا الدبابات لتقليل الخسائر وهنا أصدر قائد اللواء 15 المدرع بالتوقف عند الخط الذى وصلت إليه دباباته والتمسك به وأبلغ قائد الفرقة 18 مشاة بذلك والذى أصدر أوامره في الساعة السادسة مساءا بإعادة تجميع اللواء 15 المدرع في منطقة تمركزه داخل رأس كوبرى الفرقة في منطقة القنطرة شرق وتم ذلك بالفعل بسحب كتيبة مقدمة اللواء تحت نيران كتيبة النسق الثانية لها والتي كانت خلفها وبذلك عادت وحدات اللواء 15 المدرع إلي موقعها الأصلي وكانت خسائر هذا اللواء عدد 18 دبابة وعدد 6 عربات مدرعة وبذلك فشلت عملية تطوير الهجوم شرقا في نطاق الفرقة 18 مشاة كما فشلت في نطاق جميع فرق الجيشين الثاني والثالث الميدانيين وهي العملية التي أصرت عليها القيادة السياسية والتي إعترض عليها كل من رئيس الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي وقائدا الجيشين الثاني والثالث الميدانيين اللواء سعد مأمون واللواء عبد المنعم واصل ولنفس السبب الذى أدى إلي فشل الهجمات المضادة الإسرائيلية خلال الأيام السابقة وهو شن هجمات متفرقة بإستخدام المدرعات لا تحقق قوة الصدمة المطلوبة لتحقيق نتائج من تلك الهجمات إلي جانب خروج قواتنا خارج مظلة الدفاع الجوى وتعرضها لهجمات جوية معادية وهو الأمر الذى كان متوقعا قبل القيام بهذه العملية المحكوم عليها بالفشل مسبقا لأنها إفتقدت لأى أسس أو أصول عسكرية .
ولما حدثت ثغرة الدفر سوار وبدا عبور القوات الإسرائيلية إلي غرب القناة بداية من ليلة 15/16 أكتوبر عام 1973م ثم توسعت بداية من ليلة 16/17 أكتوبر عام 1973م واصبح للعدو عدد 3 ألوية مدرعة وعدد 1 لواء مشاة غرب القناة كانت وحدات الفرقة 18 مشاة بعيدة نسبيا عن مسرح الأحداث ولذا فقد كانت هناك فكرة بأن تقوم الفرقة 18 مشاة خلال يوم 19 أكتوبر عام 1973م بالهجوم علي المواقع الإسرائيلية التي في مواجهتها شرقي القناة كوسيلة لتخفيف الضغط الذى كان مركزا وقتئذ في الضفة الغربية للقناة وطلب الفريق سعد الشاذلي رئيس الأركان من قائد الفرقة العميد فؤاد عزيز غالي ورئيس أركانها العميد عبد القوى محجوب دراسة أوضاع العدو أمام الفرقة ومدى إمكانية تنفيذ هذه الفكرة إلا أنه نظرا لوجود فرقة إسرائيلية من القوات الإحتياطية في مواجهتها تم صرف النظر عن تنفيذ هذه الفكرة حتي لا تسوء الأوضاع وتتعرض الفرقة لخسائر من الممكن أن يكون لها تأثير سلبي علي إتزان دفاعاتها وعموما ظلت الفرقة 18 مشاة متمسكة برأس الكوبرى الذى أنشأته شرق القناة وظل القائد فؤاد عزيز غالي متحصنا بقواته في المواقع التي حررها وكان الرئيس السادات يتصل يوميا به للإطمئنان على قواته والإشادة بموقفه وقدرات جنوده في الحفاظ على الإنتصار وتقديم نموذج مثالي في الصمود والتحدي وكان أن صدر بعد ذلك قرار وقف إطلاق النار ودخوله حيز التنفيذ بداية من يوم 28 أكتوبر عام 1973م وما أعقبه من مفاوضات الكيلو متر 101 طريق القاهرة السويس ثم إتفاقية فض الإشتباك الأول يوم 18 يناير عام 1974م والتي إنسحبت القوات الإسرائيلية بموجبها إلي غرب القناة وفي يوم 13 ديسمبر عام 1973م تم صدور قرار بترقية العميد فؤاد عزيز غالي إلي رتبة اللواء وتعيينه قائدا للجيش الثاني الميداني وليصبح أول قبطي يصل لمنصب قائد جيش ميداني في مصر ويصبح القبطي الأبرز والأكثر شهرة والأقدر على تجسيد معنى الإنسجام الوطني الذي لا يعرف التمييز بين مسلم وقبطي فها هو البطل فؤاد عزيز غالي المصرى القبطي قد إرتقى إلى أعلى المناصب العسكرية مسلحا بالكفاءة والإخلاص دون نظر إلى إنتمائه الديني ثم شغل بعد ذلك العديد من المناصب القيادية الرفيعة في القوات المسلحة المصرية منها رئيس هيئة التنظيم والإدارة ومساعد وزير الدفاع وعضو الهيئة الفنية للهيئة العربية للتصنيع .
باقى زكى يوسف ياقوت ، لواء أركان حرب ،(23 یولیو 1931 – 23 يونيه 2018) رئيس فرع المركبات بالجيش التالت الميداني فى حرب أكتوبر، وصاحب فكرة استخدام ضغط المياة لأحداث ثغرات في الساتر الترابي المعروف بخط برليف في سبتمبر عام 1969 والتي تم تنفيذها في حرب أكتوبر عام 1973 كان مهندس و ظابط جيش مصرى قبطى كان مقدم فى الجيش المصرى وقت حرب اكتوبر 73 و هو صاحب الفكره العبقريه بتجريف رملة خط بارليف على الضفه الشرقيه لقناة السويس فى حرب اكتوبر 73 عشان يقدر الجيش المصرى يعدى و يقتحم الدفاعات الاسرائيليه. بتعتبر فكرة باقى زكى هى مفتاح نصر اكتوبر و من غيرها كان صعب اقتحام خط بارليف. باقى زكى ياقوت كان مهندس وقت بنا السد العالى و كانت مضخات المايه بتستخدم فى تجريف الرمله فى المنطقه اللى يتبنى فيها السد العالى. باقى زكى قابل جمال عبد الناصر فى سبتمبر 1969 و شرح له الفكره اللى استخدمت وقت عبور الجيش المصرى لقناة السويس فى حرب اكتوبر.
اشتغل باقى ياقوت مهندس فى السد العالى من سنه 1964 لغاية 1967 و هناك كانو بيستعملو المايه المضغوطه فى تجريف جبال الرمله و سحبها و شفطها فى أنابيب مخصوصه عن طريق ترومبات لإستغلال مخلوط المايه والرمله فى عمليات بنا جسم السد العالى.
اتطبقت الفكره فى خط بارليف اللى بنته اسرائيل على الشط الشرقى لقناة السويس لمنع القوات المصريه من التعديه ، و اتفتحت الثغرات بإستعمال ماية القناه و عدت قوات المشاه و المدرعات المصريه و استولت على الحصون الاسرائيليه و دى كانت بداية الانتصار اللى حققه الجيش المصرى فى حرب اكتوبر.
- تخرج من كلية الهندسه جامعة عين شمس سنة 1954.
- انضم فى نفس السنه للقوات المسلحه كظابط مهندس فى سلاح المركبات.
- إنتُدب للمشاركه فى مشروع بنا السد العالى من سنة 1964 و لغاية النكسه سنة 1967.
- كان قومندان لتشكيل من تشكيلات الجيش التالت الميدانى و كان رئيس لفرع مركبات الجيش التالت فى حرب اكتوبر 1973.
- خرج من الجيش برتبة لوا سنة 1984، وتكرم بنوط الجمهوريه من الطبقه الأولى على اعمال استثنائيه فى حرب اكتوبر
- رحم الله بطل مصر ومنقذها في حرب 1973 وسيخلده التاريخ المصري وستترحم عليه كل الاجيال ,
التعليقات مغلقة.