فلسطين وطن الأحرار وليست مزرعة دواجن / مهند إبراهيم أبو لطيفة  

887

مهند إبراهيم أبو لطيفة ( فلسطين ) – السبت 4/9/2021 م …  

يا حيف على الي جرحهم جرحي  

وفوق الجرح داسوا  

صاروا عساكر للعدو  

وايد العدو باسوا  

بهذه الأبيات صرخت زوجة القيادي المعتقل لدى السلطة الفلسطينية، الشيخ خضر عدنان خلال وقفة إحتجاجية سلمية ضد الإعتقال السياسي على دوار المنارة في رام الله، فما كان من أحد عناصر أجهزة الأمن – كما أظهر تسجيل مصور بالصوت والصورة – إلا أن تطاول عليها وعلى حرائر فلسطين المشاركات في الوقفة بقوله  بالحرف :  

” فشرت عينك ولك..لا إنتي ولا ميه مثلك يغبر على بسطار عسكري…يوم بدك تغلطي على العساكر بتحترمي حالك…ولا حرية ولا…. (كلمة سوقية تبدأ بخرف الخاء ) يلا لموا حالكم وروحوا…مفيش حرية “.  

هذا التسجيل الذي  يتم تناقله من عدة أيام على وسائل التواصل الإجتماعي، يعكس إلى أي مدى تمعن بعض أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، بالتعدى على حرية الإنسان الفلسطيني، دون أدنى إعتبار لتداعيات وآثار هذه الممارسات. ومع كل الألم الذي تحمله كلمات زوجة  الشيخ خضر، إلا أن أن ما يُسمع في التسجيل بصوت إحدى المعتصمات لا يقل إيلاما حين تقول موجهة كلامها له : ” منا الجريح ومنا الشهيد ومنا الأسير “.  

هل يعلم رجل الأمن  هذا الذي يسمح لنفسه بهذا السلوك المشين، أنه لولا كفاح شعبنا في الأرض المحتلة وفي المقدمة منهم تضحيات حرائر فلسطين لربما  بقي البعض ومنهم قادته ومن لم يحاسبه، إما في المعسكرات البعيدة في المنافي لاجئا بلا وطن ولا هوية، أو تحت ” بسطار الجندي الإسرائيلي ” ذليلا بلا مقاومة وصمود وعزة وكرامة. وهل يعرف أن من يتطاول عليهن هن أمهاتنا وأخواتنا الكاظمات على الغيظ من أجل أطفالهن وأزواجهن وأخوتهن الذين يقدمون أعمارهم فداء لقضية شعبهم في المعتقلات الإسرائيلية، ويقدمون أرواحهم من أجل أن نحيا نحن جميعا وتبقى فلسطين تخوض معركة الوجود المريرة، ويبقى هو وأمثاله على ترابها ينعمون بالرواتب والإمتيازات والمخصصات التي يتم إقتطاعها من الضرائب التي يدفعها المواطن الفلسطيني من لقمة أولاده.  

لا يمكن وصف هذا الموقف من قبل عنصر الأمن هذا إلا بالنذالة، التي لا تليق أن تصدر من شخص يحمل إسم فلسطين ويتحدث بلغة أهلها الأحرار، فلسطين ليست مزرعة دواجن، وحرية الإنسان الفلسطيني هي حقه الكامل ينتزعه بنضاله  وليس منحة أو مكرمة من أحد، ويعكس هذا التطاول نوع المعركة التي يخوضها شرفاء فلسطين في هذه المرحلة.  

من المعيب أن يتم السكوت على هذا التصرف ، وأن يُسمح له بأن يتكرر، لقد سقطت كل مبررات المناشدة والمطالبة لأجهزة السلطة، وعلى شعبنا  ونخبه في كل مكان، أن يُسمع صوته،  ولزوجة الشيخ  خضر عدنان، الأسير السابق لدى الإحتلال والذي تحدى جبروت المحتل بإرادته الصلبة والقيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة، أقول:  

 يا حيف على الي جرحهم ما عاد جرحي  

فتحوا الجرح في لحمنا  

 وفوق الجرح داسوا  

صاروا عساكر للعدو  

أنذال وايد العدو باسوا  

يا حيف لما الجبان عالحرة يتنمر  

عامل عليها أسد وعند العدو أرنب  

كل الكرامة لحرائر فلسطين، والحرية لأسرى الحرية