العرض العسكري الروسي بعيد النصر رسالة ذات معنى في هذه المرحلة / كاظم نوري

434

كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 10/5/2021 م …

اعتادت  روسيا  منذ العهد السوفيتي على اقامة عرض عسكري في الساحة الحمراء وسط  موسكو  في التاسع من شهر مايو في ذكرى الانتصار على النازية في الحرب الكونية التي دامت 5 سنوات 1941-1945 تعرضت خلالها  مدن ستالينغراد ولينينغراد الى حصار من قبل الجيش النازي تواصل لسنوات ووصل الحال ان سكان المدينتين اضطروا حتى الى اكل لحوم الحيوانات الوحشية لعدم توفر الغذاء نظرا للحصار ومن اجل الصمود وهو ماحصل عندما لحقت الهزيمة المنكرة بالنازيين  جراء  بسالة سكان المدينتين و تضحياتهم  وكذلك بقية المدن بما في ذلك موسكو العاصمة  التي وصل الجيش النازي الى ضواحيها لكن بطولات الجيش الاحمر وتضحيات المقاومة الوطنية اوقفا الزحف الالماني نحو العاصمة التي كانت تجري فيها الاستعراضات العسكرية وتمر عبرها الجيوش  السوفيتيةالمتجه الى   الجبهات لمقاتلة النازيين.

بطولات خارقة شهدتها المدن والقصبات  في عموم روسيا كما شهدت قلاع مثل قلعة بريست على الحدود الالمانية البولونية بطولات لتحرير بولونيا من النازيين تنكرت لها   حكومة  بولونيا التي انقذها الجيش السوفيتي من  الاحتلال النازي البغيض   ما ان انفصلت عن الاتحاد  السوفيتي عقب انهياره عام 1991.

الغرب الاستعماري ودول الاتحاد الاوربي التي نسمع بها اليوم  ظهرت للوجود  بفضل تضحيات الجيش الاحمر والشعب الروسي  لولا ذلك لما سمعنا  اليوم  بها وهناك من يحاول ان يزور صفحات التاريخ   سعيا  من ان ينسب هزيمة النازيين له فهو واهم   لان علم الجيش السوفيتي  كان اول من رفرف فوق قمة الرايخ.

كان العرض العسكري  في الساحة المراء لهذا العام رسالة واضحة وردت في خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما قال ” عيد النصر كان وسيظل “عيدا مقدسا لروسيا ” ولا مبرر لمن يحاول ان يضع مخططات عدوانية جديدة”.

اسلحة كثيرة جوية وبرية  ووحدات وصنوف عسكرية مختلفة شاركت في العرض وهناك بالتاكيد ما خفى كان اعظم” لان الدول العظمى اعتادت ان لاتكشف كل اسرارها العسكرية  دفعة واحدة وقد لوحظ ان  صنفين او ثلاثة اصناف ربما من الصواريخ الاستراتيجية  الموجهة شوهدت في العرض العسكري لكن هناك  اسلحة وصواريخ اخرى نسمع عنها  في تقارير ومعلومات تنقلها معاهد متخصصة لكننا لم نراها في العرض الذي شارك فيه 12 الف عسكري في الذكرى 76 لدحر النازية.

الرئيس بوتين الذي استعرض الوحدات قرب جدار الكرملين التقى عددامن المحاربين  القدامى من المشاركين في الحرب من بينهم المحاربة السابقة ماريا فاوتسوفا  سالها عن الاماكن التي قاتلت فيها واجابته انها كانت عاملة لاسلكي اثناء المعارك في مدينة ستالينغراد وفي التفاته ذكية ساعد بوتين احد المحاربين القدامى من الذين كانوا بقربه في ارتداء معطفه نظرا لكبر سنه.

عيد النصر كان وسيظل عيدا مقدسا لروسيا ولا مبرر لان يحاول ان يضع  مخططات عدوانية جديدة” .

تعني هذه الجمل التي وردت على لسان الرئيس بوتين خلال العرض الكثير مما ازعج النازيين الجدد وداعميهم فقد تعرض الموقع  الاكتروني ل” الفوج الخالد” الروسي الى هجمات الكترونية ضخمة خلال الاحتفال بعيد النصر وجرت محاولات لنشر صور للنازيين عليه تم صدها.

لم يبق امام اعداء الحرية والتقدم والبشرية سوى هذا الاسلوب الرخيص اسلوب اللصوص ليعبروا فيه عن امتعاضهم من مسيرة شعب روسيا العظيم وجيشها وقيادتها الفذة.

 انه اسلوب العاجزين في مواجهة الابطال ولم يبق بايديهم سوى هذا الاسلوب الرخيص وممارسة الابتذال  كونهم تنقصهم الشجاعة مثلما تنقص اسيادهم الجراة  ايضا اولئك الذين يحاولون تزوير التاريخ  وغمط حق الشعوب والدول الاخرى .

 

التعليقات مغلقة.