الأردنيات شاركن بالحياة السياسية في ثلاثينيات القرن الماضي

367

مدارات عربية – الثلاثاء 16/3/2021 م …
 شاركت النساء الأردنيات في الفترة 1930- 1938 بمؤتمرين هامين، الأول كان في دمشق والثاني في القاهرة، لكن توثيق هذه المشاركة لم يكن توثيقاً كاملاً يبرز أدوار النساء الأردنيات اللاتي شاركن فيهما.

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى أنه وبمناسبة احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية بمئوية الدولة (1921-2021)، أطلقت يوم 8 آذار 2021 كتاب حول مشاركة النساء الأردنيات في الحياة العامة والسياسية خلال 100 عام، وذلك كجزء من أنشطة مشروع “عين على النساء” الذي تنفذه “تضامن” ضمن برنامج الاتحاد الأوروبي لدعم المؤسسات الديمقراطية الأردنية والتنمية وبالشراكة مع وكالة التعاون الاسبانية، بهدف المساهمة في تحسين البيئة السياسية التي تدعم المشاركة الفعالة للنساء في الحياة العامة والسياسية.

المؤتمر النسائي الشرقي الأول 1930: وعقد المؤتمر في مدينة دمشق بمبنى الجامعة السورية عام 1930 بمشاركة ثلاثمائة امرأة سورية ونساء من دول عربية مختلفة، وهي العراق ، الحجاز ، فلسطين ، شرق الأردن ، أفغانستان ، العجم ، بعض الجمعيات المصرية غير الاتحاد النسائي المصري والجمعيات النسائية السورية واللبنانية عدا الاتحاد اللبناني. ونشرت جريدة الأردن نص الدعوة الرسمية الموجهة الى الحكومة الأردنية لتسمية نساء أردنيات للمشاركة في أعمال المؤتمر.

وتضيف “تضامن” بأن هدف المؤتمر إجتماعي محض يختص أولاً بالمرأة ويرمي الى “تعارف النساء الشرقيات بعضهن مع بعض ليتسنى لهن حل مشاكلهن العامة، وبحث المؤتمر في القضايا التالية: الزواج وضرورة إطلاق يد الفتاة باختيار الزوج الملائم ورفع السلطة الأبوية المطلقة المتعلقة بهذه القضية، مع إباحة الرؤيا لطالبي الزواج قبل العقد، لأن الأمر ضروري نظراً لما ينتج عن الجهالة من سوء تفاهم ومشاكل، على شرط أن تكون الرؤيا في مجلس “محرم” ولقد أصبحت المرأة الشرقية والسورية خاصة في درجة من العلم والتهذيب تمكنها من حسن الانتقاء. ولذلك يجب أن لا تبقى هدف الحكم الأبوي القديم الذي قد يجرها إلى ما لا تميل إليه وترغب فيه.

وبسبب اشتداد أزمة قلة الزواج واستحكام حلقاتها سعى المؤتمر لبحث هذه القضية خصوصاً ما تعلق “بالدوطة” المهر والجهاز للتخفيف منها إذا لم يكن بالإمكان القضاء عليها قضاءً تاماً .

كذلك قضية تعدد الزوجات التي تعد جوراً وعدواناً على المرأة. وسعى المؤتمر الى محاربة هذه العلة التي تهدم كيان العائلة كمؤسسة اجتماعية، مع عدم معارضة تعدد الزوجات عند الضرورة، كالعقم أو الإقعاد لمرض عضال.

وقضية الطلاق والتي تعتبر سيف مصلت بيد الرجل يستعمله أحياناً لأسباب تافهة لا مساس لها في جوهر القضايا ولذلك سيقترح المؤتمر ضرورة التعويض في مثل هذه الظروف على الطالقة بمنحها نصف ممتلكات زوجها، والعكس بالعكس.”

من الأمور التي أقرها المؤتمر ضرورة منح حق الطلاق للجنسين على أن يقيد هذا بقيود ثقيلة فلا يمنح إلا في ظروف استثنائية وإذا كلف الزوج الزوجة أو الزوجة الزوج بدون سبب معقول ترفع القضية للمحاكم التي يجب أن تحكم بتعويض مادي لا يقل عن نصف أملاك المعتدي.

المؤتمر النسائي الشرقي 1938: عقد في‏ أكتوبر ‏1938‏ أول مؤتمر نسائي عربي لنصرة القضية الفلسطينية في مصر بمقر جميعية الإتحاد النسائي المصري الذى كانت ترأسه هدى شعراوي. وإشتركت فيه ممثلات عن مصر وسوريا ولبنان والعراق وفلسطين وشرق الأردن‏.‏

“ورغم أن هذا المؤتمر كان محوره الأساسي قضية فلسطين إلا أنه فتح المجال لتبادل الرأي في المصالح العربية المشتركة ودفعت الي التفكير في توحيد العمل العربي، وكان أبرز مكتسبات المؤتمر إتخاذ قرارات قوية لمناصرة عرب فلسطين أحدثت صدى واسع في جميع أنحاء العالم والى إنشاء الإتحاد النسائي العربي.

كل هذا دفع برائدة الدفاع عن المرأة ” هدى شعراوى” لتجميع كل ما يتعلق بهذا المؤتمر من خطب ومقالات وقرارات وصياغته فى كتاب بعنوان “المرأة العربية وقضية فلسطين. المؤتمر النسائي الشرقي”.