هل هناك علاقة بين ” بريكست” واعلان بريطانيا عن فايروس جديد / كاظم نوري

385

كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 22/12/2020 م …

توقيت اعلان بريطانيا عن   “سلاله جديدة من فايروس كورنا” ظهرت مؤخرا في  لندن لم يكن عفويا او انه جاء مصادفة لاسيما وان توقيت الاعلان عنه  جاء قبل ايام فقط من انهاء علاقة بريطانيا بالاتحاد الاوربي دون اتفاق  بل لابد بوجود شكوك  ان تكون له علاقة بقرب انتهاء تاريخ  ” موعد بريكست مع دول الاتحاد الاوربي دون اتفاق والذي جرى تحديد موعده في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري .

  وبصرف النظر عن مصداقية او عدم مصداقية الاعلان لكنه كان مجرد اختبار بريطاني  لدول الاتحاد الاوربي  التي هبت مجتمعة بوقف حركة الطيران الى بريطانيا واتخاذ اجراءات اخرى شعرت جراءها  بريطانيا بانها باتت منعزلة ومحاصرة تماما عن العالم وقد تكدست الاف الشاحنات المحملة بالبضائع في الاراضي الفرنسية ولن يسمح لها بالتوجه الى عبور “الدوفر” نحو بريطانيا.

وعندما خاب ظن بريطانيا بحلفائها الاوربيين الذين اجمعوا على فرض  شبه حصار على لندن بسبب الفايروس الجديد الذي اعلن عنه وتسبب في هجرة الالاف من  العاصمة الى مدن بريطانية اخرى حيث غصت القطارات بالركاب تاركين العاصمة لندن في سابقة خطيرة لم تشهدها بريطانيا منذ الاعلان عن وجود اصابات بكوفيد19 قبل نحو 10 شهور.

عندما شعرت  بريطانيا  بانها تحولت الى دولة محاصرة حتى من حلفائها السابقين   وان ضررا اقتصاديا سوف يلحق بها جراءذلك توجه رئيس الحكومة جونسون الذي تحمله الدوائر البريطانية مسؤولية جسيمة جراء انتشار الوباء وعدم التعامل مع ظاهرة ” كورونا” بجدية منذ البداية  توجه الى  باريس لتخفيف الضغط عن مسالة مرور الشاحنات عبر الاراضي الفرنسية الى ميناء ” الدوفر”  لدخول الاراضي البريطانية.

وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية ان المملكة المتحدة وفرنسا ستضعان خطة لاستئناف الشحن بعد ان اتفق جونسون وماكيرون على اجراءات فتح الحدود الفرنسية.

وبالرغم من ان معظم المخازن البريطانية كانت  قد حذرت من شحة المواد الغذائية وان فجوات سوف تظهر على ارفف السوبر ماركت البريطانية مثل “تيسكو وسانزبيري”” في غضون ايام  الا ان وزيرة الداخلية “بريتي باتيل” قللت من هذه المخاوف.

 والمثير للتساؤل ان وزيرة الداخلية تتحدث عن الموضوعات التجارية والاقتصادية وليس وزير التجارة او الاقتصاد.

منذ الاعلان البريطاني عن الانسحاب من الاتحاد الاوربي ولندن تماطل وتمدد كما هو معروف  دون التوصل الى اتفاق تجاري مع دول الاتحاد وكذلك موضوعات الصيد في المياه وورد مرة على لسان قائد عسكري بريطاني رفيع المستوى من ان البحرية البريطانية سوف تمنع سفن الصيد التابعة لدول الاتحاد من دخول مياهها وقد رد عمدة باريس بالقول هل انتم بصدد ” فوكلاند جديدة” في اشارة الى حرب  الفوكلاند التي نشبت بين بريطانيا والارجنتين في الثمانينات .

لقد انعكس الامتعاض الاوربي من الاعيب بريطانيا  ومماطلاتها من التوصل الى اتفاق ” بريكست” في الموقف الاخير الذي اتخذت فيه دول الاتحاد مجتمعة  موقفا موحدا لم تتوقعه بريطانيا ظنا منها ان هناك موقفا انسانيا  بحتا سوف يصدر عن هذه الدول جراء” الاعلان عن سلالة جديدة لكورونا” لكن الذي حصل هو عكس ما توقعته لندن مما اضطر جونسون الاتصال بالرئيس الفرنسي ماكيرون لرفع القيود التجارية والحصار الذي فرضته دول الاتحاد على بريطانيا.

ان الموقف الاوربي الموحد والصارم ازاء بريطانيا والذي خلا من اية نبرة انسانية  وهو ما   لم يكن متوقعا  كما كانت تعول  بريطانيا  خاصة ان الامر يتعلق بالاعلان عن ” سلالة جديدة من فايروس كورونا” يعكس امتعاضا حادا من قبل دول الاتحاد جراء استخفاف بريطانيا ومماطلاتها محاولة التملص من اتفاق ” بريكست” الذي تترتب عليه امورا كثيرة من بينها ربما التزام بريطانيا بدفع اكثر من 30 مليار يورو فضلا عن امور اخرى تتعلق بالامن والهجرة غير الشرعية  والكمارك والحدود وغيرها من  الاجراءات التي حاولت بريطانيا التنصل منها مما اثار امتعاض دول الاتحاد الاوربي  مجتمعة هذه المرة.

الاعيب وحيل “الثعلب البريطاني” التي حاول ان يمررها مؤخرا لم تنفع مع “ذئاب وضباع الاتحاد الاوربي”  التي تصدت له  وتبقى بلداننا واوطاننا  ضحية  حيل  هذه الثعالب والضباع والذئاب مجتمعة تنهش في اجسادها لعقود من السنين  يقودهم اسد هرم قابع وراء المحيطات ويتحمل  وزر ذلك الحكام الخونة  .