الرئيس بوتين يجتاز امتحانا  ثالثا بنجاح فائق / كاظم نوري

252

كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 12/11/2020 م …

الامتحان الاول كان في سورية التي وقفت على  قدميها وسوف تستعيد عافيتها  عندما حاول الغرب الاستعماري وفي المقدمة الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها توريط روسيا التي وقفت ضد الارهاب في مستنقع شبيه بمستنقع افغانستان الذي اضطر السوفيت في حينها الانسحاب من البلاد بعد خسائر جسيمة و هذه المرة كان اردوغان الشرطي الذي يراهن عليه الغرب  في سورية التي بقيت شامخة بفضل الدعم الروسي ووقوف الاصدقاء والحلفاء الى جانبها والاهم من كل ذلك تضحيات سورية  شعبا وحكومة وجيشا وقيادة.

 ولم يبق الا بعض المرتزقة  والقتلة من الذين يراهن عليهم اردوغان و الدول الغربية  سواء في محافظة ادلب او في شمال شرق سورية يحتمون با لاجنبي “تركيا او امريكيا” انها ليس  سوى مسالة وقت وتعود سورية معافاة وهوما اكد عليه الرئيسان بوتين والاسد في اتصلاتهما الاخيرة  رغم محاولات انقرة الاخيرة تازيم الاوضاع من خلال قصف القرى والمدن الامنه في الحسكة بعد فشلها في ايجاد كرسي لها في طاولة المفاوضات بين ارمينيا واذربيجان التي تصدرت المشهد فيها روسيا ليتم الاعلان عن وقف اطلاق النار بعد سحب البساط من اقدام الاحمق اردوغان .

وحسنا فعلت سورية عندما رفضت مشاركة تركيا في مؤتمر دعت له موسكو يتعلق بعودة اللاجئين السوريين الذين اضطروا الى ترك قراهم ومدنهم جراء الحرب الارهابية الكونية التي تواصلت تسع سنين وهم بالملايين.

الامتحان الثاني كان في ليبيا عندما تمكنت روسيا من المساهمة بايصال البلاد الى بر الامان بالتعاون مع اطراف اخرى  وقطعت الطريق على اردوغان الذي ارسل المرتزقة والاسلحة والارهابيين لتمزيق ليبيا بهدف الهيمنة على واردات النفط.

الامتحان الثالث وهو الاخطركان في القوقاز عندما اشعلوا النيران عند الحدود الروسية بين اذربيجان وارمينيا في ناغورني كاراباخ  واستمر القتال اكثر من شهر ونصف  وهب اردوغان كعادته للثار من هزائمه في سورية وليبيا بارسال المرتزقة والارهابيين والوقوف الى جانب اذربيجان.

 ووفق معلومات روسية مخابراتية هناك اكثر من ” 2000″ مرتزق وارهابي ارسلتهم انقرة فضلا عن ارسال الاسلحة والطائرات المسيرة ورغم تحذيرات موسكو لكن  اردوغان كعادته ركب راسه واخذ يتحدث باسم الرئيس الاذربيجاني ورغم محاولات موسكو المتكررة لاقناعه بان  يقف على الحياد مثلما فعلت روسيا الا انه وبحماقته المعروفة واصل العناد ليات حادث اسقاط  الطائرة الروسية ومقتل اثنين من طاقمها داخل اراضي ارمينيا وهو لاشك حادث مدبر ومتعمد وان رواية اذربيجان كاذبة انها  محاولة لجر  روسيا الى التدخل العسكري المباشر  بهدف  توريطها  في مستنقع اخر عند حدودها والانتقام منها لوقوفها الى جانب سورية وكذلك الانتقام من ايران التي تجاور اذربيجان وارمينيا  لكن تصرف القيادة الروسية قطع الطريق على اردوغان والذين يضمرون شرا لروسيا وشعبها .

اعتقد البعض ان روسيا سوف ترد عسكريا مثلما ردت على تركيا عندما اسقطت طائرة  السوخوي الروسية في سورية عام2018  لكن موسكو لم تفعل ذلك بل لجات الى عملية ” جر الاذن” لكل من اذربيجان وارمينيا واشرفت على توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار فورا وتكليف روسيا وحدها بارسال قوات لحفظ السلام في المنطقة المتنازع عليها لقطع الطريق على اي طرف بما في ذلك الطرف التركي للمشاركة في قوة عسكرية لانه طرف ليس حياديا ترفضه ارمينيا قبل روسيا كما قطعت الطريق على اللاهثين وراء تدويل الصراع في القوقاز الذي يضر بروسيا في المقام الاول  وانتهى الحديث عن ” الامم المتحدة” وقواتها الدولية ليحل اكثر من الفي عسكري روسي  بمعداتهم العسكرية محل اية قوة خارجية .

اسقاط المروحية الروسية فوق الاراضي الارمينية كان القشة التي قصمت ظهر اردوغان فقد اشرف الرئيس بوتين بنفسه على الاتفاق بعد ان اجرى عدة  اتصالات هاتفية معه لاشراكه في عملية السلام في ناغورنا كاراباخ  لكن الاخير وما عرف عنه انه شخص ينفذ اجندات حلف ” ناتو” العدواني فكان يسكب الزيت على النار في منطقة قريبة من حدود روسيا   ولم يصغ لدعوات موسكو المتكررة   كما انه  عديم المصداقية وقد تملص من  الاتفاقات الموقعة في سوتشي مع الرئيس بوتين  خاصة ما يتعلق بادلب مما جعل القيادة الروسية لاتثق به  وجاءت خطوة روسيا الاخيرة في القوقاز صفعة جديدة له ستعقبها حتما خطوات اخرى ربما في سورية  ردا على استهتار الحالم بالسلطنة شرطي المنطقة ومنفذ اجندات الغرب الاستعماري.