متى تعلن حماس الاستسلام؟ / فارس الحباشنة
نتنياهو سمى حرب غزة بـ»حرب القيامة». مفكر فرنسي قال: إن اندلعت حرب في الشرق الأوسط، فسوف تبقى إلى يوم القيامة. ومتى سوف تقوم القيامة؟.
وتسمية نتنياهو لحرب غزة بحرب القيامة ليست صدفة، وأكيد أنها مقصودة أيديولوجيًا، ونابعة من معجم اللاهوت التوراتي الأسطوري.
واليوم، وبعد عام ونصف من حرب غزة، السؤال الإسرائيلي الأبرز: من سوف يرث الشرق الأوسط؟.
حرب عبثية وعدمية، صراع بين «مجانين يهوه»، وحاخامات أورشليم يريدون إشعال الشرق الأوسط.
نتنياهو يراقب المفاوضات الإيرانية/الأمريكية في روما، ومن المفترض أن تنطلق الجولة الثانية، وأن تُحسم المفاوضات خلال أسابيع. وليس مستبعدًا في حسابات تل أبيب أن تتدخل عسكريًا لتفجير المفاوضات الإيرانية/الأمريكية، وإحباط التوصل إلى تسوية نووية مع إيران.
ترامب يرفض خيار وسيناريو الحرب على إيران وتوجيه ضربة عسكرية. ولكن، قد يفرض نتنياهو سياسة الأمر الواقع، ويباغت في اللحظة صفر بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية. حرب غزة دخلت شهرها الثامن عشر، ولم تنته بعد. وإذا خاضت إسرائيل حربًا ضد إيران ووجهت ضربة عسكرية، متى سوف تنتهي الحرب؟ بعد قرن؟ أم متى؟
الشرق الأوسط يهتز. ويبدو أن ترامب في قراره الاقتصادي والسياسي يريد إعادة تشكيل العالم. فهل سوف يتغير الشرق الأوسط على يدي نتنياهو، ووفق رؤيته وأفكاره ومشروعه التوراتي؟.
وفي الإقليم، ثمة من لا يرى غير إسرائيل. فالإقليم يهتز على إيقاع هشاشة سياسية وعسكرية لأعداء إسرائيل. وإيران في حالة انكفاء وانسحاب جيوسياسي من الإقليم، ولا تستطيع أن تتحمل حربًا أو مواجهة عسكرية على نطاق ضيق أو واسع الساحات، أو حرب استنزاف، أو حربًا موضعية.
في المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة، ليس هناك مقاربات لحل دبلوماسي. وكل ما تمد الأيدي من الدول الراعية والكفيلة في مفاوضات وقف إطلاق النار إلى نتنياهو، تتقطع سبلها، ويضع نتنياهو عصا الذئاب في مسار المفاوضات.
بن غفير طالب حماس بتسليم الرهائن، واقترح عليهم 40 يومًا، وإما أن تسلم حماس الرهائن الإسرائيليين أو يُقتلون ويموتون.
من عام النكبة 1948، والعرب يعرفون كيف يفاوض الإسرائيليون؟ وكيف يلعبون بالوقت ويهدرونه ويقتلونه؟.
وفي الأيام الأخيرة من عدوان غزة، زادت شراهة إسرائيل في القتل والإبادة، والتجويع والحصار على قطاع غزة. ومن الواضح أنه ثأر إسرائيلي من البشرية، ويدفع ثمنه شعب غزة.
وفي التوراة وصية تقول: اقتلوا.
ويبدو أن لا أحد قادر على فهم سياسة نتنياهو ما وراء حرب غزة، وإلى أين تذهب إسرائيل في حرب هستيرية لا حدود لها، وتكريس لعقيدة أبدية الحرب الإسرائيلية.
إسرائيل ترفض أي مسارات تفاوض لوقف إطلاق النار، وحتى أن معلقين قالوا: إن أعلنت حماس هزيمتها، فهل ستوقف إسرائيل عدوانها على غزة؟!
لربما هو السؤال الأهم في مواجهة «جنون نتنياهو». وقد قالها بن سموتريتش: إن الحرب لم تنته، وغزة هي البداية، ودعا إلى إلقاء قنبلة نووية على غزة.
ومن قال إن إسرائيل لا تفكر واقعيًا في الخيار النووي في غزة؟ ترامب الذي هدد غزة بالجحيم، يبدو أنه مؤمن أن لا غزة ولا لبنان ولا سوريا ولا العراق ولا اليمن… وأن الحرب أكبر وأبعد من تدمير واجتثاث حماس في غزة، ومنعها من إدارة القطاع المنكوب. نتنياهو يسير على تعليمات وخطى «يهوه» لإعلان تتويجه ملكًا على الشرق الأوسط، بل ملكًا على العالم.
معادلة الصراع تبدو أنها واضحة، ولو أن المقاومة وحماس في غزة والضفة الغربية رفعوا الرايات البيضاء وأعلنوا الاستسلام، فهل يخمد شيطان الحرب والإبادة في رأس نتنياهو؟ وهل هناك رادع إقليمي جيوسياسي وعسكري يجبر إسرائيل على وقف إطلاق النار؟.