الوزير الأردني الأسبق د. صبري ربيحات يكتب عن كتائب القسام: نعم انها أكثر الكتائب خلقا
لو حدث ما قام به الاسير الاسرائيلي “عمر شيم” المفرج عنه من قبل حماس في مكان اخر في العالم لرأيت الصحافة ووسائل التواصل وبرامج الحوارات التلفزيونية منشغلة بقصته لاسابيع .
لقد ظهر المحتجز الذي امضى قرابة عام ونصف في الأسر منتشيا وممتنا كأنه في حفل لتوزيع الجوائز، فالفرح يطفو على وجهه فلا خوف ولا قلق ولا هزال ولا آثار للتعذيب .
هذا الاسير الذي بدا بكامل عافيته ونضارته عبر عن أمتنانه لكتائب القسام بتقبيل رأس المقاتل الذي كان حارسا له .
كان المشهد كافيا للإجابة على كل ما يمكن ان يخطر ببال اي مشاهد عن الاوضاع التي كان عليها المحتجزون الاسرائيليون لدى المقاومة الفلسطينية. هذا المشهد لخص كل الإجابات وكان كافيا لإثارة جنون نتيناهو ومجلس وزراءه المصغر .
جاء المشهد ليؤكد انطباعات الذين تابعوا عمليات الإفراج وليقول بلغة كيوغرافية بان حركة المقاومة تعمل بخلق إسلامي رفيع فيه من الاحترام والمسؤولية والالتزام ومخافة الله ما يجعلها اهلا للثقة وموضعا للتقدير ويبرئها من كل اتهامات الوحشية والسيطرة والإرهاب التي صاغها الاسرائيليين وتبناها اصدقاءهم واولياءهم وانصارهم.
في العالم اليوم حديث باهت عن القانون الدولي الانساني وتطبيق اتفاقيات حقوق الإنسان ومسؤولية الدول تجاه أسرى الحرب وسلامتهم لكن لا يوجد بين جيوش العالم من يطبق هذه القواعد او يلتزم بالقوانين نصا وروحا كما تلتزم بها كتائب القسام ..
على خطى الرسول الكريم وجيوش الفتح الإسلامي يعمل هؤلاء الرجال العظام على احترام حقوق الأسرى ويرعون شؤونهم ويحافظون على كرامتهم ويودعوهم باعلى مظاهر الاحترام لكرامتهم وانسانيتهم ليظهروا للعالم عظمة الدين وسمو اخلاق اتباعه الذين يلتزمون بقيمه وتعاليمه.
على مدار ما يقارب الخمسماية يوما احتفظت المقاومة الإسلامية في غزة ” حماس والجهاد الإسلامي ” باسراهم وحاولوا الحفاظ على أرواحهم فاطعموهم مما أكلوا واسقوهم مما شربوا وجنبوا بقدر ما استطاعوا الكثير منهم النتائج الوحشية لحمم الغضب المسعور الذي صبه المحتلين وحلفاؤهم على الشعب الفلسطيني طوال ايام وليالي الحرب التي خاضها الفلسطينيون دفاعا عن أرضهم وحريتهم وكرامتهم ووجودهم …
الأسابيع التي شملتها المرحلة الأولى من اتفاق وقف اطلاق النار كانت الفرصة الامثل لقوى المقاومة ان تعرض تنظيمها وواقعها وعزيمتها واخلاقها للاسرائيلين والعالم .
ببراعة لا تضاهى ظهرت عنقاء المقاومة الفلسطينية من بين الانقاض لتقدم نفسها لشعبها وللبشرية وتقول بلغة تخلو من الخطابة بأننا انتصرنا رغم كل الدمار . نحن اصحاب حق لا يملك احد حق التنازل عنه . لقد كنا جاهزين للدفاع عن حقنا وحريتنا وكرامتنا . بالرغم من كل هذا الدمار فلم يتزعزع ايماننا بعدالة قضيتنا ولا التزامنا بمواصلة القتال حتى يعود الحق لأهله مهما تطلب ذلك من دماء وأرواح.
الدرس الأهم كان يقول و بلغة تشبه الرسم والتمثيل والعرض المسرحي على خلفية الارض التي أصابها الدمار نحن هنا وسنبقى هنا على هذه الارض التي اختلطت برمالها دماء الابناء والاباء والاحبة والمقاتلين .
لكل الذين حاولوا التملص من الشرائع السماوية والأخلاق التي جاء بها الأنبياء نقول هذا هو الإسلام الذي تحلى به الفاتحون والتجار والعلماء الذين انتشرت العقيدة بفضلهم وجمال تطبيقهم لنصوصها وتعاليمها التي حملت قيم الصدق والحق والكرامة والعدل واحترام الاخر وحسن المعاملة ورعاية الضعيف والوقوف في وجه الظلم والظالمين.