حافلات “تل ابيب” و”إسرائيل” الأصغر من الصغرى! / الياس فاخوري

الياس فاخوري ( الأردن ) – الأحد 23/2/2025 م …

حافلات “تل ابيب” و”إسرائيل” الأصغر من الصغرى!
قالتها ديانا فاخوري منذ نيف وعقد من الزمان: “اسرائيل” الى زوال – كما على ثرى فلسطين، كذلك في السماء: لا اسرائيل التوراتية، ولا اسرائيل الكبرى، ولا اسرائيل العظمى او العظيمة، ولا “يهودا والسامرة”، ولا 78% من فلسطين التاريخية .. والمقاومة هم شعب الله المختار .. وهم اصحاب القرار على ارضهم!
وهذه حافلات “تل ابيب”(سلسلة تفجيرات في “بات يام” و”حولون”) تشير الى “إسرائيل” الأصغر من الصغرى، فلتقبل دولة الكيان بإعلان “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة على 46 % من مساحة فلسطين التاريخية بعاصمتها القدس الشريف على أساس حل الدولتين والعودة الواحدة تنفيذاً للقرارين الأمميين 181 و194 (وهما شرط قبول عضوية “اسرائيل” في الأمم المتحدة أصلاً) .. وعليه، لا تتعدى مساحة دولة الكيان (”اسرائيل الصغرى”) 54% من مجموع مساحة فلسطين البالغة 27027 كم2.
وبعد، ها هي حافلات “تل ابيب” تؤكد القدرة على اقفال أبواب الجحيم حيث فشلت الدبلوماسية، وحيث يطمح ملوك التوراة لبناء الهيكل الثالث بجماجمنا ..
ببركات الطوفان ينتهي طريق الجلجلة ليبدأ اليوم التالي على أيدي أهل الطوفان ورجال الله وبناته في الميدان .. واذكروا ان أمريكا شريكٌ ل”إسرائيل” وليست وسيطاً ولا تستند في كل ما تفعل او تقول الى القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية عموماً .. وهي، كشريك ل”إسرائيل”، تستند الى القوة ولا تأبه بالحقوق وبالتالي تدفع الصراع للتمدد خارج فلسطين بكل ما لذلك من ابعادٍ وتداعيات .. لنتفكّر بالمنطق والواقع كيف أن المقاومة في فلسطين ولبنان قد ربحت أو، على الاقل، كسرت بنهجها إرادة الكيان الغاصب في كل معاركها السياسية والعسكرية في حين لم يُثمر نهج الارتهان لامريكا و”اسرائيل” سوى الخسائر السياسية والعسكرية مع الكيان ذاته!
نعم، حافلات “تل ابيب” تسحق نرجسية نتياهو، ببعدها التوراتي لتلاقي إيلان بابيه، المؤرخ “الاسرائيلي” واستاذ الدراسات الدولية في جامعة اكستر البريطانية، في خشيته من هجرة “اليهود” من التيه عبر الأزمنة الى التيه عبر الأمكنة .. فليتدافع “الاسرائيليون” وشركاؤهم في دول المحور الصهيواوروبيكي الى القبول بحل الدولتين والعودة الواحدة قبل ان يفاجئهم الوعد المفعول بأُولِي البَأْسٍ الشَدِيدٍ وحل العودتين والدولة الواحدة!
قالها بابلو نيرودا: “الكلمة مثل الوردة، ترتدي أحياناً ثوب الحداد”!! وستبقى “ديانا” في الذاكرة .. ذاكرة شقائق النعمان، وحقول الياسمين، والنوارس، وأحرار العالم.
الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون .. أنتم الحَلُّ والحِلُّ!
الياس فاخوري
كاتب عربي أردني