في اليمن يرقد التاريخ، ومن اليمن تنبعث الحضارة و”قدس 1″و”قدس 2″ الباليستيّة الفرط صوتية! / الياس فاخوري

0 282
الياس فاخوري ( الأردن ) – الثلاثاء 24/12/2024 م …
الإيمانُ يمانٍ والحِكمةُ يمانِيَة، ويُنسب للرسول الكريم قوله “أهل اليمن هم مني، وأنا من أهل اليمن” .. 
علمانية الدولة يمانِيَة حيث قام الملك السبأي “كرب إل وتر” بفصل الدين عن السياسة، والهدهد يماني، وكذلك سيف بن ذي يزن، وبلقيس (ملكة سبأ) وناطحات السحاب والسدود والمدرّجات وشبكات المواصلات والخدمات التجارية، وابتكارات حفظ المياه وتخزينها وأساليب نقلها بالترع.
 
من السورة 34 بآياتها ال54 – “سورة سبأ” إلى نبأ “هدهد سليمان”، ومن “عرش بلقيس” وعلمانية “كرب إل وتر” إلى “ناطحات السحاب” و”سد مأرب”، ومن “سيف بن ذي يزن” الى “قدس 1″و”قدس 2” الباليستيّة الفرط صوتية يرقد التاريخ وتنبعث الحضارة الًيمنية كالعنقاء من صحراء “رملة السبعتين” لا تقوى عليها الحروب وأهوال الزمن.
 
هنا اليمن العصيّ على الاحتلال، ويشهد التاريخ مغامرة ابرهة الحبشي وكيف أخرجه سيف بن ذي يزن جثة من هناك بالتعاون مع الجيش الإيراني!!
اما حملات الترويج لهزيمة المقاومة واستهداف اليمن لمحوه من الخارطة الإقليمية بعد نجاح محور الشر الصهيواوروبيكي بتدمير سوريا – فتستدعي تكرار قولي “غَيْرُ مُجْدٍ فِي مِلَّتِي وَاعْتِقَادِي نوح المتباكين او ترنّم الاسرائيلين واعلام التضليل بما يجري في سوريا”!
 
هل تحقق هدف إزالة المقاومة وتصفيتها كشرط لضمان الاستقرار الوجوديّ للكيان؟
وماذا عن اضطرار الكيان للذهاب إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع المقاومة في لبنان، دون التمكن من الحصول على الامتيازات والمكاسب التي طالما اصرّ على اشتراطها وكم حاول فرضها تحت النار كالوصول الى نهر الليطاني مثلاً!؟ الا يعني ذلك أن المقاومة هي التي قامت بفرض التفاوض تحت النار فعاد الكيان عن شروطه وأُرغم على التساكن مع قوة مقاومة مسلحة ومقتدرة على الحدود، بعدما أعلن ان  حرب غزة ولاحقاً لبنان، كانت تهدف للإطاحة بهذا التساكن!؟ وبعد، الا ترون ان هذا الاتفاق قد يشكّل سابقة للقبول باتفاق مماثل على الجبهة الغزية!؟
 
وغَيْرُ مُجْدٍ في تغيير المشهد الإسهاب في الحديث عن انقطاع شريان إمداد المقاومة من خلال سوريا فهذه فرصة اقتنصتها المقاومة للانتقال الى التصنيع، وهذه الطائرات المسيّرة تُشكّل مصدر القلق الرئيسي لجيش الاحتلال ولقبّتهم الحديديّة .. كذلك هي صواريخ الكورنت المصنّعة والمعدلة في مختبرات المقاومة، وعبوات الشواظ وقنّاصات الغول وقذائف الياسين.
 
الم ترتفع في الفترة الاخيرة وتيرة العمليات في جبهتي غزة واليمن كيفاً وكماً!؟ الا نشهد يومياً عدداً من العمليات المكثفة والاستهدافات المركبة للآليات العسكرية وللجنود والضباط!؟ وماذاعن الاشتباكات من مسافة صفر، وعمليات الطعن، والقنص، والأحزمة الناسفة، والتنكر بلباس الجنود الاسرائيليين، والاستيلاء على أسلحتهم!؟  
 
ثم، الم يتحدى اليمن الهيبة الأميركية ويتصدى لقدرة الردع الأميركية في البحر الأحمر، حيث تمكن من منع سفن الكيان والسفن المتوجّهة إلى الكيان من العبور، وصولا الى إقفال ميناء ام الرشراش!؟
 

وها هو اليمن يدخل اليوم بكل ثقله على خط اسناد غزة، فتارةً عدة طائرات مسيرة نحو ميناء ام الرشراش، وطوراً صواريخ فرط صوتية نحو تل أبيب، ومرة عملية مركبة تستهدف سفناً أميركية حربية في البحر الأحمر. وقد شهدنا مؤخراً  فعل الصواريخ اليمنية الفرط صوتية بعمق الكيان .. عداك عن 17 صاروخاً مجنحاً و8 طائرات مسيرة في عملية نوعية استهدفت حاملات الطائرات والسفن الحربية الأميركية وادّت لارتباك ناري انتهى بإسقاط طائرة أميركية حربية من طراز اف 18.

يدرك الكيان المحتل ان الفشل قَدَرُهُ وفد فارقت روح جيشه الحياة، وبدت عليه علامات الشيخوخة والأفول .. لم تُجْدِهم الحرب في توفير الأمان الوجودي لكيانهم الغاصب ولم يتمكنوا من إزالة التهديد الاستراتيجي الذي تمثله قوى المقاومة التي،لا ننكر انها، تكبّدت أثماناً باهظة للحفاظ على معادلة القوة!
 
الا يذكّرنا هذا بغاندي حيث قال: “ليس ثمّة أمّةٌ استطاعت أن تنهض من غير أن تطهّرها نار العذاب… إنّ طريق الاستقلال يجب أن تغسله الدماء”؟
 
 
واليوم اخاطب أهل اليمن بما خاطبتهم به ديانا فاخوري متّكئةً على الصحابي الجليل عبدالله بن العباس حين قال: “يا اهل اليمن يكفيكم ان لكم من السماء نجمها (سهيل اليماني)، ومن الكعبة ركنها (الركن اليماني)، ومن السيوف صمصامها (يعني صمصامة عمرو بن معدي كرب الزبيدي، فارس العرب في الجاهلية والإسلام والذي وصف بأنه رجل بألف رجل)”
 
من اليمن الى غزة عبر القدس ولبنان المقاوم .. كيدوا كيدكم – فما ايامكم الا عدد، وما جمعكم الا بدد تصديقاً للنبوءة المنقوشة على ظهر الدهر، النبوءة الوشمٌ في الذاكرة: “اسرائيل” الى زوال مهما توحشت وأراقت من دماء .. 
 
حُلْوُة الشَّمَائِلِ، زينبية الهوى .. “قَدْ جمعتْ كلُّ المَحَاسِنِ فِيهِ”
زينبية الهوى — فِي الحُسْنِ، كانت “ديانا” صُورَةُ يوسفٍ .. 
وانا “فِي الحُزنِ مِثْلُ أبيهِ”!
 
 
الدائم هو الله، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
 
الياس فاخوري
كاتب عربي أردني
 
 
 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

17 − خمسة عشر =