من لواء جولاني الى ابي محمد الجولاني: أنقذونا، فقد هُزِمْنا وانتصرت المقاومة .. اما الثأر فمعقود بنواصيكم وما نواصيكم الا بايدينا! / الياس فاخوري
اما الرابع والعشرون من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 – يوم انهمار صواريخ المقاومة على عاصمتنا ومدننا (عاصمة الكيان الإرهابي ومدنه) – فلم يكن مجرد كابوس مخيف في حياتنا، بل هو يوم مجيد في حياة لبنان والعرب، وفي تاريخ الصراع العربي – الصهيوني .. كما شكّل رسالة متعددة الأبعاد والاتجاهات انطلاقاً من لبنان وتكاملاً مع المقاومة الغزّية ليتوالى توالد الملاحم الأسطورية!
واي صدفة تمنع تركيا من قطع علاقاتها مع كيان الاحتلال تضامنا مع غزة، كما فعلت دول أميركا اللاتينية!؟ هي الصدفة ذاتها التي تتقاطع فيها مع أميركا، التي تدير حلف الناتو (تركيا عضو فاعل فيه)، على ابي محمد الجولاني وجبهة النصرة .. اما روسيا وإيران وقوى المقاومة فلن تتردد في الانحياز الى جانب سوريا وهي جميعها على يقين بأن امنها الاستراتيجي يتصل وجودياً بقوة سوريا وأمنها .. وعليه سيتم حسم معركة حلب الثانية وفقاً لنتائج معركة حلب الأولى .. وهذه فرصة تركيا الاخيرة لاختيار اصطفافها الإقليمي الواضح دون الرمادية التي التفّت بها في حرب غزة وحرب لبنان ولتنتقل من الأهداف التكتيكية لملاقاة الهدف الاستراتيجي لحلف كبير مستعد للقتال دفاعاً عن سوريا.
وهنا لا بد ان استعيد ما قالته ديانا فاخوري: “سوريا للسوريين، والسوريون أمة تامة”.
كما على الأرض كذلك في السماء: سوريا، خالقة الأزل، تعيد كتابة التاريخ وتعيد توجيه البوصلة طبيعيا نحو فلسطين!
تحررت دمشق، ولم تسقط مجرد طائرات او صواريخ العدو في المحور “الصهيواوروبيكي”.. أسقطت سوريا ثقافة “النعجة” عربيا و ثقافة “الرامبو” اسرائيليا! سوريا: أنا أقاوم، اذن أنا موجودة!
إنها سوريا المقاومة .. سوريا العربية العلمانية الموحدة .. مثوى ألف نبي .. فكرة خمسة عشر الها خرافيا .. أم لستة من أباطرة روما .. لؤلؤة العرب و جوهرتهم!
سوريا .. صاحبة عبقرية الأزل محكومة بالمقاومة و الممانعة منذ الأزل .. قاومت الإغريق و الرومان و المماليك و العثمانيين و ما زالت تقاوم قوى الشر الصهيوأوروبيكية .. و لعل هذا ما يمثل جوهر وجودها التاريخي و علة كونها الاستراتيجي!
سوريا هذه تجسد قصة الحب الأزلي بين الله و الانسان في كنيسة “حنانيا” و شقيقتها الكبرى “المريمية” .. كما في “المسجد الأموي” و ماء “بردى” و ضريح “محي الدين ابن عربي” في سفح قاسيون .. و كان “ابن عربي” قد أوصى بدفنه في دمشق حيث يستطيع أن يرى الله بالعين المجردة ..
دمر هولاكو بغداد و أسلم في دمشق .. حرر صلاح الدين القدس و طاب موتا في دمشق .. قدم لها الحسين بن علي و يوحنا المعمدان و جعفر البرمكي رؤوسهم طلبا لرضاها .. و ما بين قبر زينب و قبر يزيد خمس فراسخ .. انها دمشق، لا تعبأ بكارهيها .. و تتفرغ للغرباء الذين ظنوا أنفسهم أسيادها ليستفيقوا عالقين تحت أظافرها!
فلا غرو اذن ان يكلم الله الشعب العربي في سوريا مبشرا بالنصر (جامعا البشارة والنصر): أنتم قلعة العرب، و انكم انتم الغالبون!
انها سوريا العلمانية القومية الموحدة والجولان في وسطها – لا على حدودها – وحبل السرة يضمها جميعا بما في ذلك الرقة ودير الزور والحسكة والاسكندرون بعد عودته .. وها هي الشمس تشرق لتستمتع برؤية سوريا تحنو علی فلسطين محررة والهلال الخصيب موحدا!
اما انت، يا ديانا، ففي الحسن صورة يوسف .. وانا في الحزن مثل ابيه – تَسَرَّبَ في الدُّموعِ فَقُلتُ: وَلّى// وَصَفَّقَ في الضُّلوعِ فَقُلتُ: ثابا//