إسرائيل تتجاوز كل الخطوط الحمر… ماذا عن رد سورية ؟ / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) – الجمعة 15/11/2024 م …
جريمة حرب جديدة بحقّ المدنيين السوريين تُضاف إلى سجل العدو الإسرائيليّ الحافل بالإجرام والوحشية، فإلى أي مدى يمكن لسورية أن تذهب بعيداً في ردّها؟ وماذا عن خروج الأمور عن السيطرة وجرّ المنطقة الى حرب اقليمية واسعة؟
في الآونة الأخيرة، شددت إسرائيل من عملياتها العسكرية في سورية وتجاوزت جميع الخطوط الحمر هناك، فقد استهدفت المطارات المدنية كما قامت باستهداف مباني سكنية في دمشق وريفها وأزهقت عشرات الأرواح من المدنيين.
إن فشل نتنياهو في غزة، وامتداد فشله إلى لبنان، بعدما خسرت اسرائيل في الوصول نحو أهدافها في المنطقة، فالذي يتابع أخبار الكيان الصهيوني وتحليلات منظريه يعرف حجم التخبط والجنون الذي أصابه، ولكن هل تدرك تل أبيب أنها ألقت بنفسها في المستنقع، وهل تدرك أيضاً المخاطر التي سوف تترتب على ضربها لسورية؟
ان الخيبة الإسرائيلية تأتي بعد أن كانت تظن بأنها ستحقق أهدافها في آن واحد في الهجوم على سورية، فإسرائيل كانت تريد القضاء على التهديد الذي تشكله سورية المدعومة من حزب الله وإيران وحركات المقاومة، لكن هذا الإمر لم يحصل، بل على العكس فقدت مكانتها الاستراتيجية في المنطقة، وبذلك دفعت ثمناً سياسياً ودبلوماسياً باهظاً لمغامرتها الطائشة بضرب مواقع في سورية وبهذا أدرك الإسرائيليون أن الهجوم على دمشق لها تكلفة عالية لا يمكن التعويض عنها حيث اصبح كل حلفاؤها في مرمى النيران.
واضح جداً أن الجيش السوري حريص على عدم فتح جبهات جديدة، و لن يتصرف بإنفعال وإرباك، وإنما سيأخذ الوقت المناسب لتحديد الخطوة الآتية بهدوء وحزم، وهذا ما عكسه اللقاء الاستخباراتي الايراني السوري بالقول من أن صبر الحكومة السورية إزاء الهجوم الإسرائيلي على أراضيها قد يستنزف إن آجلاً أو عاجلاً مما سيؤدي إلى تداعيات وخيمة على المنطقة ولعل هذا التصريح هو رسالة تحذير قوية وواضحة للطرف الإسرائيلي المعتدي على وطننا الغالي على قلوبنا “سورية”.
وفي المقابل، هناك مقاومة على أشدها لضرب تل أبيب التي أصبحت أهدافاً مشروعة لمحور المقاومة في المنطقة، ويبدو أن الكيفية التي سيتم بها الضرب ستكون مفاجئة لإسرائيل وداعميها، إذ أن هناك خططاً تم إعدادها بدقة مسبقاً، وتحضيرات واسعة ستشارك فيها دول محور المقاومة بشكل فعال، التي ستجري في أكثر من محور وأكثر من جهة، استعداداً للهجوم الشامل، ومن هنا أن العمليات العسكرية تمضي بخطى ثابتة نحو الهدف المخطط له، وبالتالي كل هذه الإنجازات ستغيّر كافة الموازين العسكرية على الأرض لصالح رجال المقاومة.
من المؤكد أن مراجعة سريعة لوقائع القتال في سورية ، تشير إلى فروق واضحة المعالم بين قدرات الجماعات المسلحة التي ضعفت كثيراً، مقابل قدرة الجيش السوري على تكبيد هذه التنظيمات خسائر كبيرة، وقد بات أكثر جاهزية في البحث عن أهداف عسكرية لضربها عن طريق عمليات الاقتحام، لذلك فأن مشروع الإرهاب سيسقط لا محالة فيما ستبقى سورية صامدة رغم التآمرالأمريكي والإسرائيلي على سورية، وستبقى دمشق صخرة تنكسر فيها نبال الغزاة، لذلك يجب على نتنياهو أن يحترس من التورط في شن حرب أخرى على سورية كونه لا يستطيع تطويق حدودها ومجابهة الدول الإقليمية المرشحة للاشتراك فيها، وهي حرب سوف تكون مكلفة لبلاده عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً وإمكانية تطورها الى حرب إقليمية بأبعاد عالمية قد تنقلب من حرب محدودة الى حرب مفتوحة والتي سوف يكون لها آثار مدمرة على كامل المنطقة متى إشتعلت.
وبإختصار شديد، إن الحرب على سورية لها آثار مدمرة متى إشتعلت وإستعرت لأن هناك أكثر من جهة تريد أن تثبت وجودها في المنطقة سواء على الصعيد العسكري أو السياسي، وأن هذا العدوان سيكون كارثياً على مستقبل المنطقة بأكملها.