التلمود اليهودي هو أصل الشر – وعد بلفور عتبة / د. سمير محمد أيوب

0 209

د. سمير محمد أيوب ( الأردن ) – الأحد 3/11/2024 م …

اطلالة على اصل الشر وآفاقه وقد حط المشروع الاسراميكي برحاله – عيني عينك – في أكثر من موطن عربي، فاجئ الغافلين والمغفلين في بعض المواطن، ممن لم يتوقعوا وصوله اليهم، وارتطم في مواطن اخرى، بمن خرجوا منذ زمن طويل لمواجهته ودفعَ كلِّ ثمن تقتضيه تلك المواجهات. تؤكد المشهديات اليومية، بأن مساحة الرعب تتوسع، ولم تعد تنتمي لفلسطين وحدها. وتؤكد بأنشريط الدم يتمدد، وتدميراسباب الحياة يتعمق، ليدخل كل بيت عربي وشارع . ولاننا امة مستباحة، فإن جثثنا في كل مكان، وبيوتنا مدمرة، حتى صار تاريخنا للأسف الشديد، يؤقت بأسماء المجازر لا بانجازات الرجال. في هذا الحاضرالمهين، تقاعسَ جُلُّنا وتواكل، وعلا الصدأ بواريدا خائفة مذعورة، لا تطلق رصاصا دفاعا عن ارض أوحماية لعرض، بل تنتظر طيرأبابيل أو دجال أعورأونداء شجرالغردق لتحريرها. وإن تجرأ بعضهم، فانه قد يرفع صوته مستهجنا مستنكرا منددا. ناهيكم عن الذي ما زال منهم، يظن ان اوهام التطبيع وسراب السلام ماء فراتا. على الرغم من كل ما قرأنا وسمعنا، عن بركات الطوفان، فإنه يبدو قد فضح فيما فضح، موت كل منظومات القيم السياسية التافهة، لكل قوى الاستعمارالصليبية المعاصرة. بلا رتوش كشف اصطفافهم من جديد، خلف العدو لانقاذه، وتبرير جرائمه والدفاع عنه. لا حاجة لأي منا، لان يكون قارئ كف، ليعرف ان تأخُّرَنا في فضح فخاخ المغالطات التي تتنطح لقراءة وتأويل واقعنا، مرده عمليات التتويه والتمويه والتجهيل المتعمد التي يراد اغراقنا في دهاليزها، لابعادنا عن الامساك باصل صراعنا مع معسكر الاعداء، والتي تكمن في تلك الخرافات المؤسسة والراعية لهذا الصراع. من اجل هذا، اريد لهذه المقاربة، ان تكون اسهاما ايجابيا جادا، في انتاج اطر معرفية تثري وعي كل مهتم بواقعه وواقع ناسه، مستقبله ومستقبل ناسه. وأن تكون هدية لكل من يسعى لتبين ينابيع ولغة وخطى الصراع مع العدو، كي لا يستغرب ما يصيبه من جرائمه، ولا الكيفية التي بها يصاب. واريد لهذه المقاربة ان تكون هدية لكل الشهداء، ولكل أسرانا الذين يحاول البعض بالجهل او بالتعمد المريب، تحويل جهادهم الى مشكلة اسرى، ونسيان الجهاد الذي كان سببا في اسرهم. وتحذيرا لكل الذين ما زالوا خوفا او توهما، يظنون ان الطاعون الاسراميكي وبهلوانيات الصليبية الاوروبية، ستقدم للفلسطينيين وطنا مهما كان، الا اذا ارغموا عليه. وقرصة اذن لاصحاب الاوهام الهشة، من أمثال المروجين لغصن الزيتون البائس، وسلام الشجعان المنافق، وعبث التفاوض العدمي، الذين وهم يتمرجلون على ناسهم، يطلبون حماية من مجتمع دولي اعمى وأصم وابكم. وصفعة على وجه كل من لا يستحق شواربه، من المتصهينين المغادرين لعروبتهم، رافعي اعلام أعدائنا. وبلا خجل يتجرؤون على تسفيه كل فعل مقاوم، ويصرون على البقاء عراة من اي قوة مادية. الاتكاء على بشاعة ما في التحققات اليومية من جرائم في فلسطين ولبنان وغيرهما، وتصريحات قادة العدو حول شرق اوسط جديد، يقودنا بالحتم الى ضرورة تنقية سردياتنا التي تحاول ان تختصر ما يحصل، بمفاعيل سايكس بيكو ووعد بلفورالاول، بايجاد كيان يهودي في فلسطين، يكون خاضعا لهم، ويربط اهداف الحركة الصهيونية باهداف الدولة البريطانية في بلاد العرب. ناهيكم عن وعد بلفور الثاني الذي اعلنه بوش اثرغزو التحالف الامريكي للعراق في العام 91، والذي بحقد توراتي تلمودي، اعلن فيه بضمان امن وسلامة اسرائيل كدولة لليهود. ووعد بلفور الثالث الذي اعلن به ترامب صفقة القرن واهداء كامل القدس لليهود. بينما الامانة العلمية والوطنية، تفرض على المتبصرين منا، العودة الى جذور الصراع ، لمعرفة ان الشرائع التلمودية ودلالاتها، هي التي مهدت لاستيلاد كيان سياسي لليهود في فلسطين، والكيفية التي يجب ان يتم بها، وصولا الى وهم اسرائيل الكبرى. توجيهات الشرائع التلمودية غير مبهمة ولا ملتبسة، مرشدة موجهة وآمرة لأتباعها أفرادا وجماعات، وهي تعظم اليهودي، وتفضله على باقي الاغيار من خلق الله، تأمرهم بصياغة هدفهم النهائي من الصفر بعناية، وتحديد شروط تحققه والعتبات التنفيذية الموصلة اليه. يتفنن اليهود في التسلل المتدرج، في صعود عتبات تحقيقه، وفق قواعد وفرص عمل ظرفيه متاحة، فهم بمهارة حذرة يوظفون قواعد وتطبيقات الاعتماد المتبادل على قدرات الآخرين، لتعزيز القدرات العسكرية الذاتية والاقتصادية والسياسية، التي تمكنهم من احداث تشققات في الكيانات السياسية العربية، وفي اغراقها في الفتن التي تساعدهم على تفتيب القوى العربية الحية، تمهيدا لاخراجها من ميادين ، الصراع واستيلاد متخاذلين ومنكسرين، ورعايتهم بعد ترويضهم، لتعميق الخيبات العربية وتسييدها. لا يُبقي هذا الكيان الاوهن، إلا هوان عربي معاصر، ولا يُمكنه من التجذر الا انحطاط عربي معاصر هو الاخر. تتردى في ظلاله كل اسباب الحياة ، وقد تتبخر في ظله محميات عربية ، طالما بقيت مَواطن العرب مشاعا مفتوحا لكل من هب ودب. دماؤنا وعذاباتنا والدمار والطوفان المبارك، كشفت كلها لكل حصيف واع، الكثير من المسكوت عنه في الدهاليز وتحت الطاولات. بداياته تطبيع متدرج ، تمهيدا لتكوين محور اقليمي شرق اوسطي جديد، تقوده وتهيمن علية اسرائيل، تتلوه متواليات النحر والانتحار والجنائز الحمعية. خاصة، اننا قد بتنا نعرف بعد غيرنا، أن عدونا كان قد اكتشفت من قبل ان نعرف، أن الاعتماد الأسطوري على الولايات المتحدة وحدها، لا يمكن أن يغطي كل احتياجات طموحاته المحاصرة داخل موقع محدد جغرافيا في إقليم يغلي بعداء شعبي ضده. تماما كما فعل عند اعتمادة في تأسيس كيانه على الصليبية البريطانية قبل ان ينقل بواريده الى الكتف الامريكي الوارث للامبراطورية التي كانت الشمس لا تغيب عنها. في توجهه الى مستقبل يمور بكل الاحتمالات، فإن العدو يستعد للتحررمن كثير من قيود موقعه الجغرافي، وظروف صراعاته فيه، عبر نسج علاقات مصلحية اعمق من الإقليم، تطمح في الوصول من خلالها إلى روسيا والصين والهند. . إسرائيل تعرض على الهند تجربتها الفريدة في إبادة سكان بمزيج من الحسنى والصبر والاستفادة من دعم حلفاء طبيعيين وخصومة أعداء أيضا طبيعيين. أظن أن كثرة من عربنا ، لم تقدر التقدير السليم، المدى الذي وصلت إليه العلاقات الهندية الإسرائيلية، ولا عمق وأهمية التعاون التكنولوجي مع إسرائيل لدى كل من نيودلهي وبكين. فالعدو يسعى في الوقت نفسه، وراء استثمارات ضخمة لم تعد تقوى على توفيرها دولة واحدة. إسرائيل في حاجة ماسة لاستثمارات صينية ضخمة في قطاع التكنولوجيا الرقمية المتطورة. وكما يسعى العدو لربط قطاعه التكنولوجي بالمصادر الصينية، فانه بالحماسة نفسها، يسعى للحصول على اعتماد روسيا عليها في قطاع التكنولوجيا المتطورة . إن أفلحت إسرائيل في خططها الجديدة هذه، تكون قد وضعت الأساس لشبكة تجمع أهم مصادر التقدم التكنولوجي في المستقبل الموجودة في الولايات المتحدة والهند والصين وروسيا، فرصة قد لا تتاح لدولة أخرى في العالم في الأجل المنظور. إنه المستقبل لا يصل إلا لكل من يخطط له ويستعجله ويستعد لمخاطره. فالمستقبل كما يعلم كل حصيف علم اليقين لا ينتظر البلهاء، وان انتظر فانه سرعان ما يمل الانتظار. استعيدوا وعيكم ايها الصم البكم والعمي من عرب ، واغضبوا لتحموا حاضركم ومستقبل اجيالكم الاتية، فالاسراميكي وان كان قلعة مدججة بالسلاح، فانه اوهن من بيت عنكبوت. لانه ببساطة، يتكئ على توليفة من الخرافات التلمودية، والمصالح الصليبية المعاصرة، والكثير الكثير من هوان عربي مخزي.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سبعة عشر − 12 =