أ.د. احمد القطامين ( الأردن ) – الإثنين 28/10/2024 م …

بينما يستمر جيش الكيان في عمليات الإبادة الجماعية لسكان غزة مع فتور ردود الفعل الشعبية حول العالم، تتواصل العمليات العسكرية على جبهة لبنان، حيث تشهد هذه الجبهة تحولات دراماتيكية في النسقين النفسي  والعسكري. فقد تمكن على ما يبدو حزب الله من استعادة توازنه الاستراتيجي بعد الضربات المؤلمة التي تلقاها ابتداء من حادثة البيحرات واجهزة الوكي توكي مرورا في استشهاد قائد الحزب الكارزماتي حسن نصر الله وقيادات كبرى وازنة اخرى من الحزب.

تمكن الحزب من استيعاب هذه الضربات الصعية وشرع في هجوم معاكس الهدف منه ضرب حالة النشوة التي اجتاحت الكيان كنتيجة لضرب مفاصل أساسية في الحزب وكانت حادثة المسيرة التي ضربت تجمعا لقوات النخبة في بنيامينا تبعتها بعد ايام قصف منزل نتنياهو في قيسارية بالاضافة لعمليات عسكرية تضمنت قصفا بالصواريخ والمسيرات لمستعمرات الجليل حتى جنوب حيفا .

لقد شكل مجمل هذه العمليات رافعة مهمة لاستعادة حزب الله قوته وتوازنه الاستراتيجي والذي سرعان ما انعكس على معنويات الكيان سياسيا وعسكريا واخذت تطورات الميدان الكلي الاستراتيجي تشهد تحولات اخذت تعصف بشدة بمعنويات الكيان وتحدث اثارا عميقة في بيئة الكيان الاجتماعية الداعمة للحرب وارتكاب المجازر ضد المدنيين بهدف اثارة الرعب والخوف في المجتمع العربي عموما.

ثم تلا ذلك ارتكاب الكيان ما يسمى ب”غلطة الشاطر” والتي تمثلت بالبدء بالمناورة البرية داخل مناطق على الحافة الحدودية للبنان مع شمال فلسطين المحتلة مما اتاح المجال لقوات النخبة من حزب الله ان تمارس  ميزتها التنافسية الحصرية وهي الالتحام المباشر وجها لوجه ورجلا لرجل مع جنود جيش الاحتلال والحاق افدح الخسائر بهم وكما ظهر جليا في ارتفاع عداد القتلى والجرحى من ضباط وجنود جيش الاحتلال .

ونيجة لكل هذه التطورات، سرعان ما اعلن حزب الله بعد ان تعافى عن البدء بعمليات عسكرية نوعية ذات بعدين:

البعد الاول إلحاق اكبر اذى ممكن بوحدات النخبة العسكرية التي تحاول اجتياح الجنوب برا، وخلق عداد يومي من القتلى والجرحى يتزايد يوما بعد يوم..

والبعد الثاني إمطار المنطقة من حدود لبنان الجنوبية وحتى جنوب حيفا بالصواريخ والمسيرات على مدى الوقت ليلا ونهارا مما يلحق ضررا كبيرا وفوضى عارمة في معطيات الحياة داخل الكيان ويضعف الروح المعنوية للمستوطنيين ويزيد اختلال المعادلات السياسية داخل الكيان ويرفع من احتمالات الصراع بين الاطراف السياسية في حكومة الاحتلال.

والحبل -كما يقال- على الجرار..