متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الرّابع والثمانون / الطاهر المعز

256

الطاهر المعز ( تونس ) – السبت 10/8/2024 م …

يتضمن العدد الرّابع والثمانون من نشرة “متابعات” الأسبوعية فقرة عن تطورات الوضع في بنغلادش إثر المظاهرات التي أدّت إلى إلغاء المحكمة العُليا العديد من أحكام نظام الحصص، وفقرة عن قُدُرات وتطورات البحث العلمي والبيولوجيا الحيوية في كوبا في ظل الحصار، وفقرات عن تباطؤ اقتصاد الصّين ومحاولة دَفْع التّنمية بتشجيع الإستهلاك الدّاخلي وفقا لنظريات جون مينارد كينز وفقرة عن ثروة أغني عشرة أمريكيين وفقرة عن بعض أهداف حلف شمال الأطلسي وأخرى عن أوكرانيا كحقل تجارب للأسلحة…

كوبا

كيف تمكّنت كوبا، رغم الحصار منذ أكثر من ستة عُقُود، من إنتاج لقاحات فعالة للغاية ضد كوفيد-19، باعتراف منظمة الصّحّة العالمية؟

تستثمر كوبا مواردها القليلة، منذ عُقُود، في البحث والمُؤسسات العِلْمية والمُخْتَبَرات التي تمكّنت من تطوير وتسويق المنتجات البيولوجية الموجهة في الغالب إلى الرعاية الصحية وإلى إنتاج الغذاء.

ارتبطت عمليات التخطيط الاستراتيجي وتطوير البحث العلمي بالنسخة الكوبية من الاشتراكية التي أعلنها فيدل كاسترو ( 15 كانون الثاني/يناير 1960)، بعد عام واحد من انتصار الثورة: “إن مستقبل كوبا سوف يرتبط بالضرورة بتطوير العلوم” وخَطّطت الدّولة لإعادة تنشيط “الأكاديمية الكوبية للعلوم” سنة 1962 وتأسيس المركز الوطني للبحوث العلمية (1965)، ومركز البحوث البيولوجية (1982)؛ ومركز الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية (1986) وهو يضُمُّ  35 مؤسسة علمية، ومركز التحليل المناعي (1987)، ومعهد فينلي لتصنيع اللقاحات (1991)، والمركز الوطني للمستحضرات الحيوية (1992)، ومركز المناعة الجزيئية (1994)…

يضم “القطب العلمي”، الذي تأسس خلال عقد الثمانينيات من القرن العشرين في غرب هافانا، أكثر من أربعين مركزًا بحثيًا يعمل بها ثلاثون ألف عامل، وتأسست مجموعة ( BioCubaFarma ) سنة 2012 للإهتمام بجانب التسويق، وأصبحت تُشرف على إدارة 19 وحدة في الخارج، كمشاريع مشتركة أو كيانات مملوكة لكوبا، وتُصدّر “بيو كوبا فارما” نحو 164 منتجًا من 65 مركزًا ( تعود الأرقام إلى سنة 2018)، واضطرت مؤسسات البحث العلمي الكوبية إلى التّكيُّف مع الحَظْر والحصار الأمريكِيّيْن لتصبح “مؤسسات الدورة الكاملة” أي إنها تقوم بالبحث وتطوير المنتجات والتسويق والتصدير، وكل ذلك تحت إدارة واحدة، تُوَزِّعُ عائدات التصدير بين تمويل أنشطة كل مؤسسة وتمويل ميزانية الدّولة، وتمكّنت – من خلال هذا التّكَيُّف – من ابتكار وتصدير لقاحات ضد التهاب السحايا من النوع ب، والتهاب الكبد من النوع ب، والمستدمية النزلية من النوع ب، وكوفيد-19، وسرطان الرئة (CIMAvax-EGF)، وغيرها من علاجات الأمراض المعدية واللّقاحات…

نشرت المجلة الشهرية الأمريكية سنة 2016 دراسة عن “أصول شبكة العلوم البيولوجية وتطورها وصيانتها في كوبا” وأصدرت بالتزامن مع نشر نسخة مترجمة للطبعة الثانية من كتاب “اقتصاد المعرفة والاشتراكية – العلم والمجتمع في كوبا”، وهو مكتوب بأسلوب بسيط عن “اقتصاد المَعْرِفَة” وتنمية القدرات البشرية والتقدم الاجتماعي في كوبا بتمويلات ضعيفة جدًّا، في ظل افتقاد كوبا للموارد الطبيعية والقاعدة الصناعية، وتمكّن الباحثون والعُلماء المَحَلِّيُّون من ابتكار وتطوير منتجات بيولوجية جديدة وذات قيمة عالية فرضت نفسها في الأسواق الدّولية… 

طوّر العُلماء الكوبيون الصناعات التقنية الحيوية بالتعاون والتّكامُل وتداول ونشر المعرفة والإبْداع العِلْمِي بين المؤسسات والباحثين، وبإزالة الحدود بين المؤسسات والإختصاصات بدل المنافسة فيما بينها، والتّغلّب على التناقض الذي أشار إليه كارل ماركس بين الطابع الاجتماعي للإنتاج والطابع الخاص للاستيلاء على قيمة المنتج ووسائل الإنتاج، وبدَلَ “الاستيلاء الخاص على العلم والمعرفة المتراكمة”، باسم حقوق المِلْكِيّة الفِكْرِيّة، والاستيلاء على الناس في شكل هجرة الأدمغة، تدافع كوبا عن الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج والقيمة المتراكمة للمنتجات، في محاولة لجَعْل العِلْم قادرًا على دَفْعِ اقتصاد البلاد، رغم شُحّ الموارد، ويندرج ذلك ضمن مفهوم السّيادة الذي تُتَرْجِمُهُ الدّولة إلى استثمار ضخم ( مقارنة بالموارد) “لِخَلْقِ رأس المال البشري، والتكامل بين المؤسسات، والارتباطات بالبرامج الاجتماعية، والصادرات المرتبطة بالاتفاقيات الدولية وبرامج التضامن مع كوبا، والقدرة على الابتكار في إدارة المؤسسات، والدافع السياسي والاجتماعي للعمال، لتتمكّن كوبا من تخَطِّي الحواجز التي تُقيمها الدّول الإمبريالية لاحتجاز التنمية في الدول الفقيرة…”

عن كتاب “اقتصاد المعرفة والاشتراكية – العلم والمجتمع في كوبا” للدكتور أوغستين لاجي دافيلا – طبعة مُنقّحة سنة 2019 (Dr. Agustín Lage-DávilaThe Knowledge Economy and Socialism – Science and Society in Cuba ) والدكتور أوغستين لاجي دافيلا هو عالم المناعة والكيمياء الحيوية وخبير السرطان، ونُشرت الطبعة الأولى لكتابه سنة 2013، وتم تحديث بيانات الكتاب عند كل عملية إعادة نشره… وتم إعداد هذه الفقرة بمراجعة البيانات المُحْدَثَة سنتَيْ 2021 و 2022.  

بنغلادش

ألغت المحكمة العُلْيا، يوم 22 تموز/يوليو 2024، معظم بنود وأحكام وإجراءات نظام الحِصًص الذي يخصص نحو أكثر من نصف وظائف القطاع العام لأحفاد قدامى المحاربين في حرب الإنفصال عن باكستان سنة 1971 التي قادها حزب “رابطة عوامي” الحاكم والذي أَسَّسَهُ مُجيب الرحمان والد الشيخة حسينة التي تحكم البلاد منذ 2009، وهو النظام الذي استفاد منه أعضاء الحزب الحاكم، فأصبحت نسبة 5% “فقط” مُخصّصة لأبناء وأحفاد الإنفصاليين (عن باكستان) مع تخصيص نسبة 2% للأقليات الأثنية وذوي الإحتياجات الخاصة (المُعاقين) وأقر القضاء إن يتم توزيع 93% من وظائف القطاع العام على أساس الجدارة، وهي أصبحت نادرة، كما في معظم بلدان العالم، حيث تنافس سنة 2023، أكثر من 300 ألف جامعي على أقل من أربعة آلاف وظيفة في بلد يعيش معظم سُكّانه تحت خط الفقر، وكان نظام الحصص أحد أسباب انتفاضة الطّلاّب منذ بداية شهر تموز/يوليو 2024 قبل أن تَعُمّ المظاهرات البلاد وتُقرر الحكومة حظر التجوال وقطع الإتصلات وإغلاق جميع المؤسسات وبلغ عدد ضحايا رصاص الشرطة ومليشيات الحزب الحاكم  150 وفق وكالة رويترز ’23/07/2024) بناءً على بيانات المُستشفيات، وساهم نظام الحصص في تعميق الفَجْوة الطبقية وفي احتكار الوظائف والسّلطة والمال من قِبَل وُجهاء الحزب الحاكم، فيما تُعاني نسبة كبيرة من المواطنين من الفقر والبطالة ومن ارتفاع أسعار الغذاء والدّواء والوقود، ومن التّضخم والإنقطاع المتكرر للكهرباء… 

انتهت الإحتجاجات بعزل الجيش للشيخة حسينة وتهريبها إلى الهند وتعيين المَصْرِفي محمد يونس (جائزة نوبل) مُستشارًا للرئيس بصلاحيات رئيس حكومة مؤقتة. 

جون مينارد كينز في ضيافة الصين

ظهرت بعض أعراض ومخاطر الإقتصاد الرأسمالي على اقتصاد الصّين ( الأزمة العقارية وانخفاض النّمو والرّكود…) وسبق أن عالج نظام الحكم هذه المخاطر خلال أزمة 2008 التي أطلقتها أزمة الرّهان العقاري بالولايات المتحدة، بتطبيق الوَصَفات الكينزية، ومن بينها تعزيز النّمُوّ بواسطة الإنفاق على البنية التّحتية وتشجيع الإستهلاك الدّاخلي، وأقرت الحكومة يوم الجمعة 19 تموز/يوليو 2024 – بعد اجتماع الحزب “الشيوعي” الحاكم – إجراءات تعزز النمو خلال دعم برنامج تحديث المعدات في قطاعات الطاقة والكهرباء والبطاريات، وتشجيع الطّلب الدّاخلي عبر تشجيع استهلاك الإنتاج المَحَلِّي، وتقديم الدّعم المالي لتجديد السيارات والشاحنات والسفن والتجهيزات المنزلية، وإعادة تدوير وسائل النقل والمنتجات الكهربائية والإلكترونية المُسْتَعْمَلَة، وفق وكالة أنباء الصين الجديدة ( شينخوا) التي أفادت إن مبيعات التجزئة ارتفعت بنسبة أبطأ من المتوقع وبلغت 2% خلال شهر حزيران/يونيو2024،  مقارنة بنفس الشهر من العام السابق، وهو أضعف نمو خلال 18 شهرا، بفعل اضطرار الشركات إلى خفض الأسعار بسبب الضغوط الانكماشية.

من جهة أخرى، انخفض الطّلب على السيارات الكهربائية في أمريكا الشمالية بنسبة 6% وأوروبا بنسبة 7%، خلال شهر حزيران/يونيو 2024، فانخفض سعر الليثيوم الذي أصبحت الصين رائدة في تصنيعه وتصديره، غير إن الصين استفادت من الزلزال الذي حدث في منطقة إنتاج الليثيوم الرئيسية في تشيلي، إذ ارتفعت أسعار الليثيوم يوم الجمعة 19/07/2024، بنسبة 2,9% ليبلغ 12357 دولارا للطّن الواحد، وهو المَعْدَن الضروري لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وتكمن أهمية المنطقة التي ضربها زلزال بقوة 7,3 درجات (على مقياس ريختر) في احتوائها أكبر احتياطيات من الليثيوم في العالم، والتي يوجد 90% منها في صحراء أتاكاما، بالقرب من الزلزال، وَتُعَدُّ تشيلي أحد المصدرين الرئيسيين للصين للمواد الكيميائية المكونة من الليثيوم لتصنيع السيارات الكهربائية، المُحرك الرئيسي للصناعة في الصّين التي تنتج أكثر من 600 ألف طن من كربونات الليثيوم سنويا، وفق وكالة رويترز 19/07/2024…

دولار واحد = 7.2672 يوان صيني – رنمينبي

من أين لهم هذا؟

ارتفعت ثروة الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، خلال النصف الأول من سنة 2024، بمقدار 68,7 مليار دولار لتصل إلى 113 مليار دولار، وهو أكثر من ضعف ما كانت عليه في نهاية عام 2023، وترتيبه الحادي عشر في قائمة أكثر الأمريكيين ثراءً، فيما ارتفعت ثروة أغنى 10 مواطنين أمريكيين بنسبة تزيد عن 24,5% خلال النصف الأول من العام 2024، بزيادة قدرها 336,9 مليار دولار، ليصل إجمالي ثروتهم إلى 1,71 تريليون دولار أو 1710 مليار دولار، وتتراوح الزيادة في ثرواتهم من 17,6 مليار دولار ( لوارن بافيت ) إلى 48,5 مليار دولار (مارك زوكربيرغ)، وفي بداية سنة 2021، سنة تولي الرئيس جوزيف بايدن (من الحزب الدّيمقراطي) الرئاسة بلغت ثروة أغنى عشرة أثرياء أمريكيين نحو 1046 مليار دولارا وبعد ثلاث سنوات ونصف من حكمه ارتفعت ثروتهم بنسبة 63,4% أو بمقدار 664 مليار دولار وفق وكالة بلومبرغ (مُؤشّر بلومبرغ للمليارديرات – 15 تموز/يوليو 2024)

لم تنْمُ الثروات بفعل استثمارها في القطاعات المُنْتِجَة بل نَمَتْ بفعل المُضارَبَة بأسعار الأسهم، ويُعتَبَر زوكربيرغ وغيتس وبالمر وأليسّون من أكبر المُضاربين بأسعار أسهم مجموعات أمازون وألفابت وبركشاير هاثاواي وديل، ويحصل جميعهم على رواتب سنوية ضخمة يُقِرُّها أصحاب الأسهم في الجلسة السنوية، ويستثمر بعض الأثرياء في السياسة، حيث أعلن إيلون ماسك (مالك شركة تيسلا للسيارات الكهربائية)  تقديم 45 مليون دولار شهريًا طيلة ستة أشهر إلى حملة سوبر باك المؤيدة لترامب، وهو مكا يمثل حوالي 0,0843% من ثروته، وفق موقع صحيفة “غارديان” 15/07/2024.  

حلف شمال الأطلسي عدواني هجومي وليس دفاعي

أدْرَج حلف شمال الأطلسي، سنة 2022، الصين، وبشكل مُعْلَن، لأول مرة، ضمْنَ “التّحَدّيّات لمصالح وأمن وقِيَم التحالف”، وفي تعليله لهذه الإستراتيجية، أعلن الأمين العام ينس ستولتنبرغ: إن الصّين تعمل على بناء قواتها العسكرية بشكل كبير، بما في ذلك الأسلحة النووية، وترهيب جيرانها، وتهديد تايوان .” ولئن وَرَدت الصين بشكل صريح لأول مرة، فإن التركيز على الصين يعود إلى الأيام الأولى للتحالف العدواني الذي تأسس بهدف إخضاع العالم المتحرر من الاستعمار للمظلة الجيوسياسية الأميركية، ولم يتغير الأمر بعد مرور 76 سنة، وبعد انهيار الإتحاد السوفييتي، حيث يواصل التحالف تعزيز الهيمنة الأميركية…

في إطار المناقشة البرلمانية حول تأسيس حلف شمال الأطلسي، قال وزير الخارجية الكندي ليستر بيرسون، قبل 75 سنة: ” لا توجد طريقة أفضلَ من العمل بين القوى الديمقراطية العظمى على ترتيب الأمن العالمي لضمان أمن المحيط الهادئ في هذه اللحظة بالذات “، وبعد سنتَيْن صرّح نفس الشّخص: “إن الدّفاع عن الشرق الأوسط أمر حيوي للدفاع الناجح عن أوروبا ومنطقة شمال الأطلسي”، وفي عام 1953 صرّح بيرسون: “لم تعد هناك سوى فجوة جغرافية صغيرة نسبياً [5000 كيلومتر] بين جنوب شرق آسيا والمنطقة التي تغطيها معاهدة حلف شمال الأطلسي، والتي تمتد إلى الحدود الشرقية لتركيا، وخلال الحرب الكورية التي قادتها الولايات المتحدة في الفترة 1950-1953، برّرَ وزير الخارجية الكندي إرسال 27 ألف جندي كندي إلى كوريا، واعتَبَرَ حرب كوريا ” أول اختبار حقيقي لحلف شمال الأطلسي، حتى ولو كان يحدث على بعد نصف الكرة الأرضية، باعتبار هذه الحرب اختبارًا للسلطات الشيوعية التي تحكم الصين منذ سنة 1949، ولما أصبح استفزاز الولايات المتحدة صريحًا وواضحًا، من خلال اقتراب القوات الأميركية من حدود الصّين، تدخل الجيش الشّعبي الصيني، وكذلك الإتحاد السّوفييتي، وخلفت الحرب نحو ثلاثة ملايين قتيل…

كانت الصين من أهم نقاط جدول أعمال قمة منظمة حلف شمال الأطلسي التي عقدت في واشنطن العاصمة في تموز/يوليو 2024، وأَوْرَدَ البيان الختامي ذِكْرَ الصين الشعبية ما لا يقل عن 14 مرة، واعتبر البيان “إن جمهورية الصين الشعبية لا تزال تشكل تحديات منهجية لأمن ومصالح وقِيَم أوروبا وأمريكا وحلف شمال الأطلسي”، وورّطت الولايات المتحدة  زعماء الدول “الشريكة” لحلف شمال الأطلسي الذين تمت دعوتهم لحضور القمة: اليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وأستراليا، وَلِوَضْعِ استراتيجية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، تضمنت أربعة مشاريع مشتركة جديدة، ومن بينها إنشاء كتلة عسكرية مناهضة للصين التي أصبحت عاملا حاسما في دَعْمِ روسيا ضد أوكرانيا”، واعتبرت الولايات المتحدة “إن علاقات الصين مع روسيا تهدد حلف شمال الأطلسي”، رغم الحذر والتّكتّم الصيني، ورفض بيع الأسلحة لروسيا، خوفًا من عقوبات إضافية أمريكية، فيما يعتبر حلف شمال الأطلسي دعم أوكرانيا بكميات ضخمة من الأسلحة النّوعية أمْرًا عادِيًّا، وفي الواقع تكمن الغرابة في استهداف تحالفٌ لدول “شمال الأطلسي” دولةً آسيويةً بعيدةً، ويدّعي هذا التحالف إنها “دِفاعي” وهو في واقع الأمر هجومي عدْواني ولا يقتصر على شمال الأطلسي، بل هو أداة لِبَسْط هيمنة الإمبريالية الأمريكية من خلال العدوان والإحتلال في جميع أنحاء العام، من أفغانستان إلى ليبيا وغربي إفريقيا، مرورًا بالعراق وسوريا واليمن وغيرها…

أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي يوم العاشر من أيار/مايو 2024 قصف منطقة خاركوف، لصد القوات الأوكرانية التي حاولت اختراق مراكز الدّفاع الروسية، ولما فشل الهجوم عَزّز حلف شمال الأطلسي طواقم المُدرّبين والمرتزقة الذي بلغ عددهم – وفق تقديرات الجيش الروسي – نحو 13 ألف مرتزق في مجمل الخطوط الأمامية للجيش الأوكراني، لتعزيز خطوطه الدّفاعية، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم 23 تموز/يوليو 2024، إنها نفّذت هجوما بصواريخ إسكندر مركز تدريب وانتشار مؤقت للمدربين والمرتزقة “الغربيين” في منطقة خاركوف، مما أدى إلى مقتل نحو 50 مدرباً أجنبيًّا أرسلهم حلف شمال الأطلسي، وتستغل روسيا عند الإعلان عن هجومات جيشها، لتقديم خصوصيات أسلحتها، وأعلن الجيش الروسي استخدام صواريخ إسكندر ضد المطارات الأوكرانية، ولذلك طالب زيلينسكي دول حلف شمال الأطلسي تسليمه مقاتلات إف-16 وأنظمة صواريخ هيمارس أمريكية الصنع.

وصفت وزارة الدّفاع الروسية صاروخ إسكندر بأنه “صاروخ باليستي  يتراوح مداه من 50 إلى 500 كيلومتر، والنسخة K منه قادرة على الوصول إلى 2000 كيلومتر، ما لم يتبع مسارًا متوترًا، مما يسمح له بالوصول إلى هدفه بسرعة أكبر، ولكن على حساب تقليل مداه”

 

التعليقات مغلقة.